عبد الله الصعفاني -
كلا ليست مجزرة فحسب.. هي أيضاً محرقة اجتمعت على تنفيذها طائرات الاستطلاع وطائرات الأباتشي و«إف 16» ومن قبلها وبعدها كيان عنصري وحشي وتواطؤ من الشقيق الأقرب والأبعد ونفاق عالمي يفضح تماماً كل مزايداته عن حقوق الإنسان وتفرغ تلك الشعارات مما تبقى من محتواها.
> وسبحان الله.. الصهاينة يبتزون العالم على ذمة المحرقة المزعومة، والعالم يطارد كل من يشكك فيها بينما لا وجود لصوت عالمي يدين المجازر والمحارق للشعب الفلسطيني المحتلة أرضه والمطالب بأن يستسلم للحصار والجوع والتنكيل اليومي وإلا دفع الثمن دماء وأشلاء ومحارق على النحو الذي فضحته الفضائيات أمس.
> غزة تحديداً تحت الإبادة الجماعية، لكن الشعب الفلسطيني كله حدد موقفه وواحدية مقاومته ووجعه ونزيفه.. والصهاينة يعلنون أن أكثر من ستمائة فلسطيني ما بين شهيد وجريح ليس إلا البداية.
> ولم يبق ابتداء إلا أن تعلن السلطة الفلسطينية عن إيقاف المفاوضات مع هذا الكيان العنصري تنفيذاً لرغبة جماعية شهدتها واحدية شوارع الضفة والقطاع.. وهو الإثبات الوحيد لنفي «المعنى الكارثي».
> هذا أولاً.. أما ثانياً فإن احتفاظ بعض الأشقاء بالنجمة السداسية ترفرف وفي العواصم هو أمر يسبق في الأهمية أي حديث رفض أو إدانة، وهو مع الأسف الشديد ليس أكثر من محرقة معنوية، إضافية وغطاء عربي يجسد صورة كيف يكون ظلم ذوي القربي حارقاً.. ومخجلاً .
والله المستعان.
نقلا عن صحيفة الجمهورية