موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الجمعة, 30-يناير-2009
د/عادل الشجاع -
قضية بناء الوطن قضية رئيسية مهمة تدركها كل الشعوب التي تحب أوطانها ماعدا نحن اليمنيين، فلا يوجد أحد في العالم يدمر وطنه مثلما نعمل نحن، فقد دمرنا السياحة بسبب مطالب أو خلافات شخصية وأعقنا العمل السياسي والتحول الديمقراطي بسبب مطالب حزبية ولم يسع المثقفون ولا المفكرون لإطلاق قدراتهم في الذوبان في قلب الوطن من أجل الخروج منه بأفضل ما فيه، لقد تناسى الجميع أهداف الثورة واستحقاقات الجمهورية وما تتطلبه الوحدة من بعض التنازلات الشخصية والحزبية للحفاظ على وحدة الوطن من التفكك نتيجة التعصب أو التشدد اللذين بدآ يصيبان جسد الوطن المنهك من خلافاتنا وتدميرنا لجهاز المناعة فيه.
ولا أغالي إذا قلت أن الأحزاب السياسية في بلادنا اسقطت الوطن من حساباتها وأصبح كل همها أو بمعنى أصح أصبحت قضيتها الرئيسية هي فوز الحزب على الوطن.
أريد أن أقول بوضوح باتت القضية لدى النخب السياسية في بلادنا من أولها الى آخرها قضية تمزيق أكثر من كونها قيادة لدولة تمزقت قواها الفكرية والعصبية بفعل حروب عطلت التنمية جاءت نتيجة لقرارات خاطئة وبفعل قوى وقفت في وجه الثورة والجمهورية.
ولست أدري إلى متى سنظل في هذه الغيبوبة والفساد ينخر في جسد الوطن دون رحمة أو شفقة، فكل الفاسدين في كل بلدان العالم يفسدون الى حد معين ثم يتوقفون إلا الفاسدين في بلادنا تجدهم كالبلهارسيا تنتقل من الأمعاء الى مركز الكبد لتدمره وتقضي على صاحبه، فلا سقف للفاسدين حتى تجدهم يصادقون الكتاب وهم من أشد أعدائه، ويتحدثون عن التعليم العصري وهم ينفقون عليه أكثر مما يطورونه ويتحدثون عن الصحة وهم ينشدون العلل والأمراض حتى أضحى وطنهم يعاني من أمراض لم يعد العالم يسمع عنها ويتحدثون عن الثقافة وهم من أنصار الجهل الذي يغذونه كل يوم.
ومن المؤكد أننا لا نجد احتكاراً للموقع قدر احتكارنا نحن اليمنيين، حتى أنك تجد الموظف يعادي الموظف الآخر ويسخر كل وقته لمحاربة زميله في العمل، مما أعاق العمل الإداري الحديث وأعاق الإضافة والإبداع، تجدنا نتحدث عن تطوير الوطن ونحن نجلس على كراسي الأقسام العلمية منذ عشرات السنين ونحارب كل العناصر الجديدة و نمنعها من الاقتراب ما لم تلغ عقلها وتفكيرها وتصبح ممسوخة الشخصية وحاقدة على الوطن.
ولست أدري كيف يطالب هؤلاء بإقامة العدالة والحرية وهم يدمرون بنية الدولة.
إن مشكلتنا بالدرجة الأولى في هذا البلد ليست في السلطة، كما يزعم البعض و إنما مشكلتنا في المناطقية والمذهبية والتطرف وهي أمراض تعتري الجسد اليمني، فالدولة في مفهومنا ما زالت تعني المصلحة وقد وضعت على المحك في صعدة، فلم تكن هناك معضلة لدى الحوثيين لتهديد الدولة كلها إذا كانت سوف تتعارض مع مصالحهم وكذلك ما يسمى بالحراك الجنوبي والذي يتحول الى عنف في بعض الأحيان ولم يهتز الأحزاب المعارضة رمش جراء ما يطرحه هؤلاء وربما ليس لديها مانع من تدمير الوطن كله إذا كان ذلك سيكون مجرد خطوة على طريق تسلمهم السلطة، هنا للأسف نجد فكرة السلطة لدى هؤلاء تتغلب على القيم السياسية وتتغلب على الدولة، ولم تعد فكرة الدولة ولا الديمقراطية هي القيمة العليا التي يجب الحفاظ عليها، ومن خلالها يمكن الحديث عن الحرية والمساواة والعدل.
تتحدث أحزابنا السياسية عن المواطنة وعن القانون، لكنها تدمر بنية الدولة الحديثة، فهي تتمذهب داخل السياسة وتنطلق من المذهب أو الايديولوجيا ولا يهم بعد ذلك أن توجه هذه الأحزاب اليوم لفكر القبيلة الذي عطل التنمية ثم هي تحتشد داخل إطار ما يسمى بالمجلس الوطني الذي تقوده القبيلة المهم أن تكون مصالحها قائمة وأن تصل الى السلطة بأي ثمن، فالسلطة من وجهة نظر هذه الأحزاب هي تجميع لعناصر تفرق ولا توحد، تبعثر ولا تنظم تفكك ولا تركب وهي في النهاية انعكاس لايديولوجية أو عصبية وليست الدولة الحديثة الدولة التي تحمل روح العصر والتي تكون دولة لكل المواطنين.
والأدهى والأمر أننا نسعى الى ضرب الدولة الحديثة، ثم نزعم أن هناك مؤامرة علينا ولا نسلم بأننا جميعاً نتحمل المسؤولية عن ممارساتنا غير المسؤولة وعن ثقافتنا التي أصبحت خارج العصر سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ونحن جميعاً نتحمل مسؤولية تعطيل التنمية ولم يكن ممكنا أن يحدث هذا الاحتقان لو أننا جميعاً تعاملنا بمسؤولية مع متغيرات السوق الاقتصادية من الاشتراكية الى السوق المفتوحة فنحن ما زلنا لا نمتلك أدوات التفكير الحديثة للتعامل مع المتغيرات.
نحن نحتاج إلى وقفة مع الذات ومع الوطن فصحفنا الحزبية تتحدث عن الجماهير والشعب بينما لا تجد كلمة واحدة عن الحقوق والواجبات، فالجماهير نتعامل معها وكأنها كتلة هلامية من البشر الضوضاء والغاضبين الذين هم على استعداد لتحميل كل العالم مسؤولية أوضاعهم المأساوية ولكنهم لا يتحملون هم مسؤولية ذلك ولو مرة واحدة، والسؤال الذي يطرح نفسه دوماً : ما الحل، وما المخرج؟
وللاجابة على هذا السؤال نقول عندما تكون الأحزاب السياسية على استعداد لتحمل مسؤولياتها فإنها حينذاك تكون قد وضعت رجلها على الطريق الصحيح، على الأحزاب هذه أن تترك ثقافة الخوف وتنطلق نحو ثقافة البناء حينها ستنهار حصون الفساد وستتوارى تلك العناصر التي تخاف من التجديد والمدهش أن ثقافة الخوف لا تخص الأحزاب وحدها ولكنها ممتدة الى أفراد وجماعات وقبائل وهي نزعة لا تقف امام التنمية وحدها وإنما تمتد الى كل علاقاتنا.
هل آن الأوان لأن نتحدث عن الوطن والدولة الحديثة وأن نسعى في اتجاه بلورة ذلك من خلال فكر مستنير يوحد أكثر مما يفرق ويبني أكثر مما يهدم؟

نقلا عن صحيفة الثورة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)