موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 16-فبراير-2009
محمد حسين العيدروس -
إن أكبر الإشكاليات التي تواجهها الديمقراطية اليوم في البلدان النامية هي فهم معنى الديمقراطية، ولماذا تحولت شعوب العالم إلي خياراتها: فهل هي ترف سياسي، أم واجهة إعلامية، أم طريق إلى السلطة، أم مناهج تنموية، أم ماذا هي إذن!؟.
لقد أفرزت تجارب عدة بلدان نامية، أن عجز بعض القوى السياسية عن تحديد المعنى الحقيقي للديمقراطية، تحول إلى عقبة كأداء أمام مساراتها التنموية، لأن تلك القوى افرغتها من محتواها الأخلاقي والثقافي والسياسي والتنموي العام، وتعاطت معها كما لو أنها «ضربة حظ» تحاول استغلالها للوصول إلى كرسي الحكم والمقاعد البرلمانية في المواسم الانتخابية، وإلاّ ففي غير ذلك لا يفرق معها الأمر أن كانت هناك ديمقراطية أم لم تكن، لأنها تستنسخ ذات الأساليب والممارسات التي جبلت عليها منذ عهد ما قبل الديمقراطية.
إن هذه القوى السياسية، وبحكم العقلية التقليدية الماضوية، تعتبر عدم الأعتراف بنتائج أي عملية انتخابية بمثابة ممارسة ديمقراطية.. بل وتجتهد في إقناع الرأي العام بأنها ممارسة ديمقراطية، رغم أن مثل هذا السلوك ليس من الثقافة الديمقراطية طالما لا يستند إلى أي مسوغات قانونية.
وفي الحقيقة إن الديمقراطية ما كانت لتفرض نفسها كخيار يفضله العالم في بناء مؤسسة السلطة إلاّ لأنها فيها بدائل العنف والتفرد في صنع القرار السياسي، وفيها تحقيق الذات الإنسانية للفرد بامتلاكه حقوقه الشرعية.. كما أن الصيغ الانقلابية والدموية التي كان معمولاً بها في الماضي كانت تمنح جميع القوى الشعبية حق الإتيان بالفعل، بما في ذلك حق أي قبيلة، أو تنظيم بممارسة العنف ضد سلطة الدولة بما يمتلك من قوة أو تحالفات تمكنه من ذلك.. الأمر الذي يطلق أبواب العنف على مصراعيها لدوامة الفوضى والتخريب، وعدم الاستقرار، وتفكيك الوحدة الوطنية للبلد، وتعريضه لتهديدات جمة قد تطول سيادته الوطنية من قبل قوى خارجية..!
الديمقراطية طبقاً لمفهومها المتداول لدى دول الديمقراطيات الراسخة، وطبقاً لمفهومها الشرعي الإسلامي- لا تعني شيئاً غير التشاور والحوار وتغليب رأي الأغلبية.. إذا كانت في حقبة من تاريخنا الإسلامي قد انيطت بلجنة سداسية مزكاة لاختيار خليفة المسلمين، فقد مورست لاحقاً بمجالس «أعيان أو شيوخ» مزكاة تصوت على الحكم المرشح، حتى وصلت صيغة الانتخابات من قبل مجالس منتخبة، ثم من قبل أفراد الشعب أنفسهم.
ومن هنا صار رهان شعوب العالم على صناديق الاقتراع، بدلاً من القوة والغوغاء، وأصبح السباق بين القوى السياسية على القاعدة الشعبية مبنياً على أساس سبل كسب الثقافة الجماهيرية، وفق ممارسات نظيفة وآمنة وحكيمة، لتفادي جر بلدانها إلى حالة عدم الاستقرار، وضياع الفرص التنموية..
إن الحكمة التي تتحلى بها قيادتنا السياسية اليمنية قد جعلت التحول إلى الديمقراطية إرادة وطنية وليس فرضاً خارجياً، لأن امتلاكها هويتها الوطنية يعني أن ممارستها ستنطلق من الواقع، ووفق ثقافة وتراث حضاري يمني وليس على أساس استنساخ تجارب الغير التي قد تكون الأنسب لظروفه، لكنها حتماً لن تكون كذلك بالنسبة لنا.. لذلك فالإصرار على ديمومة التجربة واستحقاقها الشعبي هو إصرار على خيار الأمن والسلام وفرص التنمية.
إن من يؤمن بالديمقراطية عليه الإيمان أيضاً بنتائجها.. ومن يفهم معنى الديمقراطية ينبغي عليه أن يفرق بين رهان على انتخابات ورهان على فوضى، لأن العنف والفوضى لا يوجد لهما في قاموس الديمقراطية، لأن الديمقراطية ما أوجدها العالم إلاّ من أجل تحرير الشعوب من الغوغاء والانقلابات الدموية، ومن دوامة التخريب التي تغتال كل أحلام الجماهير التنموية..!
صحيفة الثورة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)