عبدان دهيس - المرأة- مسكينة.. مظلومة.. محرومة، كلنا -أحزاب ومنظمات مدنية وشخصيات اجتماعية ومثقفين ومشائخ وقبائل- نتكلم عن المرأة وحقوق المرأة وحرية المرأة.. ونزايد باسم المرأة، والمرأة -أمنا.. والمرأة اختنا وعمتنا وخالتنا وجدتنا وزميلتنا ورفيقتنا وشريكتنا- في الحياة والمجتمع.. ووقت الله الله - عندما يحين وقت الجد، وتحمى »الطاسة طرنطاسة«- على ما تقولوا »وقت الفعل«- يضيع هذا الكلام كله، وتسيطر على نفوسنا ودواخلنا الانانية وحب الذات، وتركب رؤوسنا- »أم الصبيان« مع »أم الجان«.. وننسى انه عندنا »مرأة«- لها حق علينا.. ومحتاجة لدعمنا، وتطلع عندنا نحن »أبو مريجيل«- الغيرة والنذالة والنكران والجحود والمعفاطة- وكأن.. »بطون أبهاتنا« هي اللي حملتنا »تسعة شهور«- وليست »بطون أمهاتنا«.. وولدونا -والعياذ بالله.. من »مؤخراتهم«- وربما البعض منا من الرجال الذكور وليس »الاناث« توجد عنده عقدة.. إنه أتى الى هذه الدنيا الواسعة الوسيعة.. عبر »التلقيح الاصطناعي«- أو بما يسموهم.. »أطفال الانابيب«- ومنشان هذا- هم.. يشتلوا ويحتطوا، ويتحولوا الى رجال مسعورين.. ووحوش ونمور، لا ينفع معاهم.. تعليم ولا ثقافة ولا محو الأمية ولا حضارة ولا قنوات فضائية مفتوحة ولا مشفرة، ولا يحزنون، كلما سمعوا حاجة اسمها »قضية المرأة« وحرية المرأة ودعم المرأة، بل ويهبون بكل ما أوتوا من »امكانات رجالية، وغير رجالية، الى اغلاق كل الابواب والمعابر أمامها، ونرجع من حيث بدأنا من جديد.. الى »فتاوى المطاوعة« اخوتنا في الله.. أن المرأة مكانها البيت، ولا يجوز شرعاً وحرام، أن تخرج من بيتها، إلاّ »مرتين« ان كانت متزوجة، مرة لزيارة أهلها وبإذن بعلها - على ما تقولوا زوجها- بس نحن قلنا »بعلها«.. بحسب »كلام المطاوعة«، والمرة الثانية، وهي محمولة على »النعش« الى المقبرة، حيثما يكون الأجل قد وافاها، وغادرت الدنيا الفانية، وما بين هاتين »الاثنتين«.. إن كانت هناك حاجة شرعية لخروجها فلا بأس- وبحسب »الفتوى المطاوعية«، أن تخرج شرط أن تكون »مقرقرة مبرقعة«، لا معطرة ولا مبخرة ولا مشلحة، إلاّ من »طرف عيونها« مسموح لها، حتى لا تتسبب في حوادث مرورية بشرية »اكسدنت بشري«.. تودي بحياتها أو بحياة من تدهسهم، ولا بأس أيضاً.. أن تصوت في الانتخابات، ولكن من وراء الحجاب، وعندما يقتضي الأمر ذلك ويكون لصوتها »منفعة شرعية«.. انتهت تفاصيل »الفتوى المطاوعية«!!
بس يا اخواني -بالأمانة والديانة.. الرجال مش كلهم ولا الأحزاب كلها.. ضد المرأة وحرية المرأة وحقوق المرأة، فهناك من الرجال والأحزاب والمنظمات المدنية- حتى من القبائل والمشائخ المتنورين- من يشجع ويدعم المرأة، ويسندها ويقف الى جانبها ويؤمن بحريتها وشراكتها في كل شئون الحياة والمجتمع.. وفي السياسة والحكم والثقافة والفنون والعمل وتكوين ورعاية الأسرة.. وفي الانتخابات، كمرشحة، وكم أتمنى من كل قلبي وقليب قليبي، ومع قُرب الانتخابات حقت مجلس النواب، أن تقوم المراكز البحثية المتخصصة في الجامعات، حكومية وأهلية، والمنظمات المعنية والمهتمة بشئون وحقوق المرأة، واتحاد نساء اليمن- من بينهم والادارات المختصة عن قطاع المرأة في الأحزاب والهيئات المدنية، بعمل»استبيان« حقيقي وواقعي لا فيه.. »لف ولا دوران«.. لمعرفة رأي جميع الأحزاب دون استثناء، ورأي الشرائح الاجتماعية عامة، حول مشاركة ودعم المرأة في الانتخابات »ناخبة ومرشحة«، وهذا هو »بيت القصيد«.. وهنا بايبان الصدق من الكذب، ومنو مع المرأة ومنو ضدها..؟! ومنو اللي يستغلها.. »يوم الحشر والنشر الانتخابي« للتصويت وبس، وبعد الانتخابات، الله معاها.. ونرجع مرة ثانية الى فتاوى اخوتنا في الله.. أن البيت مكانها، والمطبخ مجلسها الشرعي، عوضاً عن مجلس النواب والاختلاط بالرجال..!!
المرأة- حقاً مازالت مظلومة.. فهناك من يجاهد
لعودتها الى حياة العصر الحجري.. ومع سبق الإصرار والترصد!!
|