عبدالعزيز الهياجم -
في حلقتين من برنامج زيارة خاصة أطل حيدر العطاس عبر »الجزيرة« ليكشف تاريخه السياسي الحافل بالتعايش القسري مع كل المراحل والمنعطفات حتى يكون هو في الأضواء وفي السلطة ويذهب كل شيء الى الجحيم.
العطاس الذي ظل يكتم أسراره ويلملم غموضه عقوداً من الزمن كشف في أقل من ساعتين وجهه الحقيقي وأزاح القناع الذي لبسه كاشتراكي أيديولوجي »ومناضل وطني« و »وحدوي جسور« حمل برنامجاً للإصلاح ومشروعاً حضارياً كما كان يدعي.
< اختلفنا مع الحزب الاشتراكي اليمني وانتقدنا الكثير من سياساته وأخطائه سواء قبل الوحدة أو بعدها، ولكن أدب الاختلاف لا يقودنا الا الى القول بأن الحزب الاشتراكي ظل تاريخاً نضالياً وحدوياً، انطوى في إطاره الكثير من الشرفاء الذين كان ولاؤهم لأيديولوجية الحزب لا ينفصم عن ولائهم للوطن ولوحدته.. وإذا كانت الإساءة لتاريخ هذا الحزب لا تليق بخصومه فإن من المخزي حقاً أن شخصاً مثل العطاس الذي تدرج في الحزب ومكنه الحزب من التدرج والصعود في المناصب حتى وصل الى القمة كرئيس للوزارة ثم رئيس لهيئة مجلس الشعب الأعلى »رئيس دولة« ثم بعد الوحدة رئيس للوزراء في حكومتين، يأتي الآن ويطعن في الاشتراكي ويعتبر أنه انضم اليه قسرياً أو مكرهاً لا بطلاً.
ونعلم أن الذين كانوا رجالاً يحملون في داخلهم قيم النضال والكفاح الشريف من أجل الوطن ومن أجل المشروع الذي ناضلوا من أجله ضد المستمر حتى نيل الاستقلال في ما كان يعرف بالشطر الجنوبي الوطن.. نعلم أنهم لم يكونوا مجبرين على أن يغيروا جلودهم من أجل مصالح شخصية ، فهم عندما تولى اليساريون والاشتراكيون زمام السلطة ، أما كانوا مؤمنين بهذا التوجه وناضلوا في إطاره أو أنهم أعلنوا رفضهم وقاوموا أو استشهدوا أو نزحوا إلى خارج الوطن تمسكاً بالمبادئ التي آمنوا بها.
أما أن شخصية مثل العطاس تأتي اليوم وتتنكر للحزب الاشتراكي الذي لولاه ما كان العطاس وما وصل الى ما وصل اليه، فهذا خير شاهد على أن هذه الشخصيات ذات الوجهين لا تؤمن بقيم وطنية لا بشرف الولاء والانتماء وهي من أجل مصالحها وحب الذات مستعدة أن تضحي بكل شيء وأن تدمر أي شيء.
وهو عندما انتهت مصلحته من الاشتراكي تنكر له وعندما تضررت مصالحه من الوحدة، كفر بالوحدة، وعندما أصبح خارج الوطن عرض خدماته لكل من يريد أن يبيع ويشتري في هذا الوطن العريق وشعبه الأصيل.<
alhayagim@gmail.com