موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - سعاد سالم السبع

الخميس, 23-أبريل-2009
سعاد سالم السبع -
بدأ عامة الناس يشعرون أن الإرهاب سلوك شاذ يقوم به أشخاص مرضى أو صغار مغرر بهم، وبدأت الأسر تدرك أن المغرر بهم هم في الغالب من الشباب الصغار في السن أو المراهقين، وبخاصة بعد النشاط الإعلامي الملحوظ لكشف حكايات الإرهابيين الصغار..
ولذلك يلتفت الناس هذه الأيام إلى من يثيرهم منظره من المراهقين؛إما بشدة إهماله لنظافته الشخصية وملابسه أو بتطرفه في الانعزال أو الشرود الذهني بين الناس، أو بتواجده في أماكن وأوقات غير مناسبة، وأحياناً يكون مظهر المراهق الخارجي مدعاة للشك إذا كان سلوكه غير متوافق مع ذلك المظهر.. ومع أن المظهر ليس دائماً يدل على الجوهر، وذلك ما يجب أن ينتبه له رجال الأمن البواسل، إلا أن الحكم على الإنسان لا يزال يتم من خلال مظهره الخارجي أو لا عند معظم الناس.
أحد المراهقين الصغار كاد أن يفقد حياته بعد اشتباه رجال الأمن فيه بسبب مظهره وتواجده في مكان وزمان غير مناسبين؛ فهو صغير السن، لكن الله منّ عليه بالبلوغ المبكر الذي جعل جسده يفوق عقله بسنوات عديدة، وزاد الأمر تعقيداً أن جسمه مكسو بالشعر الذي ينبئ من يراه بأنه من قادة الإرهابيين، الطفل المراهق قبض عليه في أحد الأركان المظلمة القريبة من منزله ليلاً، وهو شارد الذهن، يحملق في الأرض لم ينتبه حتى لوجود الجنود فوق رأسه، وحينما رآهم ارتعب وحاول الفرار، لكن الجنود أمسكوا به، الطفل كان هارباً من شجار دب بين أبويه في البيت، ولم يتوقف الشجار إلا بخروج الأم، وحينما وجد الولد نفسه عاجزاً عن حل الخلاف بين أبيه وأمه خرج هائماً على وجهه بعد منتصف الليل، غير مدرك لما سيحدث له في ذلك الوقت المتأخر من الليل، الولد لم يبلغ السن القانونية لتكون معه بطاقة شخصية، وحينما تم القبض عليه طلب الجنود منه البطاقة ، فأخبرهم أنه لا يملك بطاقة لأنه صغير، فثارت ثائرة الجنود لأن هيئته وجسمه والشعر المنتشر على وجهه وجسده وصوته يخبرهم أنه فاق سن العشرين بخمس سنوات على الأقل، كما أن محاولته الهروب جعلتهم يظنون أنه يكذب، وحينما حملوه معهم كان صامتاً مذهولاً، فحاول أحد الجنود استثارته عله يقول الحقيقة قبل أن يتخذوا معه إجراءات أخرى، ولكنه أجاب عليهم ببكاء يشبه بكاء الأطفال فاكتشف الجنود أنهم مع طفل في جسد رجل، وحينما سألوه لماذا تبكي؟ كانت إجابته أكثر براءة من طفولته حيث قال: (أنا ادخرت من مصروفي اليومي لأقطع بطاقة، لكن والدي لم يذهب معي إلى القسم لأنه ما يشتيني أكون رجّال، وتشاجر مع أمي قبل ما يقطع لي بطاقة) وهنا ضحك الجنود واصطحبوه إلى منزله، وكان الموقف سبباً في إعادة المياه إلى مجاريها بين الأبوين..
تلك إحدى حكايات المراهقين والإرهاب، وهذه الحكاية وحكايات هروب الأبناء التي لا تنقطع تحذر الآباء والأمهات من إعلان حروبهم الزوجية أمام الأبناء؛ لأن الخلافات الأسرية فيها دمار لشخصيات الأبناء، ومن ثم تحولهم إلى مرضى نفسيين، أو تسبب هروبهم من البيوت، وبالتالي وقوعهم في براثن المنحرفين خلقياً أو الإرهابيين، ولا أظن أن هناك آباء أو أمهات سيتمسكون بالحياة بعد أن يشعروا أنهم كانوا السبب الأول في ضياع أبنائهم أو فقدهم.
وهي حكاية تدعو كل الآباء والأمهات إلى ملاحظة سلوك أبنائهم في سن المراهقة، بدءاً من ملابسهم ونظافتهم وأصدقائهم والأماكن التي يرتادونها ومدى اندماجهم مع أفراد الأسرة والمجتمع المحيط بهم؛ لأنهم يعيشون صدمة المراهقة التي قد تفقدهم توازنهم إذا لم يجدوا الرعاية الكاملة.
كما إن الحكاية السابقة تجعلني أدعو رجال الأمن - بصفتي أماً تخاف على أبناء هذا الوطن مثلما تخاف على أبنائها - أن يحاولوا توسيع تحرياتهم لتشمل المراهقين المتسكعين بجوار مدارس الأولاد والبنات أثناء الدوام المدرسي ليعرفوا السلوكيات التي يتسلون بها، ونوع الأحاديث التي تدور بينهم، وأسباب خروجهم من مدارسهم قبل انتهاء اليوم الدراسي.. أعرف أن مثل هذه التحريات قد لا تناسب الديمقراطية وحرية الحركة التي ندعو إليها ونتمسك بها، لكني أتعشم أن تكون تلك التحريات الأمنية -إذا حدثت - سبباً في عودة الأولاد إلى مدارسهم، وتنبيه إدارات المدارس المتسيبة بأنها سوف تكون في موقع المساءلة إن حدث أي عمل يخل بالأمن العام، وبذلك تتكامل وظيفة الأمن مع التربية والتعليم..
٭ كلية التربية - جامعة صنعاء
[email protected]

نقلا عن صحيفة الجمهورية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)