اقبال علي عبدالله -
بات من الواضح بل المؤكد بأن أحزاب العجنة الغريبة (اللقاء المشترك) تسعى ليس فقط الى عرقلة إجراء الانتخابات النيابية الرابعة بل الى محاولة استخدام كل الوسائل بما فيها العنف لتحقيق مآربها الفاشلة.. ولعل المتتبع لمجريات الامور سيدرك أن (المشترك) بعد أن فشل في كل محاولاته الابتزازية التي تمارسها على المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة السابقة قد لجأت - وهذا شيء طبيعي لسلوك أحزاب هي بعيدة إن لم تكن خارج المناخ الديمقراطي - الى رفض الحوار وهو أمر يذكرنا بـ»إبليس اللعين« الذي كان أول من رفض الحوار.
وباعتقادي أن قادة هذه العجنة الغريبة (المشترك) قد ذهبت في أحلامها السوداء المريضة الى ما هو أبعد، حيث ظنوا أن أحزاب المشترك هي وحدها المعارضة وأن غيابها أو ما هو معروف مقاطعتها للانتخابات يعني فشل هذا الاستحقاق الدستوري والديمقراطي، وهنا المصيبة التي كشفت عن حالة الانفصام داخل عقول هؤلاء القادة خاصة قادة احزاب (الاشتراكي) و(الاصلاح) الجناح المتشدد.
في الأمس القريب ظل قادة (المشترك) يصرخون في كل خطبهم وبياناتهم مطالبين بعودة الحوار مع (المؤتمر) وهذا إدعاء كاذب يعرفه كل أبناء شعبنا ، حيث العكس هو الصحيح.. فكان (المشترك) مع كل حوار يضع شروطاً تعجيزية وكأن الوطن ملكاً لهم وليس للشعب، وكان المؤتمر الشعبي العام يتجاوز الكثير والكثير من هذه المتاهات حرصاً من إيمانه الراسخ بنجاح التجربة الديمقراطية وتجنيب البلاد والعباد الانجرار الى أزمة سياسية تنعكس اقتصادياً وتنموياً على الوطن يريدها قادة المشترك تنفيذاً لأجندة خارجية، ولكن وهنا المفيد في القول: إن هذه الابتزازات وصلت الى مرحلة طرح فكرة (اغتصاب السلطة) خارج عن إرادة الشعب، وهنا كان طبيعياً على المؤتمر الشعبي العام وهو يمثل غالبية أبناء الشعب، ان يرفض هذا الابتزاز ويصر على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد حتى وإن قاطعتها (أحزاب المشترك)، ولعل تأكيد فخامة الأخ علي عبدالله رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، كان واضحاً لا يقبل التراجع في هذا الجانب حيث أكد أن »الانتخابات النيابية القادمة ستجرى في موعدها المحدد في السابع والعشرين من ابريل القادم«.
كما أن تأكيد فخامته أن »قادة المشترك يريدون أن يدفعوا نحو تأجيل الانتخابات او تعطيلها حتى يهربوا من أزمتهم الداخلية ومن الهزيمة التي يتوقعون أن ينالوها بسبب خطابهم السياسية والاعلامي المأزوم أو يريدون أن يعكسوا تلك الأزمة التي يعيشونها على البلد بأكمله«، وهو تأكيد بأن لجوء (المشترك) الى رفض الحوار ينصب ليس من قناعة قادة المشترك الذين لا حول لهم ولا قوة بل ينصب وفق إرادة أجندة خارجية تملى عليهم مشروطة بتقديم الدعم المالي وكله بهدف جعل اليمن بلداً يعاني من عدم الاستقرار السياسي وعرقلة جهود التنمية وإفشال خطط وبرامج الاستثمار التي بدأت تتوسع وتلمس على الأرض..
من نافل القول وأمام العديد من الحقائق التي يبدو أن قادة المشترك يحاولون تجاوزها بغباء فإننا نشير بل نؤكد أن ابتزاز (المشترك) ووصوله حد إعلان رفض الحوار، هو شيء لن يثنينا عن المضي نحو إجراء الانتخابات النيابية الرابعة في موعدها الديمقراطي والدستوري وأن (المشترك) لا يمثل الا نفسه المريضة والمعارضة واسعة ووطنية، فهناك احزاب غير المؤتمر تجري استعدادتها للانتخابات لأنها تدرك أنها الطريق الديمقراطي الذي اخترناه مع إعلان قيام دولة الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، للتداول السلمي للسلطة وهو أمر غاب عن وعي أحزاب (المشترك) التي لا تعرف هذا المسلك الحضاري والديمقراطي بل تؤمن باغتصاب السلطة والانقلاب على الدستور والقوانين.. ولعل (الاشتراكي) يدرك ماذا نقصد!!