موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الإثنين, 23-مارس-2009
الميثاق نت -  محمد‮ ‬أنعم -
‬أدركت‮ ‬أم‮ »‬أيمن‮« ‬أخيراً‮ ‬أنها‮ ‬قدَّمت‮ ‬فلذة‮ ‬كبدها‮ ‬لتعبث‮ ‬به‮ ‬الذئاب‮ ‬كيف‮ ‬تشاء‮.. ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬لم‮ ‬تصدق‮ ‬ما‮ ‬حدث‮..‬
لقد‮ ‬جفَّت‮ ‬الدموع‮ ‬في‮ ‬مآقيها‮ ‬وتحولت‮ ‬الى‮ ‬أشبه‮ ‬بشجرة‮ ‬يابسة‮ ‬لا‮ ‬تحركها‮ ‬سوى‮ ‬الرياح‮.. ‬منذ‮ ‬أن‮ ‬علمت‮ ‬أن‮ »‬عبدالرحمن‮« ‬قد‮ ‬مزق‮ ‬الارهابيون‮ ‬جسده‮ ‬إرباً‮ ‬إرباً‮ ‬بحزام‮ ‬ناسف‮ ‬بدعوى‮ »‬الجهاد‮«..!!‬
يا حسرتاه.. لقد فعلها الارهابيون وبوحشية ذبحوا الفتى الذي لم يبلغ الثامنة عشرة ربيعاً.. بعد أن ربطوه بحزام ناسف كما يُربط أي قربان، وهناك في شبام شاهدت أمه بقايا دماء لجريمة اهتز لها عرش الرحمن.. كان قلب الام ينبض فزعاً يومها وتسوَدّ الحياة في عينيها وتضيق الارض عليها منذ أن سمعت بتلك الجريمة، لكنها ظلت تغالط نفسها بأن من اقترف ذلك الجرم لا يمكن ان يكون »عبدالرحمن« لأنه في آخر رسالة بعثها اليها قال لها: إنه متوجه الى الصومال.. وطلب منها ان تكثر له من الدعاء.. حتى في هذه الرسالة »الوصية« كذب »عبدالرحمن« وأصر‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬ولا‮ ‬يدري‮ ‬أن‮ ‬الارهابيين‮ ‬سيفجرون‮ ‬قلب‮ ‬أمه‮ ‬واخوانه‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬بحزام‮ ‬ناسف‮ .. ‬مثلما‮ ‬ذبحوه‮ ‬في‮ ‬شبام‮ ‬عبثاً‮ ‬بذلك‮ ‬الجرم‮ ‬المشهود‮.‬
لكِ الله يا أم »أيمن« من حقك أن تثوري وتأخذي بثأرك من أولئك الارهابيين البشعين.. من حقك أن تصرخي .. لماذا فعلاً غرَّروا على »عبدالرحمن« وقدموه قرباناً لذلك الوحش البشع.. ولِمَ لم يقدم الارهابيون أولادهم بدلاً عن فلذة كبدكِ؟!
من حقك أن تصرخي .. أن تغضبي.. وتتساءلي: إنْ كان أولئك الارهابيون على حق ويؤمنون بالله وبكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. فلماذا لم يربطوا الأحزمة الناسفة على أجسادهم ويذهبوا الى الموت طالما والجنة تنتظرهم وبنات الحور ايضاً..؟! لماذا فعلاً يفر أولئك الارهابيون كالجرذان تحت الارض ويرتجفون خوفاً وجبناً بعد كل جريمة يقترفونها بحق شبابنا وبحق الوطن والمستأمنين في بلادنا رغم أنهم يدَّعون بأنهم يتمنون الموت؟!.. ثم لماذا يزج الارهابيون بالفتيان المراهقين في محارق الارهاب بينما نجدهم يحرّمون ذلك على أولادهم‮ ‬وأقاربهم‮ ‬ممن‮ ‬هم‮ ‬من‮ ‬أندادهم‮.. ‬لماذا‮ .. ‬ولماذا‮.. ‬ولماذا؟‮!‬
< اليوم آن الأوان لأن تخوض كل الأمهات المعركة لمواجهة الارهابيين.. إن كل أم مطالبة ان تحمي أبناءها من مخالب هذه الذئاب المسعورة، فمثلما غرروا على »عبدالرحمن« واختطفوه من احضان أمه عنوة.. بالتأكيد سيأخذون الكثير بعده..
الارهابيون جعلوا (عبدالرحمن) يغادر المنزل دون أن يودع أمه أو يقبّل اخوانه أو أباه الذي ظل يكدح في بلاد الله سنوات عدة لتوفير لقمة عيش لهم ليجد نفسه وبعد سنوات قابعاً في أحد السجون الامريكية بسبب بلاغ كاذب وبتهمة لها علاقة بالارهاب..
قُدِّر لأم »أيمن« أن تتحمل نكبات الارهابيين.. فها هي تدفع اليوم الثمن فلذة كبدها بعد أن اعتقدت انه في مأمن وهو في أحد بيوت الله بشارع الرقاص في أمانة العاصمة.. بَيْد أن الخلية الارهابية غيرت حياته خلال سنتين تغييراً كاملاً.. وبدأت الأم تدرك أن شراً بدأ يطوق‮ ‬حياتهم‮.. ‬أصبح‮ ‬التلفزيون‮ ‬محرماً‮.. ‬عمل‮ ‬المرأة‮ ‬حراماً‮.. ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬أصبح‮ ‬إما‮ ‬حراماً‮ ‬أو‮ ‬كفراً‮..!‬
‮< ‬وهنا‮ ‬انتقل‮ ‬الارهابيون‮ ‬لمرحلة‮ ‬أخرى‮ ‬من‮ ‬التعبئة‮ ‬المتطرفة‮ ‬وهي‮ ‬إعداد‮ »‬عبدالرحمن‮« ‬كمشروع‮ ‬انتحاري‮ ‬كان‮ ‬يجري‮ ‬تغطيته‮ ‬أو‮ ‬التمويه‮ ‬له‮ ‬بالرحلات‮ ‬الى‮ ‬دمت‮ ‬أو‮ ‬إلى‮ ‬عدن‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يقول‮ ‬لأمه‮..‬
‮< ‬عجز‮ ‬الأبوان‮ ‬عن‮ ‬إنقاذ‮ ‬حياة‮ ‬ابنهم،‮ ‬فاختطفه‮ ‬الإرهابيون‮.. ‬ولم‮ ‬يفكرا‮ ‬أن‮ ‬يلجآ‮ ‬للأمن‮ ‬لينقذاه‮..‬
مضت أشهر والأم تعتقد أن ابنها توجه الى الصومال بدعوى »الجهاد« .. انقطعت اتصالاته وتواصله معها عدا وصيته التي.. تلقتها عبر مجهولين قد قدما إلى الحارة، إضافة الى رسائل عبر الموبايل.. لم تدرِ أن ابنها كان مختطفاً في داخل البلاد وأنه خُدع وغُدر به واعتقد أن‮ ‬صحارى‮ ‬شبوة‮ ‬ومارب‮ ‬وبيحان‮ ‬هي‮ ‬مناطق‮ ‬صومالية‮..‬
في‮ ‬شبام‮ ‬زار‮ ‬المكان‮ ‬واطلع‮ ‬عليه‮ ‬ميدانياً‮..‬
قال‮ ‬شهود‮ ‬عيان‮: ‬إن‮ ‬المغرر‮ ‬به‮ ‬لُوحظ‮ ‬قبل‮ ‬يومين‮ ‬من‮ ‬تنفيذ‮ ‬جريمته‮ ‬وهو‮ »‬مخزن‮« ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬المكان‮ ‬الذي‮ ‬يزوره‮ ‬السياح‮..
كثيرون‮ ‬اعتقدوا‮ ‬أن‮ ‬له‮ ‬علاقة‮ ‬بالأمن‮ ‬وحماية‮ ‬سلامة‮ ‬السياح‮.. ‬ولم‮ ‬يتنبه‮ ‬أحد‮ ‬لتصرفاته‮ ‬مع‮ ‬أنه‮ ‬كان‮ ‬يهدر‮ ‬مبالغ‮ ‬مالية‮ ‬عبثاً‮ ‬وبطريقة‮ ‬عجيبة‮.‬
اليوم‮ ‬وبقلب‮ ‬الأم‮ ‬المكلومة‮ ‬تقف‮ ‬أم‮ »‬أيمن‮« ‬وتنهض‮ ‬من‮ ‬وسط‮ ‬فواجعها‮ ‬وأحزانها‮ ‬داعيةً‮ ‬الأمهات‮ ‬الى‮ ‬مقاومة‮ ‬أولئك‮ ‬المجرمين‮ ‬وحماية‮ ‬أولادهن‮ ‬من‮ ‬شرورهم‮.. ‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)