عدن-عبدالعزيز بن بريك: -
تظل المرأة شريكة أساسية في تطوير المجتمع، وهي التي ترسم ملامح هذه الشراكة وفق معطيات الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي تتفاعل معه، هذا المعطى الحيوي تفرزه الوقائع التي تدل بالملموس على مدى المكانة الكبيرة التي تحتلها المرأة في الوجدان الجمعي.
اللافت أن المرأة اليمنية عبر مراحل الحياة السياسية لها بصمات واضحة على تشكيل كل أوجه الحياة في المجتمع اليمني، حيث اصبحت جامعاً مشتركاً في رسم كثير من الملامح المضيئة في الحياة العامة.
هذا الأمر اكسبها الجرأة في شق الصفوف الطويلة من أجل ايجاد موطئ قدم لها في سبيل اثبات وجودها الاجتماعي والسياسي والثقافي.. ومن هذا المنطلق اثبتت جدارة كبيرة في اعتلاء صهوة الابداع.. وها هي اليوم تؤصل الشراكة المجتمعية في طريق وجودها في كل مفاصل الحياة العامة.
وعلى طريق الانتخابات النيابية القادمة التي ستشهدها بلادنا في 27 أبريل من العام 2009م ثمة رؤى وافكار تدور في اذهان أهم شريحة في مجتمعنا وهي المرأة حيث إن هاجس الانتخابات يدور في اذهان العديد من النساء اللاتي يرغبن في الاسهام الفاعل في هذا الاستحقاق الديمقراطي المهم والذي من خلاله يمكن أن تكون المرأة صانعة للعديد من التحولات السياسية لاسيما وأن مسألة تمكينها في الحياة السياسية هو العامل المهم في اكتمال حلقة التعاطي مع هذا الاستحقاق الانتخابي القادم.
ولاستقصاء آراء العديد منهن حول أهمية العرس الانتخابي والديمقراطي الذي ستشهده بلادنا في أبريل 2009م قالت انتصار على ملهي -طالبة جامعية: الانتخابات القادمة التي ستجري في 27 أبريل 2009م هي بمثابة تأكيد على صدق وصواب نهج بلادنا في السير بطريق الديمقراطية والتعددية السياسية.. حيث تظل الانتخابات هي المقياس لتطور أي نظام سياسي يهدف الى فتح المجال للممارسة الديمقراطية الحقة.
وحقيقة أقول إنني شاركت في الانتخابات الرئاسية السابقة كمراقبة ورأيت مدى الروح التي تحلى بها المشاركون من اللجان المنبثقة من منظمات المجتمع المدني في الرقابة على الانتخابات والتي جرت في أجواء حرة ونزيهة رغم الصعوبات التي افتعلها البعض من أحزاب المشترك في محاولة اعاقة عمل بعض اللجان.. ورغم أنني لم أكن منتمية لأي حزب سياسي لكن ما شاهدته من نزاهة وصدق في عمل لجان الفرز يدل على قدرة بلادنا على ممارستها لأهم حلقة في الديمقراطية وهي المشاركة الفاعلة لكل فئات المجتمع المدني.
فيما تقول الدكتور هدى باحاج »اكاديمية«: المرأة اليمنية لابد وأن تشارك في الانتخابات النيابية القادمة بكل فعالية لاسيما وأن المؤتمر الشعبي العام قد اعطاها منذ وقت مبكر نسبة 15٪ من المقاعد وهو التنظيم الذي يسعى دوماً وأبداً الى تمكين المرأة حقوقها السياسية.
وتؤكد إيمان ناصر العالمي -طالبة جامعية- أن اغفال المرأة عن أي حقوق سياسية لابد وأن يأتي بنتيجة عكسية.. لأن أي مجتمع أو تنظيم لا يفكر بهذا العنصر المهم في المجتمع لايمكن أن يستمر.. وهناك أمثلة عدة على مصير العديد من التجارب التي مرت بها بعض الدول من تهميش المرأة وكيف أصبحت الحياة في تلك البلدان.
وتؤيد منى الهاشمي ما قالته زميلتها إيمان من أهمية اعطاء المرأة الهامش الأوسع في الحياة السياسية.. وقالت: إن بعض الأحزاب خاصة حزب الاصلاح يجعل المرأة في كل ادبياته وتعاطيه السياسي معها بأنها عبارة عن صوت انتخابي تحشر يوم الاقتراع كناخبة ولا يمكن أن تكون مرشحة وهذا الأمر جعل هذا الحزب في نظر العديد من النساء عبارة عن حزب يسخر من المرأة ولا يمكن أن يكون في يوم ما نصيراً لقضاياها.
فيما تؤكد بلقيس علي صلاح -طالبة جامعية- على أهمية هذا اليوم الذي ترى فيه المرأة اليمنية نفسها وهي تصنع بالفعل اليوم الديمقراطي من خلال مشاركتها الفاعلة دون قيود أو خوف وتقول كلمتها لمن تراه يخدم الوطن.. وأردفت: سأقول نعم للحزب الذي يناصر المرأة ويعطيها المكانة الكبيرة في صنع مستقبلها السياسي.. وقالت: إن المؤتمر الشعبي العام هو الحزب المبادر في تمكين المرأة واعطائها نسبة 15٪ وهذا دلالة كبيرة على احترامه لها.