تحقيق : نجيب شجاع الدين -
تطمح المرأة اليمنية الى دخول أبواب البرلمان القادم والحصول على 15٪ من المقاعد بواقع عضوتين لكل محافظة بدلاً من مقعد واحد من بين 301 مقعد بمجلس النواب.
تزمت الاحزاب المعارضة -التي لا تريد امرأة- لن تقف هذه المرة عائقاً أمامها، حيث ستخوض المنافسة مستقلة نظراً لتراجع بعض الاحزاب عن التزاماتها السياسية ومحاولات تضييع الفرصة على النساء في ظل عدم تأييد إعطائهن نسبة 15٪ بحسب مبادرة المؤتمر الشعبي العام.
تقدم المرأة للترشح يعتبر خطوة هامة بغض النظر عن النجاح. ولكن عليها أن تعلم بأن مجلس النواب ليس مكان فسحة لها.. وفي الوقت نفسه يتساءل الجميع ماذا عمل الرجال في البرلمان؟ وماذا يمكن أن يقدمه المجتمع والاحزاب للمرأة، لإيصالها للبرلمان؟ وما الذي يمكن أن تقدمه انطلاقاً من حجم المسؤولية؟
تالياً.. نساء يتحدثن عن فرص نجاح النساء في انتخابات ابريل 2009 المقبلة.
< في البداية تشير رئيس اللجنة الوطنية للمرأة رشيدة الهمداني الى التهافت الكبير من قبل النساء للترشح في البرلمان والى كثرة الوعي والإدراك بأهمية وصولها لهذا الموقع اضافة الى اهتمام القيادة السياسية بمنح المرأة هذا الحق..
وقالت: هناك قدرة للمرأة على تخطي الحواجز النفسية والاجتماعية بترشيحها بغض النظر عن نجاحها أو لا ،المهم أن هناك تصميماً في التغلب على هذا الموروث الثقافي.
< وحول دعم القيادة السياسية للمرأة بإعطائها نسبة 15٪ أوضحت أن هناك حراكاً في المجتمع لابأس به بتقبل هذه التوجهات، ونأمل أن يدعم المجتمع المرأة.
نفس الأمر في الأحزاب يتردد كلام عن قضايا المرأة، والكل يرغب بإعطائها حصصاً أو دوائر مغلقة وهذا جيد بحد ذاته، واعتبرت الهمداني حراك الاحزاب تجاه المرأة حراكاً كلامياً، وقالت: الأحزاب تعترض فيما بينها في كل المواضيع الا المرأة فإنهم يتفقون جميعاً ضدها، ولابد أن تتخلى عن حججها الواهية وتصل الى اتفاق ماذا يمكن أن نقدم للمرأة لإيصالها للبرلمان.
وأشارت الى أن النساء مصممات على الترشح مستقلات، وهذا تراجع عن الالتزام السياسي للأحزاب لقضايا المرأة وليس في صالحهم، خاصة أن هناك تفهماً بين النساء لدعم المرأة.
وأكدت بأن المرأة قادرة على قيادة البرلمان لأنها تقود أسرة كما أنها متعلمة.. ولكن على النساء أن يفهمن أن البرلمان ليس مكان فسحة لهن، ففيه مهام كبيرة، كما أن هناك فجوة بين النصوص المكتوبة والعمل الفعلي في الميدان، وبالتالي لابد أن تتابع لتتغلب عليها ، إضافة الى المشرعين. وقالت : المشكلة أن المجتمع -رجالاً ونساءً- لا يعون ماذا يعني البرلمان ولا يعرف المرشحون حجم المسؤولية.
حبر اتفاق
< وتراهن وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع تعليم الفتاة فوزية نعمان على نجاح المرأة في الانتخابات البرلمانية القادمة باتفاق الاحزاب حول ترشيحها.
وقالت: إذا اتفقت الاحزاب حينها يمكن أن تترشح المرأة وإن كان الاتفاق حبراً على ورق فليس من الممكن نجاحها.
وأشارت الى عدم معرفة المجتمع بأهمية مشاركة المرأة في هذه الجوانب ولاتزال نظرته قاصرة، لكن المشكلة الأساسية -بحسب فوزية- عدم وفاء الأحزاب فيما يضعون في برامجهم السياسية تجاه المرأة.
وحول مبادرة المؤتمر إعطاء المرأة نسبة 15٪ في المقاعد البرلمانية أكدت بأن الأحزاب الأخرى ستضيع الفرصة على المرأة في ظل عدم تأييدها.
وقالت: ما فائدة مبادرة المؤتمر اذا لم يكن هناك اجماع من قبل الاحزاب لأنه لو ترشح عضو آخر مقابل امرأة في أي دائرة سواء حزبياً او مستقلاً فلن يصوت الناس للمرأة بالتأكيد.
وأضافت: إن دخول المرأة البرلمان يحتاج لقرار سياسي وتحديد نسبة معينة، فبدون دعم القيادة السياسية لا يمكن لأية امرأة ان تفوز، وكما نلاحظ في 301 عضو لا يوجد سوى امرأة واحدة بالبرلمان.
وقالت فوزية نعمان: اتمنى من الاحزاب التي تختلف في كل شيء سياسي إلا النساء إعطائهن الفرصة وتوحدهم بتحديد نسبة 15٪ ليكون هناك 45 امرأة في البرلمان القادم.
فرصة نجاح
< من جانبها رئيس القطاع النسوي بمحافظة أبين ملوك محسن أكدت بأن تطبيق التوجهات السياسية بإعطاء المرأة 15٪ في البرلمان كفيل بدخول بالمرأة اليمنية البرلمان القادم، أما في حال عدم اتفاق الأحزاب حول تطبيق ذلك فإن فرص نجاح المرأة ستهبط من 80-60٪.
وقالت: بالرغم من أن المرأة اليمنية تمثل 50٪ من قوام الناخبين الا ان الاحزاب متزمتة وتتكاتف على اسقاطها بحكم أن المرأة وبالذات في الريف تخضع لسلطة الرجل ويتحكم بها حتى في الانتخابات.
وأضافت: نظرة المجتمع للمرأة تغيرت وأصبحت تناصرها وتفضل حصولها على 15٪ في مقاعد البرلمان وكثيرون يقولون لقد جربنا مواقف الرجال في مجلس النواب، لذا فإنها ستخوض في المنافسة ولو مستقلة.
وأكدت على ضرورة تغيير الاحزاب لنظرتها بأن المرأة تصلح للانتخاب ولا تصلح للترشح، وليس لها حق في البرلمان، وهذا يسبب إحباطاً كبيراً لها وحقداً على الرجل ، في حين إعطاء المرأة 15٪ يعطيها حافزاً كبيراً للتقدم في العمل السياسي.. وبحسب النسبة سيكون للمرأة مقعدان في كل محافظة في مجلس النواب وهذه خطوة جيدة يجب أن تتحقق.
ماذا عمل الرجل؟
< الأخت عايدة عاشور رئيس القطاع النسوي للمؤتمر بمحافظة لحج والتي تنوي ترشيح نفسها للانتخابات البرلمانية المقبلة عن الدائرة (72) قالت: إن ما دفعها للترشح هو تشجيع أبناء الدائرة لها بالذات النساء.
وأضافت: نسمع من المنافسين وقيادات بعض الاحزاب بأنها لا تريد نساء ولن يكون هناك دوائر مغلقة لهن ولا نسبة 15٪، ومع هذا فإن القراءة المتأنية للشارع والناس تبين أن المرأة تحظى باحترام.. وشعبية كبيرة، وقد زادت مشاركتها في شتى مناحي الحياة منذ تحقيق الوحدة المباركة.
وحول دعم الاحزاب لترشيح المرأة أوضحت بأن النساء المرشحات لا يعولن على الاحزاب كثيراً، فكما نعلم المشترك مقاطع للانتخابات ولا يشجع المرأة بدليل نتيجة الانتخابات المحلية السابقة حيث فازت 37 امرأة على مستوى الجمهورية كلهن من المؤتمر الشعبي العام.
وأشارت الى أن المواطن اليوم بعكس الاحزاب يؤيد ترشيح المرأة للبرلمان ولا يقلل من نجاحها.
إحباط
< وترى رئيس منظمة تنمية المرأة اليمنية أن الرؤية ليست واضحة بالنسبة لنجاح ترشح وانتخاب المرأة في الانتخابات المقبلة نظراً لكثرة الاحباط واستغلال الاحزاب لها.
واعتبرت أن تقدم المرأة للترشح دليل على نضج ووعي سياسي في مشاركتها الحياة السياسية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
وقالت: بدأنا الانتخابات منذ 1993م ويجب ألا نظل كما نحن عليه ، فقد مررنا بأكثر من ثلاث دورات انتخابية مقاعد برلمانية، واستدركت اعتقد أن مسألة النضج السياسي ليست مكتملة تماماً ولكنها موجودة لدى النساء إيماناً بحقوقهن السياسية اضافة الى أن التوجهات في البلد ككل تدعم المرأة.
وأكدت بأن ترشيح المرأة يأتي عن طريق التشريعات ويحتاج حقيقة لقرار سياسي بالنسبة للأحزاب كونها تؤمن بقدرة النساء على الترشح.
وأضافت إن وعي المجتمع تطور .. مشيرة الى أن اليمن من أوائل دول العالم التي حكم فيها النساء وكانت الفترة الذهبية لليمن.. لذا فالمسألة تحتاج لتفاعل الجميع والعمل على إنجاح المرأة في الانتخابات المقبلة.
تهافت كبير على الترشيح بعيداً عن الأحزاب.. النساء يطمحن لتغيير برلمان 300 وامرأة
