عبدالعزيز بن بريك - ظل الحوار هو محور ارتكاز العملية السياسية والديمقراطية التي يسير عليها المؤتمر الشعبي العام باعتباره الحزب الحاكم.. وينتهج المؤتمر هذا المنحى الحضاري في المعطى السياسي لرصانة مواقفه تجاه العديد من القضايا التي تمر بها البلاد.
هذا الهدف الرفيع للمؤتمر الشعبي يأتي في ظرف تشهد فيه بلادنا العديد من المنجزات سواءً أكانت في المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وبشهادة العديد من دول العالم والمنظمات الدولية والاقليمية، ودور بلادنا في تقريب سبل الاخاء والتعاون في البيت العربي الواحد.
وها هي دعوة الرئيس التي اطلقها مساء الجمعة بشأن دعوة المؤتمر أحزاب المشترك الى الحوار ازاء الاستحقاق الديمقراطي المتمثل في الانتخابات النيابية إلاّ لتؤكد حنكة فخامته فيما يهم الوطن.
هذه الدعوة تعبر عن الاحساس والمسئولية من قائد وزعيم خبر السياسة ومضى بالوطن نحو التقدم والرخاء وتحطيم أوكار المؤامرات والمكايدات التي أحدقت بالوطن وخرج منتصراً على مؤامرات تلك القوى والعناصر الخائبة.
اللافت أن مراحل الحوار التي أمضاها المؤتمر الشعبي العام مع أحزاب المشترك وخاصة فيما يتعلق بالاستحقاق الديمقراطي »الانتخابات النيابية« كثيرة، وكان المؤتمر يخرج من هذه الحوارات في ظل انسحابات أو تعطيل أو خلق العديد من المشكلات التي تمضي بالحوار الى وجهة اخرى خطط لها ذلك المشترك، ومع ذلك فإن الرئيس القائد علي عبدالله صالح يضغط على حزبه لكي يكون المبادر وصاحب السبق لاحتواء أي تلكُّؤ يأتي من هذه الأحزاب بحكم انها ليست متقاربة في الرؤى ولكن لحداثة تجمعها في تكتل واحد.
لذا من المفيد حقاً أن تأتي هذه الدعوة الحكيمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره رئيس الجميع بغض النظر عن اختلاف الانتماء الحزبي في الخارطة السياسية.
أتمنى ان تغتنم احزاب اللقاء المشترك هذه اللحظة التاريخية لتؤكد بالفعل انها احزاب تعمل من أجل الوطن وتعمل في صف المعارضة الحقيقية التي تخدم مصلحة الوطن.. لأن الوطن في المقام الأول هو شارة كل الخيّرين الذين يضعونه في المساحة الواسعة من القلب.
ما نأمله أن تسعى أحزاب المشترك الى اثبات مصداقيتها فيما يهم الوطن خاصة ازاء القضايا الملحة ومن ضمنها الانتخابات البرلمانية وان تدخل الحوار الذي دعا إليه فخامته ولديها اجندة واضحة تستطيع أن تكون محور لقاء لا فراق.. وحينها سترى مصداقية المؤتمر الشعبي العام التي سوف تكون بمثابة تحريك البركة الآسنة التي ظلت راكدة.. وان اي انفراج في الحوار هو تأكيد واضح لمتطلبات العصر وشهادة دخول الى رحاب التقدم.
إجمالاً إن دعوة الرئيس للحوار لحظة تاريخية للجميع لابد أن تكون شارة البدء للاتفاق على بناء الوطن.
|