منير احمد قايد -
على مدار الايام المنصرمة من فترة الدعاية الانتخابية تغير المشهد السياسي والانتخابي مع اكتشاف ابعاد ومرامي الخطاب الدعائي والتحريضي لأحزاب اللقاء المشترك الهادف الى تحقيق مخططات قديمة-جديدة، حيث تسعى هذه الاحزاب كغطاء لتحالف قوى الفساد والعصبيات الانفصالية المختلفة الى الانقلاب على النظام الوطني لدولة الوحدة كمقدمة لتمزيق الوطن الى دويلات دينية واشتراكية وغيرها وهو سر الالتقاء الآني والتحالف الشكلي المؤقت بين المتناقضات التي لها مشاريع تقسيمية وطمع في الحكم والسلطة مناهضة لأهداف الثورة ونظامها الجمهوري ودولة الوحدة.
ارتكز الخطاب الدعائي والسياسي لاحزاب المشترك ومرشحهم المستقل والآخر الاحتياط وصحفها على انكسار وجود الدولة والاساءة الوقحة لشخص فخامة الاخ رئيس الجمهورية، واتهام السلطة بإدارة الانتخابات والمزايدة باسم التغيير والفساد، وتزييف الوعي في قراءة وتفسير الاحداث الماضوية بلغة الماضي والانشداد اليها، واستغلال الاوضاع المعيشية للتحريض على العداء ضد الدولة، وتهيئة الاجواء لأحداث انقلاب على نظام دولة الوحدة ولا تخوض هذه الاحزاب تنافس من اجل ادارة السلطة وانما تحقيق هذا الانقلاب كهدف مشترك لها ومن ثم يعود كل طرف الى موقعه يحكم دويلة على جزء من أرض الوطن بدعم خارجي، وهي قبلت المشاركة في الانتخابات لهذا البعد والغاية فقد خاضوها بغرض تحقيق الفود بأي ثمن وسيرفضون هزيمتهم بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات ليدخلوا مرحلة جديدة يريدون فيها احداث اضطراب وفوضي وتتحرك ميليشياتهم لممارسة اعمال الشغب والعنف في مناطق مختلفة.
تعمل احزاب المشترك على المزايدة بالشعارات والمبالغة بالوعود الخيالية ومحاولة انكار حقائق ومعطيات الواقع القائم فبث خطابها المسموم باسم الديمقراطية وهي بالنسبة لها الانتخابات القادمة كمحطة مفصلية لتنفيذ مخططها العدواني ضد الوطن والذي يمثل اصطفاء قوى الفساد والعصبية والمصالح الضيقة، ومنها استغلال العصبية القبلية والسلالية والمذهبية وغيرها، وهو اصطفاف تاريخي مشئوم ظلت مكوناته تمارس الخداع بالادوار والمواقع في سنوات ماضية حتى عبرت عنه سياسياً في تكتل المشترك كعنوان لالتقاء قوى الفساد الذي ظلت تديره وتوجه دوره وتحدد وظيفة الاحزاب المشكلة له من خلال القيادات المسيطرة على القرار فيها المرتبطة بمنظومة الفساد، والقوى المتضررة من الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، وكانت في الماضي حينما تلعب الادوار المتناقضة وتمارس العداء ضد بعضها ناجم عن ادارة اللعبة والتحكم بها من مستوى أعلى منها ذات طابع خارجي وهو البعد الذي اصطدم امام انتصار الشعب والتفافه حول قائده، الرئيس الصالح في احباط كل صنوف المؤامرات والمخططات فعمل هذا البعد على توحيد قوى التخلف والفساد والردة والعصبية وزجها في مخطط هو الاخطر في تاريخ اليمن المعاصر يعمل ظاهرياً وفق خطاب عدائي تحريضي انقلابي وباطنياً تجرى الترتيبات والتحضيرات وتوزع المهام لتمزيق الوطن الى دويلات ولهم دعم لوجستي داخلي وخارجي من اصحاب المصالح المتضررة من توجه الرئيس القائد لمحاربة الفساد وازالة العقبات من امام مسيرة التغيير التي يقودها بثقة واقتدار والتفاف الشعب حول قيادته.
وخاصة بعد ان تمكن القائد من تهيئة وضع البلاد الى المستقبل الافضل بأمان وشعرت قوى التآمر في مختلف مواقعها ان هذا المستقبل لا مكان فيه للمتآمرين والمرتدين فيمارسوا خطاباً سياسياً علنياً يدعون أنه مكفول دستورياً وقانونياً وما خلفه هو المخطط العدواني الاخطر على الوطن.
الأمر الذي يتطلب من الجماهير الصادقة والمخلصة والوفية ان تكون يقظة ومتنبهة لحجم هذه المخاطر والمخططات والتصدي لها عبر الممارسة الديمقراطية الضامنة استمرار القائد الصالح صمام أمان للحاضر وضمان المستقبل.
وللأسف الشديد ان الاعلام والصحافة الوطنية لا تولي هذا المخطط ما يستحقه من أهمية في تنوير الرأي العام اليمني بخطورته وأهدافه ومراميه، وهو مخطط سخرت له امكانات وقدرات كبيرة وحشدت له الدعم المناسب من اعداء الوطن خارجياً الذين كانوا ومازالوا ينصبون العداء للثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ويسعون دائماً للتدخل في الشئون الداخلية لليمن والاسهام الفاعل في افساد الواقع فيه عبر خطط منظمة وتخريب الاقتصاد الوطني وتوفير الحماية لمرتكزاتهم الفاسدة التي وجدت في المشترك عنوان لتحالفها اعتقاداً منها انها تخوض اليوم معركة مصير ووجود ضد الوطن.
ولكن يثق الشعب بإرادته الحرة وعزيمته الصلبة التي لا تلين انه سيتصدى لهذا المخطط ويحبطه كما احبط مخطط الردة والانفصال والتمرد الزاحف في صعدة وسيقدم شعبنا درساً قاسياً لهم يوم الـ٠٢ من سبتمبرالجاري حينما يصوت للثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار والتنمية واليمن الجديد والمستقبل الافضل يجدد المبايعة للقائد الجديد والمستقبل الافضل يجدد المبايعة للقائد الوحدوي الكبير علي عبدالله صالح قائداً لمسيرة التغيير والبناء والتقدم والازدهار والرفاهية.