أمين محمد جمعان - لايوجد وطن يخلو من تاريخ أو أحداث أو محطات حاسمة تعمل على نقله من مرحلة إلى أخرى ومن نقطة إلى نقطة معينة تغير حياة الشعوب والتي تحرص هذه الشعوب على الحفاظ عليها وجعلها يوبيلات لها رائحتها في الحياة تباهى خلالها بما تم من إنجازات ومنجزات ومتغيرات ترتبت على تلك الأحداث أو المحطات.. كما أن هناك شخصيات معينة تجود بها الأقدار لصنع هذه الأحداث وإيجاد تلك المتغيرات والتفاني من أجل الحفاظ عليها أو ان وراءها شعب بأكمله يأتي امتداداً لمن سبقه فيصنعها..
ولعل وطننا الحبيب بشعبه صنع أحداثاً ومحطات تاريخية كثورتي سبتمبر وأكتوبر كان لهما شرف الامتداد الطبيعي للانتقال إلى مواقف فاصلة وانتصار لأهدافهما ولاتقل هذه المواقف أو الأحداث أهمية عن الثورتين الأم.. منها وهي أهم محطة امتدت من هاتين الثورتين- حين قال الشعب اليمني كلمته العظيمة وجسَّد إرادته الأعظم في وجه المواطن علي عبدالله صالح »أنت وبس« عام 78م قاصداً تصحيح الوضع وترسيخ الثورة وتطهيرها من العلائق والشوائب والمغامرة في السباق الحضاري في حين كان الوطن يمرُّ أقسى لحظات تاريخه وكان أيضاً بأمس الحاجة إلى محطة تغيير للخروج من دوامة وبؤر الدماء والانقلابات ولن تتأتى هذه المرحلة أو المحطة إلاّ من خلال قائد محنك عركته الحياة وصقلته التجارب.. قادر على الاستقلال بقراره.. وقادر أيضاً على امتصاص التعارض والاختلاف..
لذا تجلت لدى الشعب وبوضوح أهم مقومات الانتقال النوعي والجذري في تاريخنا الحديث من خلال هذه الشخصية التي شكلت من أول سني حكمها تاريخاً مميزاً ومتميزاً من النهوض الحضاري التنموي من خلال حنكته وقدرته على التعامل مع كل المتغيرات وردم الهوة السحيقة التي خلفها الاستعمار والإمامة فكان له شرف لمَّ الشمل وتضميد الجراح يوم الثاني والعشرين من مايو.. ليغدو هذا الرئيس ضرورة وطنية وشعبية وحتمية تاريخية ومحطة فاصلة بين مرحلتين وبداية حقيقية لعصر التقدم والنهضة الديمقراطية فرضتها الأحداث والتطورات الداخلية وحتمتها سماته القيادية وغريزته الوطنية في خوض المغامرة من أجل الوطن لذا بذل الغالي والنفيس للخروج بالوطن من أزماته المستعصية منطلقاً من الإرث الفكري للثورة اليمنية ومن معايير الحكمة والمرونة والشفافية والوضوح واحترام الآخر معتمداً على مبادئ الانتماء الوطني والعربي والإسلامي والعمل على إرساء الوسطية في الفكر والسياسة والدين والحكم فكان لهذا الرئىس ما شاء من حب الجماهير وارتباط الإنجازات به حتى أصبح الوطن مديناً له بهذه المحطة الفاصلة والتي دفعت بالوطن نحو الازدهار مسافة طويلة الفتت الأنظار في مجالات بناء الحياة العصرية تنموياً وديمقرطياً وترسيخ المؤسسات الدستورية وتوسيع نطاق دور المؤسسات غير الحكومية وتجذير الأسس الحية والفاعلة للمجتمع اليمني الناهض..
وأؤكد ان علي عبدالله صالح من أول مشواره بدأ بتحقيق أحد أهداف الثورة الذي ينص على بناء المجتمع الديمقراطي فكان الزعيم الوحيد الذي نجح بإخراج وطنه من أكبر الصعاب، »وأصعب الأزمات التي تعاني منها غالبية الشعوب التي عانت ويلات الحروب والصراعات الأهلية في سبيل السيطرة الطائفية أو القبلية أو المناطقية أو السلالية على السلطة والاستيلاء أو الاستحواذ غير المشروع على الثروة الوطنية« فكان له أن حقق أحد أهم مقومات بناء الأوطان والاستقرار الاجتماعي والأمني والوطني ماجعل السلطة مفتوحة الأبواب ومتاحة لكل من تنطبق عليه الشروط دون استثناء كتداول سلمي لها..
ولعل الحدث الأبرز هو ما تفصلنا عنه اللحظات التاريخية القليلة القادمة في 20 سبتمبر والذي يعتبر غصناً رائعاً من غصون شجرة الإنجازات التي نبتت في 78م والتي تحققت بفضل راعي وساقي هذه الشجرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، مرشح المؤتمر الشعبي العام للرئاسة للفترة القادمة..
ما يجعلنا نؤكد أننا بحاجة إلى رعاية واهتمام ومواصلة نمو شجرة الإنجازات من خلال هذا الزعيم.. لذا سنخرج بعد غدٍ إلى صناديق الاقتراع مجتمعين لنقول نعم للمنجزات نعم للأمن والاستقرار نعم ليمن جديد.. ومستقبل أفضل.. نعم لعلي عبدالله صالح..
|