حسن عبدالوارث -
في بدايات القرن العشرين، قامت في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة عنصرية تعارض تحرير المواطنين السود من ربقة العبودية، أُطلق عليها اسم "كوكلوكس كلان".. وهي قتلت المئات -إن لم يكن الآلاف- من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية.. وأتلفت قدراً كبيراً من ممتلكاتهم، على محدوديتها.. وهددت حياة من يقف في طريقها من البيض أيضاً!!
وقد حصلت هذه المنظمة - منذ العام 1915م على اعتراف رسمي من قِبل السلطات الرسمية في عدد من الولايات.. والغريب ان ثمة بؤراً -لهذه المنظمة- مازالت قائمة حتى هذه اللحظة في بعض المدن الأمريكية، بالرغم من حظر المنظمة قانونياً وتصفية أوكارها ورموزها بالقوة!
واليوم، يتربع شاب "زنجي" سدة السلطة في الولايات المتحدة.. وهو أمر يشير بقوة إلى سقوط الراية التي ظلت تحملها شخصيات وجماعات ومؤسسات عنصرية أمريكية، أبرزها "كوكلاكس كلان".. وهو الأمر الذي كان حدوثه مستحيلاً قبل عقود قليلة!
رئيس أسود في البيت الأبيض.. هو حدث تاريخي بكل مافي الكلمة من معنى، فقد شكَّل انعطافة نوعية، بل وجذرية، في أسس التركيبة الفكرية والسياسية والوجدانية للمواطن الأمريكي.. ويستحيل بعده أن تقوم قائمة لمنظمة "كوكلاكس كلان" أو غيرها.
wareth26@hotmail.com