طه العامري -
لا أدري إن كنا نعاني من سخرية القدر أو أن الاحداث ذاتها وبكل تداعياتها وتبعاتها ومعطياتها غدت تسخر منا بصورة مثيرة وربما مقرفة أيضاً، إذ وفي الوقت الذي نطالب فيه بوقف العدوان على أهلنا في فلسطين ورفع الحصار وفتح المعابر ولا يمنع هذا من العودة لمسار »التسوية العادلة« إن أمكن تحقيقها بما يؤدي الى انسحاب الاحتلال الصهيوني من الاراضي العربية المحتلة ومن ثم وضع مداميك لدولة فلسطينية حقيقية وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف وفق القرارات الدولية ذات الصلة وبما يكفل تحقيق سلام حقيقي عادل وبرعاية دولية وتفاعل وتوافق فلسطيني، ونحن نتوقع هذا من العالم المزعوم والموصوف بالعالم الحر نفاجأ بأن هذا العالم يتداعى الى ارسال اساطيل ومدمرات لمراقبة البحار والمحيطات وحماية الكيان الصهيوني، من الشعب الفلسطيني المطالب باستقلاله من الاحتلال، وكأن الكيان الصهيوني لا يكفيه هذه المجازر والعدوان الوحشي وربما غير قادر على حماية نفسه بعد كل هذه الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب العربي في فلسطين!!
أي منطق هذا الذي يحرك المحاور الدولية؟ وأي سلام وتعايش يريده منا العالم الحر والذي لا يعرف أبجديات قيم الحرية والاخلاقيات الانسانية والتعامل الحضاري الذي من شأنه أن يؤسس لشراكة حقيقية عادلة وقائمة على عودة الحقوق المشروعة للشعب العربي في فلسطين.
كيف يفكر هذا العالم الذي يطلب وبكل وقاحة من كل دول الوطن العربي والشرق الأوسط العمل كحراس لدى الكيان الصهيوني ثم يقولون إن هذا الفعل مهم حتى لا يتم تهريب السلاح الى غزة، ولأجل هذا توقّع واشنطن مع العدو اتفاقية تلزم بموجبها كل دول المنطقة بحراسة العدو وتوفير الأمن له بضمانة أمريكية.. وتلك سابقة ربما هي أخطر من العدوان الصهيوني وأشد جرماً من دماء واشلاء الاطفال والنساء الذين قضوا في بطولات جيش الكيان الصهيوني الذي قال إنه يخوض »حرباً في أعلى المراتب الاخلاقية«!!
بعد كل هذا هل يمكن لكل ذي بصر وبصيرة وتجري في عروقه دماء العروبة والاسلام والانسانية أن يقبل هذا المنطق؟!! مجرد تساؤل فقط في هذا الزمن العربي المذَل وحسب.