الإثنين, 27-أبريل-2009
الميثاق نت -   محمد انعم -
كُتب علينا أن نواجه، ونحن في القرن الـ١٢، عصابات تحمل عقولاً انتهت صلاحياتها قبل ألف عام.. هذا هو قدرنا ولابد أن نعترف أن كهوف صعدة مثلما قذفت من ظلماتها كهنة محنطين تحجروا داخلها منذ عهد باذان، ان لم يكونوا من أصحاب الفيل الذين فروا من طيور الأبابيل.. فإن جبال ردفان الشّماء التي صالت وجالت فيها الذئاب الحمر ضد الإمامة والاستعمار قد تسللت اليها اليوم عصابة من تجار الحروب وقطاع الطرق، ممن يحملون عقولاً وأفكاراً صارت فعلاً غير صالحة للاستخدام.. لكننا نذكر هؤلاء الخارجين من الأجداث ان الشعب الذي ضحى بأكثر من‮ ‬مليون‮ ‬شهيد‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوحدة‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يظل‮ ‬صامتاً‮ ‬أمام‮ ‬الأعمال‮ ‬التي‮ ‬يقترفها‮ ‬خدام‮ ‬الاستعمار‮..‬
هذا الشعب الذي يجوب الارض بحثاً عن عمل يقتات منه قوت يومه، وفي حال يثير الشفقة لكنه لا يهاب الموت من أجل الدفاع عن الوحدة.. يحلم بالشهادة بحق وحقيقة، لم تخفه سجون الشطرين وأساليب السحل والتعذيب وظلت الوحدة اليمنية هي السلاح الذي يزلزل جبروت الشطرين..
إن كل تلك الدماء الطاهرة التي جاد بها الشعب من أجل يمن الـ٢٢ مايو ٠٩٩١م ليست دماءً فائضة عن الحاجة أبداً.. ولم تكن من أجل »الفيد« والغنائم أو تقاسم الثروة.. لا.. لا.. بل كانت من أجل الوحدة التي ستظل أغلى وأقدس من كل الثروات والأرواح.. نعم ان الذين عبروا فوق‮ ‬ملايين‮ ‬الألغام‮ ‬وقهروا‮ ‬الايديولوجيات‮ ‬الحديدية‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يخشوا‮ ‬إمعات‮ ‬تتطاول‮ ‬اليوم‮ ‬على‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬
إن الشعب يدرك أن أولئك الشرذمة الذين يقومون بأعمال التخريب ويروجون للكراهية والانفصال اليوم يحاولون الثأر من أبناء أبطال ثورة الـ٤١من اكتوبر المجيدة.. انهم نفس ذلك الطابور الذي جمع بقايا الكهنة وعملاء الاستعمار بالامس في بيحان وحاولوا بالقوة اسقاط ثورة ٦٢ سبتمبر‮ ‬المجيدة،‮ ‬لكن‮ ‬باءت‮ ‬كل‮ ‬محاولاتهم‮ ‬بالفشل‮.‬
< نعم ان تركيز المخربين وقطاع الطرق على مناطق مثل ردفان والضالع وحالمين وجعار، ويافع لممارسة أنشطتهم الإجرامية، يظهر الحقد الاسود الذي يحمله هؤلاء المرتزقة للانتقام من أبناء وأحفاد هذا العرين الذي أخرج أسود ثورة ٤١ اكتوبر المجيدة.
فإذا كان هؤلاء الرعاع قد اسقطوا قبل فترة صورة المناضل عبدالفتاح اسماعيل داخل منطقة الحبيلين وبالقرب من ضريح الشهيد لبوزة وآلاف الشهداء الأبرار من مختلف مناطق اليمن، فإنه لم يعد مستبعداً أن يقوموا بعد حين بنبش قبور الشهداء ومحاكمتهم لأنهم »خانوا« تعاليم أتباع‮ ‬الغازي‮ ‬هنيس‮.. ‬لا‮ ‬نستبعد‮ ‬أن‮ ‬تتحول‮ ‬تلك‮ ‬الأصوات‮ ‬التي‮ ‬تنضح‮ ‬بالأحقاد‮ ‬فوق‮ ‬قبور‮ ‬الشهداء‮ ‬في‮ ‬الضالع‮ ‬وتطالب‮ ‬بمحاكمة‮ ‬للشهداء‮ ‬لأنهم‮ ‬خانوا‮ »‬شعب‮ ‬الجنوب‮« ‬المزعوم‮ ‬وآمنوا‮ ‬بالوحدة‮ ‬اليمنية‮..‬
حقاً‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬ليس‮ ‬عملاً‮ ‬عفوياً‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬سذاج‮ ‬ومراهقون‮ ‬بل‮ ‬هؤلاء‮ ‬مجرد‮ ‬حطب‮ ‬يُستخدمون‮ ‬من‮ ‬قِبل‮ ‬تجار‮ ‬الحروب‮ ‬لتنفيذ‮ ‬مؤامراتهم‮ ‬ضد‮ ‬الشعب‮ ‬ووحدته‮.‬
ففي تزامن أعمال التخريب في الحبيلين وجعار ما يؤكد أن ثمة مؤامرة تنفذ ضد بلادنا.. ومحاولة اسقاط جعار في أعمال الفوضى ليس من صنع الصدفة، بل أنه أول عمل انتقامي من ثورة ٤١ اكتوبر.. لأن جعار كانت أول منطقة تسقط بيد ثوار الجبهة القومية إبان الاستعمار ليتوالى بعدها‮ ‬انهيار‮ ‬الانظمة‮ ‬السلاطينية‮ ‬الهشة‮ ‬الواحد‮ ‬تلو‮ ‬الآخر‮ ‬حتى‮ ‬تحرير‮ ‬عدن‮ ‬من‮ ‬قبضة‮ ‬الاستعمار‮.‬
< إن هذه التطورات قد جعلت أبناء الضالع وأبين وردفان ويافع يهبون كالاسود للدفاع عن الوحدة ولا يمكن ان يرضخوا للمتاجرين بالهوية، والتاريخ ودماء الشهداء مهما رفعوا من شعارات براقة.. حتماً سيتصدون للطابور الخامس وسيسقطون هذه المؤامرة.. لأن الصورة باتت واضحة لهم‮ ‬اليوم،‮ ‬ولن‮ ‬يبقوا‮ ‬مكتوفي‮ ‬الايدي‮ ‬أمام‮ ‬ما‮ ‬يجري‮..‬
فعلاً‮ ‬لقد‮ ‬نهض‮ ‬أبناء‮ ‬ردفان‮ ‬والضالع‮ ‬ثائرين‮ ‬مستشعرين‮ ‬أبعاد‮ ‬المؤامرة‮ .. ‬وأعلنوا‮ ‬مواقفهم‮ ‬بشجاعة‮ .. ‬محذرين‮ ‬السفهاء‮ ‬وقطاع‮ ‬الطرق‮ ‬من‮ ‬مغبة‮ ‬ما‮ ‬يقترفونه‮ ‬من‮ ‬أعمال‮ ‬مجرمة‮.‬
‮< ‬إن‮ ‬عودة‮ ‬طارق‮ ‬الفضلي‮ ‬الى‮ ‬الواجهة‮ ‬السياسية‮ ‬كشفت‮ ‬عن‮ ‬حقيقة‮ ‬المؤامرة‮ ‬وبعض‮ ‬تفاصيل‮ ‬خطة‮ ‬عودة‮ ‬السلاطين‮ ‬والمشائخ‮ ‬والامراء‮ ‬وعملاء‮ ‬الاستعمار‮ ‬لاستبعاد‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬والثأر‮ ‬من‮ ‬ثوار‮ ‬اكتوبر‮.‬
لقد احتفلت صحيفة »الايام« التي تؤمن أن عدن هي للعدنيين فقط احتفلت مع عصابات قطاع الطرق بانضمام طارق الفضلي الى مشروعهم طالما وهو يصعد على دماء أبناء الذئاب الحمر ومناضلي الحزب الاشتراكي الوحدويين، ولقد ظلت الصحيفة والفضلي معها ينفخون في العظام النخرة لما كان‮ ‬يسمى‮ ‬بالجنوب‮ ‬العربي‮ ‬الذي‮ ‬دفنه‮ ‬شعبنا‮ ‬في‮ ٠٣ ‬نوفمبر‮ ٧٦٩١‬م‮.‬
والشيء الآخر المثير للانتباه أن حرص بوق »الايام« على إبراز الفضلي ومحمد عبدالملك المتوكل في الآونة الأخيرة يظهر لنا أن الهدف ليس »الجنوب العربي« كما يزعمون اليوم.. بل إعادة تمزيق اليمن وتقسيمه الى أكثر من22 سلطنة وإمارة ومشيخة إضافة الى كهنة وحوزات وغير ذلك‮ ‬من‮ ‬الخزعبلات‮..‬
هذا هو مشروع المخربين والعملاء.. انهم يفكرون بعقليات لم تعد تصلح إلا للعرض في المتاحف.. والغريب أن هامات كبيرة من ثوار اكتوبر وقيادات الاشتراكي والبعث وغيرهم يتسابقون لمبايعة السلطان الجديد وبعضهم منهمكون في مطابخ منازلهم.. لكن محال ألف مرة ان تُمس الوحدة بسوء‮ ‬لأن‮ ‬الاقتراب‮ ‬منها‮ ‬يعني‮ ‬ان‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬سيصبح‮ ‬مباحاً‮ ‬ولا‮ ‬شيء‮ ‬مقدس‮ ‬في‮ ‬حياة‮ ‬شعبنا‮ ‬أبداً‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10052.htm