موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - ا.د علي هود باعباد

الجمعة, 20-مارس-2009
ا.د علي هود باعباد -
‮* ‬يعاني‮ ‬عدد‮ ‬لا‮ ‬بأس‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬الشباب‮ ‬ضعفاً‮ ‬في‮ ‬التصور‮ ‬الاسلامي‮ ‬الشامل‮ ‬المتمثل‮ ‬في‮ ‬قصور‮ ‬تصوراتهم‮ ‬عن‮ ‬الاسلام‮ ‬ودوره‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬اليومية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬قلّ‮ ‬فهمهم‮ ‬للدين‮ ‬مصدر‮ ‬القوة‮ ‬الروحية‮ ‬والفكرية‮ ‬والثقافية‮.‬
وهذا بحد ذاته يعد مشكلة تتجلّى في التقصير في الشعائر الدينية من صلاة وصيام وزكاة، وحج.. الخ، مما ينتشر بين الشباب، فنجد بعض الشباب جلوساً في المقاهي والنوادي وفي مقايل القات أثناء الصلاة، بل أحياناً يكون النادي او المقهى أمام المسجد او بجواره او بالقرب منه‮ ‬،‮ ‬مع‮ ‬أنّه‮ ‬من‮ ‬المفروض‮ ‬عند‮ ‬سماع‮ ‬الأذان‮ ‬ان‮ ‬يتوجه‮ ‬الشباب‮ ‬الى‮ ‬المسجد،‮ ‬لكن‮ ‬قلّة‮ ‬الندوات‮ ‬والمحاضرات‮ ‬عن‮ ‬الفكر‮ ‬والثقافة‮ ‬الاسلامية‮ ‬تدفعهم‮ ‬لذلك‮ ‬السلوك‮.‬
وتتمثل مشكلة الحاجة الروحية والفكرية والثقافية عند الشباب ايضاً في قلّة احتكامهم الى الشريعة الاسلامية في السلوك العام والخاص، بل أحياناً يغلب عليهم في استحكام هوى النفس والتعصب للقبيلة، مع أنّ الدين هو العلاج النفسي، والبلسم الناجح لحل جميع المشكلات، فالدين‮ ‬ليس‮ ‬طقوساً‮ ‬وشعائر‮ ‬فقط،‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬منهاج‮ ‬حياة‮ ‬نظري‮ ‬وعملي،‮ ‬فالجانب‮ ‬النظري‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يؤثر‮ ‬في‮ ‬السلوك‮ ‬فلا‮ ‬قبول‮ ‬له‮ ‬عند‮ ‬الله‮.‬
وهذا التقصير في تحكيم الشريعة يوجد ايضاً عند بعض الشباب المتدين، فأحياناً يتراجع عن حكم الله في بعض القضايا نتيجة لضعف الوازع الديني والروحي الذي يُلمس ويُشاهد من خلال قلّة تقوى الله ومخافته في سلوك الشباب.
وهذه المشكلة لها أسباب عديدة يقف في مقدمتها انخفاض الوازع الديني والتربية الروحية والثقافة الاسلامية في المنزل الذي يعتبر المدرسة التربوية الاولى، وتتكون فيه المعالم الاسلامية الاولى لشخصية الطفل، وقد نبهنا الى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : »مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع« ، فالطفل أو الشاب الذي يرى تقصير أبويه في إقامة الشعائر الدينية، غالباً ما ينشأ هاجراً لهذه الشعائر، والذي لا يرى أفراد أسرته قدوة له غالباً ما يقع في مهب رياح المجتمع تتقاذفه حسب التيار الذي يجرفه والصدفة التي تنتظره..ولاشك أنّ مادة التربية الاسلامية في المدارس مكثفة وجيدة، ولكن التقصير على ما يبدو في قلّة وجود المعلم المؤهّل، والمدير المؤهّل، وقد جرت العادة ان الطالب ينظر دائماً الى سلوك معلمه ومديره، ولا يطبّق توجيهاتهما الا اذا رآها‮ ‬معكوسة‮ ‬في‮ ‬سلوكهما‮ ‬،‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أنهما‮ ‬يمثلان‮ ‬له‮ ‬القدوة‮ ‬في‮ ‬الناحية‮ ‬العلمية‮ ‬السلوكية‮.‬
ومن أسباب هذه المشكلة ايضاً قلة الاهتمام باستعمال الوسائل التعليمية الحديثة التي تجعل من تدريس العلوم الاسلامية في المدارس أمراً شيّقاً، وليس مجرد زيادة المعلومات الاسلامية ، إضافة الى قلة الجو الروحاني في المدرسة، فالتربية الروحية والفكرية والثقافية أمر يتعلق بأعماق النفس الانسانية، ووجدان المرء وضميره، لذلك فمن الخطورة بمكان ان تتحول هذه التربية الى تلقين للمعلومات، عندها يتحوّل التديّن عند الشباب الى معلومات او تصبح التربية الروحية وعظاً وإرشاداً بسمعة الشباب ولا يدخل الى ثنايا نفسه وحنايا قلبه.. ومن هنا‮ ‬تتسع‮ ‬الهوّة‮ ‬بين‮ ‬السلوك‮ ‬وأوامر‮ ‬الدين‮ ‬ونواهيه،‮ ‬فينشأ‮ ‬النقص‮ ‬الروحي‮ ‬والفكري‮ ‬والثقافي‮ ‬عندهم‮.‬
الى جانب ما سبق يأتي التقصير في رسالة المسجد التي تتضمن جانباً روحياً وفكرياً وثقافياً كبيراً في مقدمة الاسباب، مع تقصير العلماء في عملية الوعظ والارشاد، فقد أصبح المسجد للشباب مكاناً تؤدّى فيه شعائر الصلاة فحسب، بل وأصبح المنبر لقليلي العلم والثقافة الاسلامية والشحاتين، وأصبح العالم الاسلامي في نظر الشباب فقيهاً لا يتفاعل مع الحياة ولا يعرف من الثقافة العامة وأمور الحياة الاخرى التي يفهم لغاتها الشباب شيئاً، فهو شخص غير متعلم وغير مثقف، ولكن تعارف أهل القرية على تلقيبه بإمام المسجد أو بالفقيه، فهو لا يحوز على احترام الشباب وثقافتهم ولا يرضونه قدوة لهم.. ومن هذا اجتمع التقصير في رسالة المسجد مع العجز في تأدية العلماء لرسالتهم فتضخّمت المشكلة الروحية والفكرية والثقافية لديهم، وهو ما لا يمكن معالجته الاّ بإيجاد الجو الروحاني والفكري والثقافي في المنزل والمدرسة والمسجد، وفي جميع المؤسسات التربوية والشبابية، حيث أن الكلمة المسموعة والحرف المطبوع، والسلوك المشاهد، والجو الاجتماعي العام المؤثر يكوِّن جواً تربوياً جيداً للشباب، فبمقدار ما تكون هذه الأجواء متماشية مع عقيدة الامة وتراثها ومبادئ دستورها يكون ضيق الفجوة‮ ‬بين‮ ‬نفسيات‮ ‬الشباب‮ ‬وأذهانهم،‮ ‬بين‮ ‬النظرية‮ ‬والواقع‮.. ‬وبالتالي‮ ‬تتعاون‮ ‬هذه‮ ‬المؤسسات‮ ‬جميعها‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬حل‮ ‬هذه‮ ‬المشكلة‮ ‬المتمثلة‮ ‬في‮ ‬قلة‮ ‬تلبية‮ ‬الحاجات‮ ‬الروحية‮ ‬والفكرية‮ ‬والثقافية‮ ‬عند‮ ‬الشباب‮.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)