محمد علي سعد -
كل حرب من الحروب صغر شأنها أم كبر، طال أمدها أم قصر، هي في الأساس تمثل حالة استنزاف من الدرجة الأولى لموارد الدولة ومقدرات الشعب وتؤثر تأثيراً مباشراً في مستوى حياة المواطنين، بالإضافة الى تعريض حياة الناس وأمنهم واستقرارهم للخطر.. وكذا تعريض أمن الوطن واستقراره وسمعته للسوء.
نقول هذا ونذكر بأن الحروب التي شهدتها بلادنا وتحديداً في الفترة التي تلت إعلان دولة الوحدة في الثاني والعشرين من مايو ٠٩٩١م.. إذ نجد أن فتنة حرب صيف ٤٩٩١م والتي استمرت قرابة السبعة والسبعين يوماً قد كبدت خزينة الدولة قرابة اثني عشر مليار دولار، بالاضافة الى الرجال والشباب والاطفال، والناس حتى.. يا لتلك الحرب الملعونة..!!
فيما تكبدت الدولة جراء الحرب في صعدة » حتى الساعة« الحرب الخامسة قرابة ملياري دولار ولايزال الرقم مرشحاً للتصاعد جراء استمرار الحرب ووجود عدد من المستفيدين من استمرارها على حساب استقرار بلد وعلى حساب مستقبل التنمية فيه، بالاضافة الى مسائل أخرى خسرت الدولة الكثير من الأموال وفرص الاستثمار والسياحة وقطاعات اقتصادية عدة جراء العمليات الاجرامية الارهابية التي قام بها منتسبون الى القاعدة وكذا عمليات اختطاف السياح.. الخ.
باختصار إن الحروب الداخلية والخارجية وكل أعمال التخريب من اختطافات وتدمير واستخدام المعلومات المسيئة للبلد وسمعته وأمنه واستقراره كلها أمور تستنزف البلاد جلّ موارده وتأكل معظم مقدراته على حساب قوت المواطن البسيط.
لذا فإننا نجد أنه ليس من مصلحة النظام ولا الحكومة إشعال دوائر للحرب والفتنة ولا نجد أدنى مصلحة لأي نظام أو حكومة أو مواطن إشعال أي شكل من أشكال الحروب والتخريب والاعمال الارهابية لأنها تؤثر عليه وعلى لقمة عيشه خاصة وتؤثر على الوطن عامة.. فدعونا نبحث معاً عمن يريد أن يعيِّش اليمن في حالة دائمة من عدم الاستقرار..
وعليه فليتخيل القارئ الكريم بأنه لو ترك لنا كشعب أن نستثمر كل المليارات من الدولارات والوقت والجهد التي استنزفتنا فيها حروب الفتنة تخيلوا معنا لو أننا زرعناها وبنينا فيها منشآت ومرافق وسخرناها للتنمية كيف كان سيكون حالنا اليوم..؟! الاكيد أننا سنكون بأحسن حال.. لكن هناك من أراد بنا ويريد لنا ان ندخل في دوامة اقتتال من صعدة الى جعار، ومن مارب الى شبام، هناك من لايزال يتربص بنا وبلقمة عيشنا، فلنحذر لأن ثمة أعداء غير مرئيين يتربصون بنا.. انها حرب استنزاف لكل مواردنا.. فالحذر.. الحذر.