الميثاق نت - سالم باجميل

السبت, 25-أبريل-2009
سالم باجميل -
يقول شاعر فرنسا الكبير اراغون: "لا ثقافة بغير حب ..إن الذي يحبه المرء يخلق". ولا غرو أن الحب يصنع الأمجاد والبطولات ويوهب المرء روح الإقدام على الفداء والتضحيات عند مجرد إحساسه بالخطر أو التهديد لما يحبه، ولا يكره الأوطان إلا أناس غير أسوياء، ورحم الله القائل:
وحبّبَ أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
فالذود عن الأوطان من شيم النفوس الأبية في كل زمان ومكان، والثوار والأحرار الحقيقيون لا يبيعون الأرض والأهل بالدينار أو الدولار أو بأية عملة من عملات أهل الكوكب الأرضي ..ولكن عناصر الفوضى والعبث في أرضنا الطيبة لا يفتأون يصرخون ليلا ونهارا بكل ما هو بغيض ومنكر بين أوساط العباد والبلاد.. وأية فوضى وعبث أو أية أصوات بغيضة ومنكرة في الوقت الحاضر تفوق ما نرى ونسمع من ترهات المنادين بشق صفوف اليمنيين وتفريق كلمتهم؟!
لدى الخارجين عن الدستور والقانون في ربوع يمننا الجديد تحت رايات ما يسمى "النضال السلمي الديمقراطي" وهو منهم براء ناهيك عن دعاة حريات المذاهب المزعومة.
متى يفهم هؤلاء المأزومون وأولئك الغلف أن الوطن اليمني ليس مسرحا لثارات الماضي كي يكفوا عن التعاطي مع ثقافة الكراهية التي لا تدمر إلا أهلها؟ ولنا أن نعتبر من خلال قراءة الدرس من جماعات الإرهاب والفوضى التي سادت ثم بادت طوال تاريخ البشرية.
أما ثقافة المحبة والإخاء فيمكن قراءتها بالوفاء والتمام في رؤى ومواقف المناضل الإنسان الرئيس علي عبد الله صالح خلا ل فترات الحرب والسلم طوال عهده الوحدوي الزاهر في اليمن المعاصر والتي تشرق علي جنبات حياتنا شروق شمس كل يوم جديد علي هذا الكون.
الأحرار والثوار حقا وصدقا يملكون ثقافة المحبة والإخاء والمساواة ولا يتزحزحون عن معطياتها قيد أنملة في الاختلاف والاتفاق، ولديهم استعداد تلقائي في الوقوف إلي جانب الصواب ونزوع فطري يدفعهم إلى تصحيح الخطأ لأن من يعمل يخطئ.

فلا يخدعن إلا نفسه من يعتقد انه قادر على استغلال أخطاء العمل في بلادنا لتجييش الناس ضد مصالحهم، ولا يغش إلا نفسه أيضا من يتوهم انه يقوى علي حرف مسار التطور السياسي الوطني والحضاري في البلاد بممارسة الخطاب الدعائي المزيف لوعي المواطنين.

خير لمثيري الفتن والتمردات والإرهاب أن يلجأوا إلى الولاء والطاعة للنظام والقانون وأن يجنحوا إلى السلام الاجتماعي الأهلي والوطني فورا وقبل فوات الأوان؛ لأن الدولة والنظام لديهما من أسباب القوة في الوقت الراهن ما يردع طغيان تلك العناصر إذا ما أرادا وضع نهاية لما تطلقه من الصخب الممقوت.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10016.htm