سالم باجميل - < أخشى ما يخشاه أحرار وثوار العالم على الأوطان والشعوب والأمم تهافت أبنائها على التعاطي مع النزعات الطائفية المذهبية والانفصالية، من جهة وتسييد أصحاب الدم البارد على الناس الذين يمارسون غوايات الفساد والإفساد في المجتمع بأقل ما يمكن من الحياء وبدون وازع من ضمير أو وعي.
واني بكل صراحة وصدق لا أرى في تكالب أدعياء النزعة الجنوبية والمذهبية في البلاد وتلاقي عناصرها في الداخل والخارج مع خصوم، التطور السياسي الوطني والحضاري لليمن الجديد إلا شيئاً من ترابط حلقات سلسلة المخطط التآمري الموجهة في الأساس إلى الخيارات الوطنية والحضارية الحاملة لاتجاهات التطور والتقدم في الحاضر والمستقبل.
الوطن الشعب والأرض ليس السلطة أو الحزب الحاكم حتى يصر الآخرون على العبث بمقدراته وإمكاناته.. والوطن الشعب والأرض أكبر وأعظم من النظام.. والدولة قوة حماية للعدل والإنصاف والمواطنة.. والمواطنة التي تعني انتماء الفرد إلى المجتمع، المندمج فيه والقابض على تصريف أمور حياته بيديه.
نحن مع ولي الأمر في المجتمع المتقدم الذي يؤمن دروب المعرفة ويجل أصحابها.. مع ولي الأمر الذي يتيح للعلماء فرص الوجود إلى جواره التي تمثل مشوراتهم دين العلم وحق المواطنة.. وحرياً ان يعلم الناس ان الجهد المنظم والمؤسس والمتناسق كل التناسق مع صانعي السياسة والقائمين على الحكم ليس جهداً تطوعياً او حتى عمل خير يؤخذ أو يترك.
من هنا يجد الناظر في طبيعة الأحداث الراهنة أن السلطة السياسية قد استدرجت من قبل عناصر الصراع الطائفي المذهبي والانفصالي إلى ساحات مواجهات سياسية وعسكرية غير محسوبة العواقب تحت ضرورات وطنية ودستورية وقانونية تتعلق بمسؤلياتها في حماية أمن الوطن والمجتمع، ووجدت نفسها بموقف لا تحسد عليه تحت ضغوط الخصوم والشركاء من الداخل والخارج.
الأمر الذي أصبح فيه ما كان يبدو مجرد أحداث قليلة الشأن في الوطن غدا اليوم من الأهمية بحيث يحمل مقومات زلزال سياسي مالم تحصل معجزة يعمل خلالها اليمنيون الصواب حالاً وقبل فوات الأوان.
ان استشراف آفاق القادم من خلال قراءة فكرة ذوي النزعات الطائفية المذهبية والانفصالية التي يصنع منها الشركاء في الداخل والخارج تهديداً حقيقياً للسلطة السياسية.. حيث مناشط ذوي النزعات المذهبية والانفصالية تخلق أجواء فاسدة للمداورات والمناورات بين أطراف العمل السياسي.
كما لا يخفى على من لهم ولو فهم محدود بقواعد السياسة والعمل السياسي أن المتربصين الراصدين للأحداث من الداخل والخارج يتحركون لوحي من منافعهم في الاتجاه المؤيد والداعم للقائمين بالصراع لغايات وأهداف معروفة وغير معروفة.
العناصر المتكالبة على تمزيق الوطن وتفريق كلمة ابنائه تجسد برفعها في وجه السلطة قضية الجنوب وقضية صعدة فكرة حصان طروادة واللبيب من الإشارة يفهم.. ولا عجب ولا غرابة في تلاقي نشاط وأهداف أدعياء قضية الجنوب وكذا قضية صعدة مع الارهابيين في محاولات النيل من النظام.. اما العجب والغرابة فأراهما فقط كأمنين في موقف الشركاء الذين يحاولون عبره ممارسة الابتزاز السياسي على النظام.
ما نحن على يقين منه ان غوايات التآمر على اليمن واليمنيين وممارسات الابتزاز السياسي وفرسانها سيمنون في آخر المطاف بالفشل وسينتصر شعبنا وقواه الوطنية الخلاقة.. وسيعلم الذين حاولوا ظلم أنفسهم وأهلهم ووطنهم حقاً وصدقاً أي منقلب سينقلبون.
|