فاروق ثابت - " كانوا على موعد مع الفرحة .. لكن القدر كان بانتظارهم .. بمجرد أن أنبلج صباحهم الذي طالما انتظروه.. طاروا يسابقون الضوء .. يعلنون الوفاء على جياد الوفاء.."
من الحزم و النادرة والسدة ووادي بنا ، من العود وبعدان والشعر .. النجد الأحمر .. القاعدة وجبلة ، ومن يريم ، واريان ، والعدين ،ومذيخرة ، والسبرة والقفر من الفرع والسياني بكروا يسابقون الريح .. يمموا وجوههم نحو ساحة الفداء العظيم في يوم اللقاء العظيم .. تجمع الفرسان من كل حدب وصوب في محافظة إب نحو وجهة واحدة .. المصير واحد جاءوا يجمعون رأياً واحداً اجمع عليه الشعب اليمني لا يرضون بغير الرئيس علي عبد الله صالح رئيساً للفترة القادمة .
توافدت الجموع بقوة إلى ساحة عجت بمئات الآلاف من المواطنين المؤيدين لمرشح المؤتمر لرئاسة الجمهورية .
كان الهتاف سيد الموقف الأفراح والأهازيج المناشدة و الداعية إلى مصير حتمي لا ترضى عنه بديلاً .. بالروح بالدم نفديك يا علي .
اقتربت الشمس من كبد السماء و مازالت الجموع تتدفق كسيل العرم إلى الملعب الذي غص بمن فيه منذ أول وهلة دخلوا فلم يجدوا متسعاً حتى لتحريك أقدامهم ..أكثر من (200) بطل من أبناء إب الأبية سقطوا بين قتيل وجريح .. أصبحوا ولكنهم لم يكونوا يعلمون أن ذلك الصباح كان صباح الوداع الأخير ..
حدقوا بأعينهم نحو المنصة التي يؤمها زعيمهم الذي جاءوا من أجلة ..أشاروا بأيديهم نحوه وحدوا صوتهم بصيحة هزت أرجاء إب وجبالها الرواسي .. هتفوا بصيحة المصير الواحد " بالروح بالدم نفديك يا علي " لم تشأ الأقدار لكنهم شاءوا وسط التدافع الشديد أكدوا ما جاءوا يصرخون ويهتفون لأجله "200" خمسون منهم ماتوا .. طارت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها .. إلى الرفيق الأعلى استشهدوا فداءً للولاء والوفاء للوحدة والديمقراطية .. طارت أرواحهم كالشذى في صباح الحرية عندما أكدوا حقهم الذي عبروا عنه بالأمس في موطن الحرية .
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مرشح المؤتمر الشعبي العام عزّى أسر ضحايا التدافع الذين استشهدوا على التو من خطابه في المهرجان الانتخابي بمحافظة إب الثلاثاء الماضي . وفي اتصال هاتفي مع أسر الضحايا قال : " أنهم شهداء الديمقراطية والوفاء " .
الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام – يحيى علي الراعي – على الفور من وقو ع الحادث و بتوجيه من رئيس المؤتمر قام بزيارة الجرحى والمصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات الثورة والنصر والأمين وناصر في إب بعد التدافع داخل وخارج الإستاد الرياضي .
وتعرض الآخرون للدهس لدى الخروج من بوابات الملعب فور انتهاء المهرجان .
مصدر رفيع في المؤتمر الشعبي العام نعى أسر الشهداء الذين لقوا حتفهم مطالباً أجهزة الأمن فتح التحقيق الفوري في الحادث لكشف ملابساته.
الرئيس الإنسان قلقه على الضحايا لم يقف به عند ذلك فحسب بل دفعه منذ الصباح الباكر للتحرك صوب محافظة إب لزيارة المصابين في الحادث والاطمئنان على صحتهم .
ضحايا الواجب الوطني وصفهم الرئيس بذلك ، موجهاً الجهات المعنية في المحافظة سرعة نقل حالا ت الإصابات الخطيرة للمعالجة في تعز وصنعاء ، أما الحالات المستعصية فقد وجه لنقلهم للعلاج في الخارج وأن الدولة ستتكفل كافة النفقات والتكاليف المترتبة على ذلك .
لم يجد المصابون المقعدون على أسِرّة العلاج ما يقولونه للزعيم الذي أتى يزورهم ويطمئن عليهم سوى أن المشاعر سبقتهم تجهش بالبكاء ..
تقطع على نفسها الوعود بمواصلة المسيرة التي بدأوها لأجل التنظيم والوفاء لقائده .. كانت الصورة ابلغ
|