عبدالعزيز بن بريك -
عندما خرج ماجد من بيته صباحاً وهو يرى مجموعة من الخارجين على القانون ويحثونه للبقاء معهم لغرض المشاركة في الشغب الذي نظموه في الحبيلين.. لم يدرك ماجد ذلك الطفل الصغير أهداف ومرامي أولئك الذين يثيرون الشغب ويشعلون النيران وينشرون ثقافة الكراهية التي يهدفون من خلالها الى طمس مستقبل الاجيال القادمة.
- أولئك الذين أبقوا ماجد في دائرة الشغب الذي قاموا به في الحبيلين والضالع، هم من يريدون إدخال أحلام ماجد في مهاوي الضياع.. هم من يريد أن يظل ماجد ممزقاً بنيران التشظّي التي يشعلونها في جسد الوطن.
- ماجد ذلك الطفل لم يعلم الا بعد أن تفرّق أولئك وهربوا الى جحورهم ان مراميهم هي هدم الوطن وإشعال الفتنة ودخول الوطن في ظلام دامس لكي ينشط أولئك الخفافيش التي عادةً ما تعمل في الخفاء.
- عرف ماجد بعد أقل من ساعة من الزمن أن أفعال أولئك الخارجين على النظام والقانون ليست سوية وإلا لماذا ظلوا هكذا طوال بقائهم يجمعون الاطفال والشباب وبعض الناس من أجل إثارة الشغب.
- هناك أكثر من ماجد يعرف وسيعرف ماذا يريد أولئك الذين يتآمرون على وطنٍ يتسع للجميع يخدشون لوحة الوحدة الوطنية ويغزلون ثقافة المؤامرة في زمن الوحدة التي يستظل بها الجميع.
- سيظل ماجد بصرخته تلك وهو يوجهها الى وجوه من أراد له أن يحرق المستقبل حين قال لأحدهم بما معناه: »إن زمنكم مضى.. فاتركوا زمننا هذا الذي ننعم فيه بالسلام والأمان«، وأضاف: »أنتم تشعلون الحرائق في طريقنا فابقوا بعيداً عنا«، ومضى ماجد وهو يتألم بما شاهده في ذلك اليوم.
- صرخة ماجد ذلك الطفل يكررها الكثير من الشباب الذين يتألمون لما يرونه من سلوكيات تضر بالوطن من قلة من الناس لا هدف لها غير التجديف ضد تيار المصلحة العليا للوطن.
هؤلاء الذين ينشرون ثقافة الكراهية لابد ان يعوا ويدركوا ان ما يقومون به لا يمكن ان يكون هدف الخلصاء من هذا الوطن.
ألم يدرك من أراد أن يهدم المستقبل ما قاله الشاعر المحضار في غنائيته الشهيرة »إعادة الماضي الى الحاضر محال« وكفى.؟!