حوار : امين الوائلي -
الحياة عادت سريعاً الى طبيعتها في جعار عاصمة مديرية خنفر.. الأمن استتب والأوضاع استقرت والمخربون في السجن«.. هكذا لخصها لنا الشيخ علي امطيري مدير أمن المديرية.. وأحد أبرز مشائخ أهل فضل والشخصيات الاجتماعية والوطنية القديرة.. محل احترام وثناء جميع أبناء خنفر ومواطني أبين.. زرناه في مقر المديرية وكان هذا الحوار:
الى أين وصلت الأمور في مديرية خنفر عموماً.. وخصوصاً في جعار بعد أيام من تنفيذ الحملة الأمنية؟
- في البداية نرحب بصحيفة نشكركم على هذه الجهود والحرص على الوصول الى جعار وتلمس الأوضاع عن قرب.
لاشك أن الجميع في هذه المديرية شعر بالأمن والاستقرار بعد أن كللت الحملة العسكرية بالنجاح بقيادة اللواء وزير الدفاع محمد ناصر أحمد.. وبعد أن تولينا قيادة الأمن في هذه المديرية.. كما لا ننسى أن تعيين الأخ الوكيل احمد غالب الرهوي مديراً للمديرية ساعد كثيراً في استتباب الأمور والأوضاع في المديرية وجعل الأمن والأمان مستقراً.
وبالتأكيد فنحن لا ننسى دور رجال الأمن والجيش أيضاً.. لكنني أثني على أبناء هذه المديرية الذين ساعدونا ووقفوا الى جانبنا بأنهم لمسوا فعلاً الأمن والاستقرار بأنفسهم كما أشكر الأخ المحافظ احمد الميسري وجهوده الكبيرة في المحافظة.
ونحب أن نؤكد أننا من دعاة الوحدة.. وسنظل وحدويين وندعم رمزنا القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
وعلى ذكر الأمن والاستقرار وما تعيشه مديرية خنفر وعاصمتها جعار هذه الأيام من اطمئنان وسكينة عادت سريعاً عقب الحملة الأمنية فإننا نوجه الشكر والتقدير لزميلنا وزير الدفاع الأخ محمد ناصر احمد.. الذي وقف أثناء الحملة العسكرية وبعد الحملة ومازال يتصل بنا يومياً ويتابع أمورنا الى يومنا هذا.
وبهذه المناسبة نقول تحية الى من وقف بجانبنا حتى عادت المياه الى مجاريها وعاد الناس يمارسون أعمالهم بكل حرية بعد أن كانت هذه المنطقة قد فقدت الأمن، وندعو شبابنا لفهم الواقع وأن يعرفوا أن لا استثمار بدون أمن.
ونحذر كل من أراد بهذه المديرية أي سوء فإن قوات الأمن صاحية ويقظة.. وسترد الصاع صاعين.. ونقول للجميع بيوتنا مفتوحة ومكاتبنا مفتوحة لأي مواطن ولا نسمح بالفوضى وازعاج الناس ولاتخريب.. ونحيي كل من يحب السلام.
بل نجحت الحملة الأمنية
استقرت الأوضاع الأمنية كما شاهدنا وكما تؤكد.. ولكن هناك من يجادل ويلح بأن الأوضاع لم تستقر في جعار وخنفر عموماً وأنه بمجرد خروج الحملة الأمنية عادت الأمور الى ما كانت عليه سابقاً ولن تتخلص المديرية من حوادث العنف والتخريب والحوادث الأمنية؟
- نحن نقول هذا الكلام غير صحيح لأننا وبعد انتهاء الحملة العسكرية لا يوجد أي إقلاق.. كان هناك حادثان بسيطان وانتهت ولم يقع شيء على الاطلاق.. ورجال الأمن يقظون في هذه المديرية.. وهم في دوريات راجلة ليلاً ونهاراً ودوريات الأطقم كذلك، وطوال هذه الفترة لم نلمس أي شيء.. كما أن الشعب وأبناء هذه المديرية يعرفون هذه الحقيقة ويلمسونها ويشاهدونها.. وعادت المكاتب الحكومية الى أماكنها واستأنفت العمل.. البريد اشتغل مرة أخرى، وصرف البر عاد الى الصرف في عاصمة المديرية داخل جعار.. بينما كان صرف البر يتم من داخل زنجبار عاصمة المحافظة.. لأن منطقة جعار فقد منها الأمن سابقاً.
لكننا نحن نقول إن هناك عناصر نحن نسميها عناصر نائمة أو خلايا نائمة، حينما يريد أن يحركها من أراد أن يحركها.. بالتأكيد سوف تستيقظ، ونؤكد للجميع.. أننا سنظل لها بالمرصاد.
ونقول للجميع إن الذي يريد أن يبطل الأعمال التخريبية المعروفة.. فإننا سوف نشد من أزرهم ومستعدون أن نصل الى أي مكان يريدون، ومن أرد الفوضى وازعاج الناس، فلا ولن نسمح له اطلاقاً.
هل هذا الكلام ينطبق على المديرية.. والأرياف والقرى البعيدة.. الأمور مستتبة؟
- نعم في المديرية والأرياف.. الأمور مستتبة تماماً، ليس هناك أي بلاغات تذكر أوأي شيء آخر.
هذه المديرية كبيرة جداً.. مديرية مثل المحافظة.. ونحن لدينا مراكز.. مركز الكود، باتيس، وشقرة.. ونحن على تواصل مع الجميع باستمرار.
الحملة العسكرية انتهى عملها، ولكن حملة الملاحقات هل لاتزال مستمرة؟
- طبعاً.. مستمرة، ومنها ما حصل قبل ثلاثة أيام، أحدهم خرجت عليه الحملة أكثر من مرة، ويقال له »أدهم«ولم يلق القبض عليه ولكن هذه المرة رصدته الحملة الأمنية في منطقة يقال لها ميكلان- على بعد 10-15كم من مركز جعار- وتمت السيطرة على المكان الذي يتحصن به، ثم قاوم السلطة ورجال الأمن وأطلق النار.. ولهذا قتل.
باستثناء هذا الشخص.. هل بقي من المذكورين في القائمة المعلنة والمطلوبين لأجهزة الأمن أشخاص لايزالون فارين.. وكم عددهم؟
- من القائمة.. الأغلب مسجونين وباقي منهم ثلاثة فقط لم يتم القبض عليهم، واحد منهم قتل قبل أيام -كما ذكرنا- ونلاحق الاثنين الآخرين والمعلومات تقول أنهم خرجوا من منطقة جعار الى مناطق أخرى.. وان شاء الله رجال الأمن سيأتون بهم قريباً.
أهل مكة أدرى..
هناك سؤال حول الأسباب التي أدت الى هذه القلاقل في جعار؟
- القلاقل سببها الفوضويون، بدايتها تصرفات فوضوية لأناس، وبعدها قتل أناس أبرياء، ولا نعرف الى الآن أن وراء هؤلاء المخربين جماعة معينة تدعمهم.. هم أناس فوضويون مخربون.. وأغلبهم سرق وقطاع طرق.. قتلة.
في منطقة جعار قتلوا أكثر من شخص وكأنه لا توجد حكومة وابتزوا أصحاب الدكاكين وخرجوا عن حدهم وصدقوا أنفسهم أنه لم تعد توجد حكومة فزادوا من جرائمهم، ولكن عندما خرجت الحكومة وعرفوا أنها موجودة والأمن موجود لم يعد لهم وجود الآن لأنهم في السجن ومن بقي سنصل اليه.
والآن عين الأخ الرهوي مديراً للمديرية وأنا مدير للأمن.. ونحن من أبناء هذه المديرية.. وكما يقال: »أهل مكة أدرى بشعابها«.. ونحن نعرفهم جيداً ونعرف أهلهم.. والبعض من المغرر بهم إن أرادوا أن يعملوا خيراً ويتركوا الناس آمنين في منازلهم.. فحياهم الله، ما لم فرجال الأمن سيكونون لهم بالمرصاد.
طارق.. لا يمثل أهل فضل
بعيداً عن جعار والأجواء الأمنية هنا في خنفر، أود أن أسألك سؤالاً في اتجاه آخر.. طبعاً أنت شيخ مطيري من مشائخ أهل فضل ومن أبرز الوجاهات الاجتماعية والشعبية والوطنية.. في هذه المحافظة -أبين- ومؤخراً ثارت ضجة حول طارق الفضلي، وانقلابه المفاجئ ضد الوحدة الوطنية وترديد شعارات ما يسمى بالحراك.. هل طارق يمثل آل فضل ويعبر عن موقفكم؟
- نحن أهل فضل.. نعرف أن طارق الفضلي من أشد العناصر مع السلطة.. هذا ما نعرفه عنه.
التغير الجديد الذي هو فيه، نحن نجهله صراحة.. ومستغربون.. حتى اخوانه أنفسهم وأهل بيته -مستغربون هذا التوجه.
إلاّ أننا نقول إنه لا يمثل أهل فضل في هذه القضية.. نحن وحدويون وقفنا الى جانب الوحدة اليمنية وقاتلنا الى جانب الوحدة اليمنية وسنظل كذلك ولن يمثلنا لا طارق ولا غيره في اتجاهاتنا السياسية.
أشياء لا تدخل العقل
هو أيضاً يتحدث باسم أبناء أبين بل والجنوب عموماً.. لديه لغة تحرض ضد الدولة وسيادة القانون وضد الوحدة الوطنية؟
- مع الأسف.. هذا الكلام تسمعه كل الجهات المسئولة.. ولكنهم سكوت، ونحن أعلنا موقفاً.. وأمس اجتمعنا مع مشائخ المراقشة ومن ضمنهم الشيخ علي رحمان وأقررنا أننا لن نكون مع طارق اطلاقاً وأننا مع الوحدة اليمنية، ولسنا مع أي اتجاه آخر ولا يمثلنا طارق ولا غير طارق.
بالنسبة لنا الوحدة اليمنية هي ارادتنا ومطلب شعبنا أول الأمر.. كان أطفالنا في الجنوب اذا استيقظوا صباحاً.. يبكرون بأنشودة باسم الوحدة.. كلنا وحدة يمنية.. فلا يأتي اليوم من يخلف مسارنا الرئيسي، نحن وحدويون وسنظل وحدويين.
هذه حقيقة يعرفها الجميع.. هي واضحة.
بالنسبة لزوبعة طارق هذه نحن نستغرب منها صراحة لأنها وسط مدينة زنجبار وعاصمة محافظة أبين والدولة صامتة.
في المقابل نحن نريد أن يتحرك المؤتمر الشعبي العام والوحدويون بضجة أكبر وأقوى.. هم مسئولون عن حكم، ولكن نرى الضجة الأكبر التي يعملها الحراك وهم قلة قليلة.
إذاً كيف تقرأ ما حدث ويحدث؟
- نحن نعرف طارق شخصياً.. الى الآن نستبعد أن يكون طارق مع هذا الكلام.. عندما نسمعه نقول هذا غير صحيح، لأننا سايرنا طارق ونعرفه وهو وحدوي وسال دمه على الوحدة اليمنية، كيف يأتي اليوم ويقول هذا الكلام هذه أشياء لا تدخل العقل أبداً.
هذه العناصر نعرفها..
وماذا يعني الحراك الذي يروجون له؟
- هذه عناصر معينة.. نعرفها تماماً من الأول، هي التي انفصلت وهي الآن التي تعمل الحراك ما فيش غيرها.. العناصر نفسها.
ولا أصدق أن طارق الفضلي خرج عن المسار، هذا مش موقعه وموقعه معنا.. ونحن نقول الله يهديه.