د. علوي عبدالله طاهر - تشهد بلادنا هذه الايام ثاني انتخابات رئاسية، وثاني انتخابات للمجالس المحلية، وذلك عن طريق الاقتراع الحر والمباشر، والمراد من هذه الانتخابات اعطاء الشعب الفرصة لاختيار ولي امره بمحض ارادته، دون وصاية عليه من احد، واختيار ممثليه في المجالس المحلية من اشخاص يعرفهم ويعرفون همومه، ويعيشون مشاكله، لكي يخدموه لا يحكمون او يتحكموا فيه.
والانتخابات الرئاسية هي التأكيد الحقيقي لسلطة الشعب، وهي الوسيلة الفعالة لبناء المجتمع المتطور، خاصة اذا تفاعل معها الشعب تفاعلاً ايجابياً،واندفع طائعاً لاختيار من يقود مسيرة التنمية والنهوض والتقدم في المرحلة القادمة، واختيار من يمثله في المجالس المحلية بلا أي ضغط أو تأثير أو اكراه.
ولذا فإنه من واجبنا كمواطنين ان نمارس حقنا بالادلاء بأصواتنا في هذه الانتخابات على اختلاف مستوياتها، سواءً أكانت رئاسية أو محلية، ومن واجبنا أن نسعى جاهدين لانجاحها، لأن هذه الانتخابات هي وسيلتنا للقضاء على الظواهر السلبية على اختلاف اشكالها وألوانها.
واذا ما قدر لهذه التجربة الانتخابية بالنجاح فإنها ستكون مفخرة اليمنيين جميعاً في التاريخ الحديث والمعاصر، باعتبارها ثاني تجربة يخوضها شعبنا بنجاح، وسيترتب عليها نتائج ايجابية كثيرة، منها انها ستنقل شعبنا نقلة نوعية من وهدة التخلف الى رحاب التقدم، وتعيد الى الاذهان ما كان قد تميز به شعبنا في سالف الازمان، من الاخذ بمبدأ الشورى، بشهادة القرآن الكريم على لسان ملكة اليمن قبل أكثر من الفي عام، حين قالت لقومها: »افتوني في أمري ما كنت قاطعة امراً حتى تشهدون« »النمل:٢٣«.
وما دامت قد تهيأت الفرصة لاختيار قيادتنا السياسية، فإني شخصياً قد حسمت امري ولن اختار إلاّ علي عبدالله صالح، لأنه اثبت في المرحلة السابقة انه رجل المهمات الصعبة فلم يتخاذل قط أمام التحديات ولم يستسلم للصعوبات وقد أكد في المراحل السابقة أنه أهل للمسئولية التي تحملها في أحلك الظروف واصعبها، وتجلت قدراته في قيادة الازمات على خير ما يكون القائد.
ولاشك مطلقاً بقدرة علي عبدالله صالح في تجاوز معوقات المرحلة القادمة، لما تميز به من ذكاء وقدرة تحمل، وما يمتلك من رؤى وافكار واقعية ليس فيها شطط ولا خيال.
وخير دليل على ذلك ما ورد في برنامجه الانتخابي من رؤى فكرية منطقية وبرنامج قابل للتطبيق، ينبثق من الثوابت الوطنية، ومبادئ الدستور، ويتجه بالوطن نحو التجديد والتطوير والتحديث، والانتقال بالوطن الى مرحلة جديدة من البناء والتنمية والتغيير نحو الافضل، وهو كذلك يفتح للأجيال القادمة آفاقاً رحبة لمواكبة كل جديد ومعاصر.
ومن يتأمل في برنامجه الانتخابي سيرى أنه قد وضع النقاط على الحروف بحيث يبدو المستقبل واضحاً لا غموض فيه، فهو لم يقدم وعوداً معسولة لتضليل الناس كما يفعل بعض منافسيه، ولم يخدع الجماهير بشعارات براقة غير قابلة للتطبق، ولم يعمد على استثارة عواطف الناس بحكايات كاذبة، ولا دعايات رنانة، أو اشاعات مغرضة، كما يفعل بعض منافسيه، ولكنه وضع خططاً وبرامج واقعية ليؤسس للمستقبل، بشبكة عصرية من الاتصالات وتقنية المعلومات والطرق وبنية تحتية متكاملة ومتطورة في قطاعات التعليم والصحة والمياه والبيئة والكهرباء وغيرها.. بما يؤكد انه يسعى الى وضع اللبنات الأولى لمجتمع متحضر، متسلح بالعلم والتكنولوجيا، والى تعزيز سبل المشاركة المجتمعية، ودعم السلطة المحلية، واذكاء روح الانتماء الوطني وتعزيز المسار الديمقراطي وكفالة الحريات الفردية والعامة، وحماية حقوق الانسان.
ولقد أكدت معطيات المرحلة السابقة التي قادها علي عبدالله صالح انه في كل مواقفه واجراءته يهدف الى اذكاء روح الانتماء الوطني وتعزيز المسار الديمقراطي وكفالة الحريات الفردية والعامة وحماية حقوق الانسان.
فقد كان ولا يزال يرمي الى ارساء صرح اقتصادي جديد متين ومتطور وتشجيع الاستثمار وتأمين، وبناء شراكة تنموية مع مؤسسات القطاع الخاص.
وليس بخافٍ على كل متتبع منصف ان علي عبدالله صالح يضع في مقدمة اهتمامه خدمة الاولويات الاستراتيجية في حياة المجتمع مثل قطاعات التعليم والصحة والمياه والطاقة، وغيرها.
ولذلك علينا الوفاء لقائد اثبت عملياً انه جدير بثقتنا، ويستحق ان نمنحه أصواتنا بلا تردد، يوم ٠٢ سبتمبر 2006م.
|