أ.د. محمد علي الشامي -
الرئيس علي عبدالله صالح في المقابله الأخيره مع قناة الجزيره الاخباريه، في البرنامج المشهور بلا حدود، مع الصحفي المعروف احمد منصور، أكد انه ليس بشخصية سياسية عادية يمكن ان يجادله أي صحفي في أسئلة يعتقد بأنها محرجه تعود الجميع ان يسمعها و أن تثار هنا وهناك يتفق ويختلف فيها الكثير. لقد حاول الصحفي، كعادة وطبيعة هذا البرنامج، ان يحرج الرئيس وذلك بطرح كل ما يطرحه الطرف الاخر ولكن نجح الرئيس خلال الساعه الكاملة للبرنامج بالسيطرة على الحوار بهدوء ودون انفعال وبردود معظمها مقنعة للجميع. اتضحت من خلالها الكثير من الخصال القيادية لم توجد مع كثير من زعامات عربية اوعالمية في مواقف مماثلة.
نظرياً يمكن القول بان القيادة هي ممارسة التأثير على الناس بشكل عام بحيث يتعاونون في سبيل تحقيق اهداف ورؤى واستراتيجيات معينه يدركون اهميتها لهم ولحياتهم.. ولهذا فالقادة يولدون ولا يصنعون كما ان القيادة تستعصي على التعلم فهي شئ تملكه او لاتملكه . لنتحدث قليلا عن السمات القيادية لعلي عبدالله صالح والتي تعتبر من اهم العوامل المساعدة لمن يقود امة وبلداً مترامي الاطراف ومعقداً في تركيبته السكانية كاليمن.
سمات قيادية اتفق عليها معظم مفكري ومنظري العلوم الادارية والقيادية نستعرضها هنا كامانة تاريخية وانصافا لرجل عمل الكثير من أجل وطن أحبه وتحمل كل شئ من أجله.
. لن أتحدث هنا عن التركيبه المعقده للمجتمع اليمني ولن أتحدث هنا عن أوضاع اليمن قبل 1978 وكذلك مابين 1978 و 1990 بين 1990 و1994 بين 1994 و 1999 فترات مختلفه شارك فيها الجميع في الكثير من امور و قضايا الوطن . فالرئيس علي عبدالله صالح لم ينفرد وحده بالسلطة وانما جاهد لبناء دولة المؤسسات وأوجدها و لهذا فقصور عمل هذه المؤسسات لايتحملها الرئيس لوحده وانما يتحملها الجميع.. والذي يريد الخير لليمن لا بد ان يسعى للتقييم العلمي والعملي لعمل هذه المؤسسات ومعرفة جوانب القصور لمعالجتها، أما ان ينسى البعض كل هذا ويحمل الرئيس علي عبد الله صالح كل السلبيات والاخطاء هذا لا يجوز وهذا مجافٍ للحقيقة.
لقد تصرف الرئيس صالح خلال فترة حكمه بتصرفات معظمها تصرفات القائد الذي يجب أن يلتف حوله الجميع من أجل اليمن . نحن لا نختلف جميعا بوجود سلبيات هنا اوهناك وفساد هنا اوهناك ولم ينكره الرئيس علي عبدالله صالح بنفسه وفي معظم خطاباته وتصريحاته، ولكن الكثير مشارك وشارك بطريقة او اخرى مباشرة او غير مباشرة في الفساد والافساد وليراجع كل من تولى مسؤلية أو وظيفة في الماضي أو مازال على رأسها ماذا عمل من جانبه لمكافحة هذا السرطان الخبيث.. اي الفساد ليراجع الجميع انفسهم قليلا فلايجوز اللعب بعواطف الناس فقط فمشاكل الناس كثيرة واليمن مثل معظم بلدان العالم الثالث يعاني من الكثير.
نريد معارضه قوية ويريدها علي عبد الله صالح معارضه لا تجرح ولا تشخصن وانما تتحدث عن برامج بديلة لبرامج مجربة، عن اساليب ادارية وعلمية حديثة تناقش وتطبق بدلا عن اساليب جربت ولم تنجح، ان تكون حضارية في حوارها مع الطرف الاخر، تطرح برامج وخطط علمية لحل مشاكل التنمية ، معارضة تكون مرآه للحكومه.. انا هنا لا ادافع عن بعض السياسات الخاطئه القائمة والتي يجب ان تتغير او الاشخاص المتنفذين او الفاسدين والذي وعد الرئيس علي عبد الله صالح ان لا مكان لهم و ان هذه اولوياته للمرحلة المقبلة، وهذه من صفات القائد الذي يواجه الاخطا بشجاعة ويتحمل المسؤلية مهما تكن العواقب وهذه سمته دائما ان ياخذ القرارات الصعبة و قد يتخذها فرديا عندما لايوافقه القريبون.
هناك قادة يلجأون الى التخويف والتهديد والوعيد واثارة الذعر. وهناك نوع اخر من القادة- والرئيس علي صالح منهم- يميلون الى الاقناع والدعوة الى العمل والابداع والتميز وتشجيع النجاح هكذا عرفه اليمنيون لديه احساس ورؤية واهداف ويوحي بشتى الطرق للاخرين ان يتبعوه، لديه الحماس والرفقة والتعاطف وهذه سمات القائد الناجح يشعر بنفسه مدفوع بقوة لكي يتحول هذا الى تطبيق على ارض الواقع، لديه الطاقة الفيزيائية والعصبية فالقيادة عمل شاق يحتاج الى جهد وطاقة وعلي صالح حباه الله ذلك النزاهة والقدوة الحسنة من خصائصه وهذا جعله موضع ثقة لدى الجميع.. من سمات الرئيس صالح أيضا تمسكه بالشورى والمشوره في كل القضايا الوطنية مستندا الى اوامر الله سبحانه ورسوله الكريم في ذلك، فقد عرف الرئيس علي عبد الله صالح ان المشورة الصالحة تسدد الخطى وتذهب الخطأ، بعض القادة ينأون عن التشاور ويعتبرونه ضعفا لكنه ادرك انه يعزز القدرة ويدعم الراي ويزيد احترام الناس. لقد شاهده اليمنيون وهو الذي يشاور الجميع في كل قضية وطنية، علي عبد الله صالح لديه الثقة بالنفس وببلده وشعبه ويربط دائما في كل المناسبات واللقاءات والاجتماعات والخطابات والمؤتمرات وحتى في التصريحات الصحفية بهذه الثقة التصميم على تنفيذ رؤويته وتطلعاته وخططه مهما تكن الظروف، قوة الحجة والقدرة على الاقناع اقناع الناس وحشد الجهود لتحقيق الرؤية والدفاع عن القرارات وسلامة المنطق وصحة المعلومات، والولاء والاخلاص للوطن والاحترام والتقدير لابنا الوطن و التحفيز والتشجيع واذكاء الطموح لدى المرؤوسين كانت ومازالت من ابرز سمات الرئيس صالح واستطاع بها ان ينجز الكثير.
أخيرا نقول انه اصبح لدى الرئيس علي عبدالله صالح رؤية واولويات لتحريك عجلة التنمية ومكافحة الفساد وبناء الدولة الحديثة ولديه الجدول الزمني المحدد للتنفيذ ومتابعة التنفيذ. فلنكن كلنا معه لبناء يمننا الحبيب واذا عارض البعض وهذا شيء ايجابي وصحي لتكن معارضته بناءة من اجل الوطن لا من اجل قضايا وامور خاصة وكذلك عندما تقدم المشورة يجب ان تكون مشورة شجاعة وصادقة.
- عميد كلية إدارة الأعمال بشبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا
مدير مكتب أعمال تكنوسفير دبي للتميز
الامارات العربية المتحدة