حاوره: عارف الشرجبي -
حذر الاستاذ أحمد مساعد حسين مثيري النعرات المناطقية والدعوات الانفصالية من التمادي في تلك الممارسات الخارجة عن الدستور والقانون.. واصفاً أصحاب تلك الدعوات بالعناصر المريضة والمأزومة التي تبحث عن المصالح الضيقة على حساب المصالح العليا للوطن.
وأكد في الحوار الذي أجرته معه "الميثاق" ان تلك الدعوات لن يكتب لها النجاح وانها كمن يحرث في البحر لأن الوحدة راسخة ومحمية برجالها الشرفاء الذين مازالوا مستعدين للذود عنها.. وفي تعليقه على مدعيي الوصاية على بعض المحافظات الجنوبية والشرقية قال: إن هؤلاء أصحاب مشاريع صغيرة معشعشة في رؤوسهم، وأنه ليس بإمكان أي شخص أو حزب إعلان الوصاية على أي شبر من الجنوب الذي هو جزء لا يتجزأ من الوطن اليمني الكبير الممتد من المهرة وحتى الحديدة، ومن عدن الى مارب والجوف..ودعا وزير شؤون المغتربين الأخوة المغتربين والجاليات اليمنية في الخارج الى عدم الالتفات لتلك الدعوات التي يروج لها أصحاب الأصوات النشاز في الداخل أو المتواجدون في بعض الدول ممن رهنوا أنفسهم للشيطان الذين قال إن لهم إرتباطات إقليمية ودولية للإضرار بالوطن.. إلى الحصيلة:
< الاشتراگي أصبح جزءاً من الماضي .. وأصحاب المشاريع الصغيرة عليهم ان يستفيدوا من گلمة الرئيس ابين< وشعبنا يعيش هذه الايام غمرة الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية نريد أن تحدثنا عن واحدية الثورة التي كنت أحد أبطالها؟
- واحدية الثورة أمر لاجدال فيه وقد تحدث عنه الكثير من المناضلين، فالثورة واحدة والنضال واحد ليس منذ يوم 26سبتمبر أو14 اكتوبر فحسب بل منذ 48 وما قبلها وما بعدها من انتفاضات وهبّات وثورات متلاحقة ضد الاستعمار الاجنبي والإمامة واستطيع القول: إن كل الحركات التحررية والثورات التي قامت في اليمن شماله وجنوبه كان المشاركون فيها وابطالها من كل أنحاء الوطن دون استثناء.
< كيف تجسدت هذه الواحدية أثناء مرحلة الكفاح؟
- كثير من المناضلين والمدافعين عن ثورة 26سبتمبر كانوا من كل المناطق اليمنية من حضرموت وشبوة ويافع وردفان وأبين ومارب وغيرها، وكثير ممن دافعوا وشاركوا في ثورة 14 اكتوبر.. كانوا من تعز والبيضاء وصنعاء وإب ومارب وغيرها من المحافظات.. الجميع هبّ للدفاع عن عدن وطرد الاستعمار من بقية المحميات والسلطنات، فقد اختلط الدم اليمني والإرادة اليمنية وتشكلت بوتقة نضالية واحدة تمكنت من دحر الاستعمار وإزاحة حكم الإمامة البغيض، واتذكر أن احتفالات الثورة الأم 26سبتمبر حين تقام كانت في عدن أكثر ابتهاجاً مما كانت في صنعاء وتعز، وهذا يعطيك مؤشراً أن فرحة النصر على الحكم الإمامي والاستعمار لم تكن تعني منطقة او محافظة يمنية معينة بقدر ما تجسد الفرحة لكل أبناء الوطن.. ناهيك عن المناهج الدراسية في المدارس والكليات التي كانت تذكِّر بواحدية الثورة وتحث على الحفاظ عليها.
< ولكن كيف تفسر ظهور مثل تلك الأصوات التي تكرس مفهوم العودة الى ما قبل الوحدة؟
- أولاً يجب أن نفرق بين الاصوات التي تطالب بحقوق قانونية مثل المعاشات أو العمل بعد الانقطاع.. هؤلاء عندما بدأوا يطالبون بحقوقهم كنا جميعاً نؤيد مطالبهم في زيادة الراتب او العودة للعمل لأنها مطالب حقوقية وفقاً للقانون وقد لاقت استجابة كبيرة من قبل فخامة الاخ الرئيس الذي وجه بحلها، وفعلاً تشكلت العديد من اللجان الرئيسية والفرعية وتم حل معظم الحالات ومازال الامر سارٍ حتى اليوم للذي يريد أن يتقدم بتظلم معين سواء من أعضاء الحزب الاشتراكي أو من خارجه، وقد رصدت مليارات الريالات لمواجهة مثل تلك النفقات وزيادة المرتبات للمتقاعدين العسكريين والمدنيين.
< لماذا لازلنا نسمع مثل تلك الاصوات النشاز؟
- هناك بعض العناصر المريضة التي فضلت التمترس خلف تلك المطالب لرفع الشعارات المعادية للوحدة والثورة وتريد المساس بالثوابت.. هؤلاء الذين استغلوا تلك المطالب لتمرير مخططاتهم المشبوهة والمريضة نقول لهم: إنكم كمن يحرث في البحر وانكم تجرون خلف أوهام لا يمكن تحقيقها وان ما تسعون اليه لزعزعة الامن والاستقرار أو تحقيق الانفصال أبعد لكم من عين الشمس لأنكم لا تريدون أية مصلحة للوطن بل تريدون تحقيق مصالح شخصية او العودة للسلطة من باب التشطير المقيت وتمزيق الوطن، وهذا لن يتحقق.
< إدعاء الوصاية على بعض المحافظات الجنوبية والشرقية .. كيف تراه؟
- كما قلت إن أصحاب هذه الاصوات والمشاريع الصغيرة هم واهمون ويجرون وراء السراب، فالجنوب لا يمكن لأحد أن يدعي وصايته عليه أو تمثيله مهما فعل لأن الجنوب جزء من الوطن اليمني الكبير من المهرة الى الحديدة، ومن عدن الى صعدة، ومارب، والذين مازالوا يحلمون بالتشطير وتمزيق الوطن يبدو أنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ وتجارب التشطير وويلاته والفتن التي عانى منها كل أبناء الوطن في الجنوب خلال حكم الحزب الاشتراكي عندما كان شعار »لا صوت يعلو فوق صوت الحزب« هوالسائد ولم يكن هناك أدنى حرية للحديث عن رأس الدولة أو أي مسؤول في الحزب او الحكم.. فمنذ يوم الاستقلال حتى إعادة تحقيق الوحدة كنا نعيش حالة من الانفلات الامني والازمات المتلاحقة في صراع على الحكم والسلطة، ولكن اليوم الوطن يعيش حالة من الاستقرار والسكينة بفضل الوحدة والحرية والتعددية والديمقراطية.. وأريد أن أذكر الجميع أن الشعب اليمني خاصة في المحافظات الجنوبية بكل فئاته وشرائحه ومناضليه يتذكر تلك المآسي، ولذلك سيقف في وجه كل من يحاول المساس بالوحدة وضد الدعوات المأزومة وفاءً لأرواح الشهداء والمناضلين الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل توحيد الوطن.. جميعنا سوف نقف ضد دعاة التمزق والتشطير ولن نسمح لمثل هؤلاء النيل من الوطن ووحدته خاصة ونحن نعلم أن أصحاب الاصوات النشاز يريدون تمزيق الوطن الى دويلات وتمزيق الجنوب الى كيانات صغيرة كما كان الوضع قبل الاستقلال (مشيخات، وسلطنات) وغيره.. هذه الأفكار الشيطانية لاحت وظهرت بوضوح من خلال الاختلاف الحاصل بين دعاة التمزق أو ما يسمى بالحراك الذين نراهم يتصارعون على الزعامة كلٌ يدعي تمثيل الجنوب ويدعي أنه القائد، ولهذا لو سمحنا لهم بتنفيذ مخططاتهم سيمزقون الوطن الى شظايا ولكن سنقف لهم ولمشاريعهم بالمرصاد.
< تمثيل الجنوب وادعاء الوصاية برز من قبل الاشتراكي ولم يقتصر على اصحاب الاصوات النشاز.. ما رأيكم؟
- الحزب الاشتراكي فقد صلاحيته وهويته وفقد كثيراً من المناضلين الشرفاء ولم يعد اليوم قادراً على الحكم فأصبح شيئاً من الماضي لا يجيد غير زرع الوهم في نفوس وعقول أصحاب المصالح، ولذلك ننصح العقلاء والمناضلين الشرفاء أن يكونوا صفاً واحداً في خندق الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.. أما الذين يحلمون بالعودة الى الحكم من الحزب الاشتراكي فإننا نقول لهم ليس أمامكم للوصول الى الحكم والسلطة سوى صندوق الانتخابات والتداول السلمي وليس عبر زرع الفتن وإثارة النعرات المناطقية، فالشعب اليمني لا يحتمل مزيداً من الأزمات والمشاكل فوق المعاناة وشحة الامكانات .. الحزب الاشتراكي للأسف أصبح يفكر بالمصلحة التي ستقتصر على النخبة أو القيادات فقط بعيداً عن هموم وتطلعات الناس وهو » الاشتراكي« يفكر وفق قاعدة »أنا وبعدي الطوفان« وهذا ما لن نسمح بحدوثه.
< إذا كان الوصول للسلطة مرهون بالصندوق الانتخابي لماذا يقاطع الاشتراكي هذه الانتخابات؟
- السبب معروف وهو ان الاشتراكي ومعه الرفاق والاخوان في اللقاء المشترك يعلمون أن الشعب لن يختارهم ولن يصلوا للحكم لأنهم يفتقرون للتأييد الشعبي، ولهذا يلجأون للمقاطعة وإثارة المشكلات لتأجيل الانتخابات من أجل الحصول على المطالب والمزايا كتقاسم اللجان أو الدوائر قبل إجراء الانتخابات، وهذا في تصوري انقلاب على الدستور والقانون وارتداد عن النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.. هذا التفكير في منتهى الغباء السياسي ويكرس لنهج انتهازي يحاول استغلال معاناة البسطاء لتحقيق أغراض حزبية وشخصية ضيقة بعيداً عن هموم الناس.
< مؤخراً صرح محمد علي أحمد بالدعوة للانفصال رغم أن خطاب فخامة الرئيس دعا الجميع فيه للمشاركة في بناء الوطن: ما تعليقكم؟
- الكلمة التي ألقاها فخامة الرئيس في محافظة أبين مؤخراً كانت من أروع ما يمكن أن يقال للحفاظ على الوحدة والسلم الاجتماعي وتضميد الجراح بدلاً من زرع الشقاق الذي يحاول البعض تكريسه.. كلمة الاخ الرئيس اعتبرها مرجعية مهمة لكل أبناء الوطن وخاصة أبين وشبوة ولحج وغيرها من المحافظات التي عانت في الماضي من حكم الحزب الواحد، وينبغي على أصحاب المشاريع الصغيرة والاصوات النشاز الاستفادة مما جاء في ذلك الخطاب.. أما الذين يصرحون أو يلوحون بالانفصال وتمزيق الوطن أو يدعون الوصاية على هذه المحافظة أو تلك، فهم واهمون وكلامهم ضرب من الخيال وأحلام اليقظة التي لا تتحقق.. نعلم جميعاً أن من اصحاب هذه الاصوات قد نبذهم المجتمع ولا يعبرون الا عن أنفسهم المريضة والتي تطمح للعودة للواجهة والسلطة ولو على حساب وحدة الوطن وأمن واستقرار أبنائه.
< عندما يتحدثون عن الوصاية للجنوب.. من أعطاهم هذا الحق.. وأين دوركم أنتم كمناضلين؟
- أكرر بأن هؤلاء النفر لا يمثلون إلا أنفسهم وهم قلة خرجت عن الاجماع الوطني وغلبت مصالحها على مصالح الشعب، أما عن دور الشرفاء في الوطن فقد عبرنا عنه في العديد من المواقف الوطنية، ومازلنا مستعدين لتقديم المزيد من النضال ضد أعداء الوطن ولدينا القدرة على تلقين أمثال هؤلاء الدروس القاسية وسنواجههم بالحديد والنار وأن الوطن لا يحتمل مزيداً من الأزمات والانقسامات، ومن المؤسف أن بعض أصحاب الاصوات النشاز هم ممن كان لهم مواقف جيدة أو لهم أقارب ضحوا في سبيل الوطن ووحدته، ولكن يبدو أنهم ركبوا الموج المعادي للوطن للحصول على بعض المصالح الخاصة.
< وماذا عن تجارب البعض لدعوات الاعتصامات واعمال الشغب؟
- المواطن يبحث عن تحسين أوضاعه الاقتصادية أو يبحث عن أعمال وغيرها من متطلبات الحياة التي تعمل الدولة على توفيرها رغم الإمكانات الشحيحة، ومع الأسف فقد درج دعاة التمزيق الى تزييف وعي الناس وإيهام البعض أنهم سيوفرون لهم حياة أفضل أو فرص العمل، ولهذا تجد بعض البسطاء ينخدعون لهذه الدعوات ولكن لبعض الوقت وخاصة عندما تنكشف ألاعيب هؤلاء وأهدافهم المريضة.
كثير ممن خرجوا في أعمال شغب هم من البسطاء أو الطلاب المغرر بهم، لكن عرفوا أن هذه الاعتصامات قد عطلت التنمية وطردت كثيراً من المشاريع الاستثمارية مما زاد من معاناتهم، ولذلك تجد الذي يصدق دعواتهم أو فتاوى مشائخ الاصلاح سرعان ما يكتشف كذبهم ويعود الى صف الوطن.
< هل يمكن أن تحدثنا عن المنجزات التي تحققت للمحافظات الجنوبية والشرقية في ظل الوحدة؟
- الحديث عن حجم هذه المنجزات يحتاج الى مجلدات وفترة من الوقت ولكني أجزم أن التنمية التي شهدها الوطن خلال الوحدة فاقت التوقعات وتجاوزت ما هو مرسوم له، فقد شهدت بلادنا انجازات مهولة خاصة منذ عام 1994م حتى الآن، فالطرقات ربطت كل قرية وجبل بالمدن الرئيسية والثانوية والمواصلات والكهرباء التي كانت في المحافظات الشرقية تقتصر على مراكز المحافظات فقط ولفترة وجيزة، ناهيك عن عدد المدارس والجامعات واتساع رقعة الارض الزراعية.. فلا مجال للمقارنة بين الأمس واليوم، وهذا ليس مزايدة أو تزلف وإنما الحقيقة.. ولو نظرت الى عتق لم تزدهر الا بعد الوحدة وكانت عبارة عن قرية صغيرة،و هذا الكلام ليس من فراغ فقد كنت محافظاً فيها، وأعرفها جيداً، وعدن امتدت الى أقصى مدى في البناء والعمران وحتى صنعاء امتدت من الجبل الى الجبل .. حضرموت اليوم أصبحت تضاهي الدول المتقدمة في البناء والعمران واتساعها ناهيك عن عدد المشاريع التي نفذت فيها.. كل هذا أغاض البعض فراحوا يكايدون ويكيلون الاتهامات بالركود ويحرضون الناس على الدولة ومع ذلك فأنا أقول: إن الازدهار الحاصل اليوم هو محاكمة واضحة لأصحاب الأصوات النشاز وأصحاب المشاريع الصغيرة أمام هذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت رغم شحة الامكانات والعراقيل.
جلسات الأنس
< وماذا عمن يسمون أنفسهم معارضة الخارج؟
- لا يوجد معارضة من الخارج طالما ولدينا تعددية ورأي ورأي آخر، فالمعارضة هي من الداخل طبقاً للقانون والدستور، ولا يعقل أن نسمي ثلاثة أو اربعة أو عشرة معارضة إنما هم ممن فقدوا مصالحهم ومناصبهم، ولذلك يمارسون هواية النكاية بالحكم وبالمؤتمر الشعبي الذي اختاره الشعب.. هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معارضة هم ممن تجمعهم جلسات الأنس وقد أضحكني أن قرأت على أحد المواقع بياناً صادراً عن مثل هؤلاء أنهم شكلوا منظمة ولها رئيس ورئيس فخري وأمين عام وأمين عام فخري وهلمّ جراً ثم يصدر في نفس البيان أن علي حيدرة قدم استقالته من رئاسة المنظمة بل ومن المنظمة نفسها، وهذا يدل على أنهم يعيشون في حالة من التوهان والتضارب وعدم التركيز فيما يفعلون أو يقولون، بل لا يفرقون بين ما هو عمل وطني يخدم الناس وبين ما هو تخريب وطعن للوحدة والوطن تحت مسمى المعارضة.. فأية معارضة هذه التي يدعونها، وأنا أقول لهم: إذا كنتم تريدون أن تعارضوا تعالوا الى الساحة الوطنية وقدموا أنفسكم للناس وعارضوا كما يحلو لكم بحسب القانون والدستور.. أما اذا ظللتم هكذا فلن تجنوا سوى الخيبة، ولذلك نقول لهم: استفيدوا من الدعوات المتكررة لفخامة الاخ الرئيس لكم بالعودة والعمل لصالح الوطن، لأن الطريق الوحيد للسلطة هو صندوق الاقتراع في الانتخابات.
ارتباطات خارجية
< هل لهؤلاء ارتباطات ودعم خارجي؟
- الذين يتعمدون تزييف وعي الناس داخل الوطن واستغلالهم لصالح مشاريعهم الصغيرة ومناهضة النظام والقانون والدستور وإرادة الشعب بدون شك لهم أيادٍ وجهات إقليمية ودولية تدعمهم وتمولهم.
< ألا ترى أن لهؤلاء تأثيراً على المغتربين في الخارج؟
- كنت في السابق لا أعير هذا الأمر اهتماماً ولكني في الفترة الاخيرة لاحظت كما لاحظ غيري أن المغترب يواجه حملة محمومة ويتعرض لتعبئة خاطئة عدائية ضد الوطن وهم يركزون في أنشطتهم على أوساط المغتربين وهم بالملايين .. هؤلاء الغوغائيون عبارة عن مجموعات يعملون ضد الوطن، ويدعون للانفصال والمناطقية والمذهبية وغيرها.. يعملون على نقل كلما ينفر المغترب من وطنه ويجسمون الاشياء التي تحدث داخل البلد بشكل كبير يجعل المغترب في حيرة، وهذه الاعمال تتطلب من الشرفاء في البلد ومن وسائل الاعلام الرسمية والاهلية والحزبية ان تفضح تلك التصرفات ومن يقف خلفها.
< وأين يأتي دور وزارة المغتربين لمواجهة ذلك؟
- مواجهة تلك الانشطة المعادية للوطن في أوساط المغتربين لابد أن يشترك فيه العديد من الجهات والوزارات وحتى الاشخاص الوطنيين وهذا لا يعفي وزارة شؤون المغتربين من القيام بدور إيجابي ولكن بصراحة هناك جملة من المشكلات التي تعاني منها الوزارة والتي تعيق عملها سواء في مواجهة اعداء الوطن أو في خدمة المغترب وجذبه لخدمة وطنه والاسهام في برامج التنمية، فقد واجهت الوزارة العديد من الهزات خلال الفترة الماضية سواء داخل جهازها القيادي والإداري أو عندما تم دمجها بوزارة الخارجية ثم إعادتها كوزارة مستقلة.. هذا جعل كثير من البيانات والمعلومات المهمة التي تخص المغترب غير متوافرة بالشكل المطلوب، وعندما تسلمنا العمل في الوزارة قبل عدة أشهر تمكنا من مراجعة كثير من القوانين والوثائق واللوائح والتشريعات، وتمكنا من الحصول على المعلومات الخاصة بالمغترب وعن أنشطتهم الثقافية والرياضية والمدارس وأماكن تواجدهم وعددهم.. كل هذا يحتاج الى وقت كافٍ، ناهيك عن الصلاحيات التي سحبت من الوزارة خلال الفترة السابقة، ولهذا رأينا أن نسرع بعقد المؤتمر الثالث للمغترب الذي سيساعدنا في حل كثير من المشكلات التي تعترض أو تحد من عمل الوزارة.
< ما هي أولويات الوزارة خلال الفترة المقبلة؟
- لدينا جملة من الأنشطة والأعمال التي نسعى من خلالها الى خدمة المغترب وربطه بوطنه استثمارياً وسياحياً وثقافياً وفق برنامج فخامة الاخ الرئيس الانتخابي ومصفوفة الحكومة المزمنة، ولدينا خطة طموحة لإعادة هيكلة الوزارة لنتمكن من القيام بالدور المأمول منها، وقد سعينا أخيراً لاستعادة الصلاحيات التي سلبت منها، كما أننا نحضر لعقد المؤتمر الثالث للمغتربين الذي نعول عليه الكثير في وضع النقاط على الحروف لخدمة المغترب وتسهيل كافة المعوقات التي يعاني منها سواء في بلد الاغتراب أو داخل بلده.
< لماذا تأخر عقد المؤتمر حتى الآن؟
- لقد كان من المقرر عقد المؤتمر نهاية 2007م ولكن تأخر لعدة مرات لأسباب لا أعلمها، ومنذ تسلمت عملي بالوزاراة بدأنا التفكير بعقد المؤتمر، وقد شكلت لجنة تحضيرية وتم عقد اجتماعين، وللأسف توقفت اللجنة عن عملها بسبب عدم توافر الامكانات اللازمة، وهذا أمر مؤسف فلا يجوز أن نبخل بمبلغ 200 أو 300 مليون يسخر لخدمة المغترب الذي نعول عليه كثيراً في رفد البلد بالامكانات الجيدة من خلال الاستثمارات والتحويلات المالية بالعملة الصعبة، وكنا قد أقررنا عقد ورشتي عمل قبل انعقاد المؤتمر بأسبوع لتكون مخرجات الورشتين ضمن ما سنناقشها في المؤتمر خاصة وأن العديد من المختصين ورجال الاعمال والاكاديميين من مختلف القطاعات سيشاركون في الورشة.
ونتطلع أن يقر المؤتمر تنفيذ التوصيات والقرارات للمؤتمرات السابقة للمغتربين، وأيضاً سنعمل على تشكيل لجان مصغرة من المؤتمر يشترك فيها أعضاء الجاليات اليمنية في بلدان المهجر، تكون مهمة هذه اللجان تمثيل أعضاء الجاليات لحضور اجتماعات سنوية أو نصف سنوية، التي سيتم عقدها لمناقشة مشاكل المغتربين، وهذه اللجان ستخفف على الجاليات عناء الحضور او عقد المؤتمر كل ثلاث سنوات، لأننا بحاجة ماسة للتواصل مع الجاليات مرتين في العام على الاقل.
< ألا ترى أن هذه التطلعات بحاجة الى تعديل بعض مواد القانون واللائحة الخاصة بالوزارة؟
- هذا الأمر لم يغب عن بالنا وقد أخذناه بعين الاعتبار، كما أننا نسعى لأن تتضمن اللائحة التفسيرية بعض المواد والفقرات التي تستوعب هذه التغيرات التي ننشدها لتفعيل دور الوزارة وبما يتواكب مع المتغيرات، وكذلك تصحيح بعض الاختلالات الموجودة حالياً نتيجة الهزات التي حدثت للوزارة في السابق، وأيضاً النظر في الكادر الوظيفي والقيادي داخل الوزارة بحيث يتم ايجاد الشخص القادر على العطاء والتفاعل مع قضايا المغترب.
< وماذا عن التنسيق مع الجهات الاخرى مثل الخارجية والداخلية وغيرها من الجهات؟
- لقد قمنا بالعديد من الاجتماعات مع الجهات المعنية في الداخلية والخارجية والاستثمار والاراضي وغيرها من الجهات وخرجنا بحلول للعديد من المشكلات التي كان المغترب يعاني منها، وفعلاً وجه وزير الداخلية بحل المسائل المتعلقة بالجنسية والجوازات وتسهيل التعامل مع المغترب في المنافذ عند عودته، كذلك الاستثمار عملنا على حل العديد من المشاكل المتعلقة بهذا الجانب وكذا تفعيل دور النافذة الواحدة، أما عن تعاون الخارجية فهو جيد، ولدينا عمل مشترك في السفارات والجاليات اليمنية وكلنا نتطلع للمزيد من التنسيق والعمل المستمر خاصة وأن المغترب يحظى بدعم واهتمام فخامة الاخ رئيس الجمهورية والذي يوجه دائماً بحل أي مشاكل قد تعترض المغترب سواء في الداخل أو الخارج.
احمد مساعـد حسـين: سنواجه أعداء الوطـن بالحديـد والنار
