حاوره: امين الوائلي -
رؤية تحليلية معمقة.. يقدمها الناشط السياسي والاعلامي والشخصية الاجتماعية المعروفة في محافظة أبين صالح علي الحنشي.. لما يحدث الآن.. وما يجب أن يحدث.. وفي السياق.. يجيب على الأسئلة: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وما المطلوب لمواجهة الاخطاء والاخطار ومجابهة التحديات؟
»الميثاق« تستعرض معه أبعاد وخلفيات ما يسمى بالمؤامرة..رموزها.. ومراميها.. والأخطاء التي تعمل على تغذيتها.. ومن يقف وراءها.
اضافة الى رؤية نقدية.. بشفافية وصراحة لمجمل السياسات والقيادات التنفيذية في المحافظة خصوصاً.
غياب الأحزاب عن دورها أوجد فراغاً استغله الموتورون.. وبعض الصحف ضخمت حجم »الفوضويين«
تدهور الجانب الخدمي في أبين ليس بسبب قلة الامكانات.. بل لسوء القيادات القائمة التي تتصرف وكأن ما يدور لا يعنيها
من موقعك كناشط سياسي واعلامي ومتابع مهتم ترصد عن كثب لوسألتك أولاً: ما أبعاد التكالب المحموم ضد الوحدة اليمنية خلال هذه المرحلة؟
- لاشك أن من يدفعون بالاوضاع الى الفوضى وينفذون الاعمال المخلة بالأمن ويرفعون الشعارات المناطقية والعنصرية يسعون الى تحقيق أهدافهم المريضة والتي يعلنون عنها.. لم تكن أهدافهم خافية على أحد.. استغلوا الاجواء الديمقراطية.. وأصبحوا يجاهرون بدعوات شاذة يستحقون عليها العقاب وأن يساقوا الى المحاكم لينالوا جزاءهم بما تقره القوانين في البلد.. هم يسعون للبحث عن راعٍ اقليمي أو دولي لنشاطهم ومستعدون للتنازل عن كل ثوابتهم الاخلاقية والدينية والوطنية في سبيل ذلك.
ولكن أقول لك إن من يروجون لتلك الافكار المريضة والنزعات العنصرية.. في الواقع ليسوا بالحجم الذي قد يتصوره من يصدق ما تنلقه بعض الصحف عما يسمى بـ»الحراك« فمثلاً في أبين هؤلاء لا يزيد عددهم عن ألف شخص في أعلى تقدير حين تقارنهم مع عدد سكان المحافظة الذي يصل الى نصف مليون.. هم لا يساوون شيئاً.. الظاهرة الى الآن هي اعلامية في المقام الأول.
ومع هذا أنا لا أقول إنه يجب تجاهل ما يحصل.. وانما حاولت توضيح حجمهم الحقيقي.. لكن يجب أن نقف بالمرصاد لهذه الاصوات الشاذة.. لكي يدركوا أن الوطن وثوابته خطوط حمراء ومن حاول العبث والمساس بها يجب أن ينال جزاءه كي يصبح عبرة لمن سولت لنفسه ذلك مستقبلاً.
ما وراء »الأكمة«
كيف تصف ما يسمى بـ»الحراك« وما خلفياته الحقيقية والى أي مدى يمكن أن يشكل خطراً على الوحدة حاضراً ومستقبلاً؟
- من يتابع نشاط ما يسمى بـ»الحراك« سيجد أن مناطق ومحافظات بكاملها قد اغلقت في وجه أصحاب هذا النشاط المشبوه.. فمثلاً قبل ما يقرب من عام كانت معظم المحافظات الجنوبية والشرقية ساحة لكثير من أعمال العنف والفعاليات وتجمعات هؤلاء.. لكن مع النصف الأخير من العام 2008م بدأت صحوة مجتمعية بعد أن اكتشف المواطن في هذه المحافظات أن هؤلاء يدفعون بالبلاد الى الفوضى.. وأن أصحاب تلك الدعوات أشخاص موتورون لا يأمن لهم.. فلم يعد هناك أي نشاط يذكر لهؤلاء في كل من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وعدن وفي أبين لا يتواجدون إلاّ في المناطق الريفية.. وفي مناطق معينة.. هناك أشخاص فقدوا مصالح وفقدوا سلطة.. هؤلاء يشعرون بالنقص ويرون أن السلطة هي من يعوض مركبات النقص في دواخلهم، وهذا جانب من مكونات ما يسمى بالحراك وفي من يرى أن بقاء هؤلاء بما يقومون به من نشاط يساعد في اطالة أمد بقاء مصالحهم وبقائهم.. هؤلاء هم سند لما يسمى »الحراك«.. ويوفرون له الدعم باشكال مختلفة.. ويخشون أن أي استقرار للأوضاع في هذه المحافظات قد يعني الاستغناء عنهم.
قد يتساءل البعض.. اذا كان من يقومون بهذا النشاط المحموم هم أقل من قلة.. فأين الاجماع.. أين الاصوات الباقية.. وهم طبعاً الغالبية الساحقة؟
- هناك خلل أحدثه الغياب لأحزاب المعارضة.. في أي بلد ديمقراطي الحزب الذي يصل الى الحكم في الانتخابات.. اذا غابت مؤسسات الضغط، ومنها المعارضة.. يصبح الحزب الحاكم في مأمن من المنافسة.. ولا يجد من يراقبه.. ويراقب أخطاءه ليستغلها ضده عند أي استحقاق انتخابي قادم.
لذا قد يشوب اداء الاخطاء كممارسات فردية.. وينجم عن ذلك ردود أفعال سلبية في الشارع.
وهناك أشخاص وجدوا هذا الفراغ واستغلوه.. واحتلوا الموقع الذي كان يفترض أن تملأه المعارضة.. ردود الافعال السلبية في الشارع استغلها هؤلاء وقاموا بتوجيهها وفق أهوائهم.. وأحلامهم المريضة.. حين تكون أحزاب المعارضة حية وفاعلة تقوم بتوجيه ردود افعال الشارع السلبية صوب الحزب الحاكم بغية اسقاطه في الانتخابات.. وهنا الوضع طبيعي ومقبول في أي بلد ديمقراطي كبلادنا.
لكن ما يسمى بـ»الحراك« استغلوا ذلك ووجهوا ردة فعل الشارع صوب الوحدة.
عموماً سلبية الآخرين وما يجعلهم لا يقفون في وجه أصحاب هذه الدعوات المريضة.. لأنهم وجدوا فيهم ما كان يجب أن تقوم به أحزاب المعارضة.. ورأوا فيهم مؤسسة ضاغطة.. مكنتهم من حل الكثير من قضاياهم ومطالبهم.. ويرون أنهم بحاجة الى بقائهم لهذا الغرض.. بل إن الكثير من الناس في بادئ الأمر ساندوهم.. لكن حين بدأوا برفع الشعارات التشطيرية تخلوا عن أصحاب هذه الدعوات كما حصل في بعض المحافظات التي ذكرناها آنفاً والتي أغلقت في وجه نشاط أصحاب ما يسمى بـ»الحراك«.
ما يمكن أن نسميه خطراً على الوحدة في الوقت الحاضر هو العمل الدعائي الذي يقومون به من خلال الشعارات التي يرفعونها.. في ظل غياب أي عمل رادع أو مضاد.. ولكن أجزم أنهم يشكلون خطراً مستقبلياً حقيقياً.. اذا ما تركت الامور على ما هي عليه الآن.. من هذه المخاطر أن هناك شباباً من جيل 22 مايو 1990م أي لم يعرفوا التشطير.. ولا يعون ماذا يعني التشطير.
تأثروا بتلك الشعارات التي يرفعها هؤلاء الموتورون.. وللأسف أن هناك وفي المدارس من يتحدث بلهجة أصحاب الحراك.. بل إن عملاً كهذا يحصل في قاعات الدرس في المدارس ومن قبل معلمين.. ولم نسمع أن هناك من التفت لمثل هذا النشاط في المدارس والى خطورته!! اذا كان العمل الحزبي محرماً في المدارس الثانوية.. فما بالك حين يكون عمل مشبوه وبغيض يحدث في هذه المدارس.. ماذا سيكون أثره على هذا الجيل؟ وماذا عسانا أن نفعل تجاه نشاطهم في الأماكن الأخرى.. وأقول هذا وعندي من الأدلة ما يكفي ومن الاسماء أيضاً.. والمدارس التي يحدث فيها مثل هذا النشاط.
واذا لم يتم اصلاح الاعوجاج واصلاح الاوضاع والممارسات التي تتسبب في زرع التذمر بين المواطنين قد تتغير قناعات المواطن الذي يرى اليوم في الحراك كأداة ضغط للالتفات لقضاياه وهمومه من قبل الدولة اذا ما يئس من اصلاح الأوضاع.
اخطاء وتجاوزات
برأيك ما الاخطاء الفردية والممارسات التي تغذي مثل هذه التحركات الناقمة.. وهل الاخطاء والتجاوزات تبرر النقمة ضد مصلحة عامة تتمثل في الوحدة؟
- هناك الكثير من الممارسات تعد رافداً اساسياً لهؤلاء وتحركاتهم.. صحيح أنها ممارسات وأخطاء فردية ويمكن أن تحدث في أي زمان وأي مكان.. لكن الخطورة في أن هؤلاء يقومون بتوجيه ردود الفعل بما يخدم دعواتهم.. مستغلين قلة الوعي لدى البسطاء.. وفي ظل غياب الطرف المعني بالرد على نشاطهم.. هم يتحركون بكل حرية.. ودون أي عمل مضاد لنشاطهم وتحركاتهم.. في أحسن الاحوال اذا ما أقيم عمل مضاد لا يتجاوز رد فعل وعلى استحياء.
ومن واقع محافظة أبين من الاخطاء الفردية.. تدهور الجانب الخدمي في المصالح الحكومية الخدمية: ليس لقلة الامكانات.. ولكن لسوء القيادات القائمة على هذه المصالح الحكومية.
مديرو عموم فروع وزارات لا يباشرون في مكاتبهم معظم ايام الشهر.. وتجد معظم رؤساء الاقسام في تلك الادارات يقتدون بمديريهم في التسيب.. لذا يأتي مواطن من مديرية نائية ويصدم بواقع كهذا قد يحتاج لامضاء موظف على مراجعته هذه ربما لأسبوع أو أسبوعين ماذا تنتظر منه بعد ذلك؟!
أتذكر أنها قبل مدة كانت مستشفيات حكومية في بعض المديريات مغلقة نهائياً.. مع أنها تصرف لها كل اعتماداتها شهرياً وبانتظام.. تخيل وصل التسيب الى درجة أن موظفي مستشفى بالكامل لا يذهبون الى المستشفى.. حتى في هذه الظروف مازالت الكثير من القيادات التنفيذية في المصالح الحكومية بالمحافظة وكأن ما يدور لا يعنيها.
تبدل أدوار
لو انتقلنا لجانب آخر من الموضوع ما تعليقكم على انضمام طارق الفضلي الى ما يسمى بـ»الحراك«.. وما القيمة الفعلية التي يشكلها على الواقع ولماذا ضخم الاعلام قصته الى هذا الحد؟
- الى قبل أيام ربما من انضمام طارق الفضلي للحراك.. كانت قيادات الحراك تشيع في الشارع وعن طريق عمل منظم أن طارق الفضلي مكلف بتشكيل جماعات مجهولة لتنفيذ اعمال اغتيالات بحق قيادات في الحراك.. ونحن نعرف العداء الذي تكنه قيادات ما يسمى بـ»الحراك« لطارق الفضلي وأظنه يبادلهم ايضاً الشعور نفسه.
ونحن نعرف المشكلات التي تتفجر بين تلك القيادات من وقت الى آخر.. بسبب تبادل الاتهامات فيما بينها بالتجسس.. أي ثقة ستنشأ اذاً بين قيادات الحراك وطارق الفضلي بعد كل ذلك.
وهذا خير دليل أن أصحاب هذا التحرك هم جماعات موتورة ناقمة لا أهداف سوية لها ولا رؤى ثابتة.. ولا توجهات محددة.. هم الآن أشبه بالتأسيس لعصابة.. الهدف الوحيد هو البحث عن منتسبين لنشاطهم.
انضمام طارق الفضلي للحراك لا يتعدى انضمام شخص زي أي شخص للحراك.. ليس كما قد يظن البعض.. لا أقول ذلك لاختلافنا معه بعد انضمامه للحراك ولكنها الحقيقة.
اذا ما أخذنا الجانب الاجتماعي »القبلي« التركيبة الاجتماعية لمحافظة أبين لا دور فيها للوجاهات الاجتماعية والمشائخ والاعيان.. لا يوجد ما يمكن أن نسميه التزاماً قبلياً.. أي أن الوجاهات الاجتماعية لا ثقل لها وليس لها أي تأثير ولا طاعة.. ولهذا على المستوى القبلي لا أعتقد أن هناك أي قيمة يمكن أن يضيفها طارق الفضلي للحراك.. أضف الى ذلك أن مشائخ قبائل عدة من قبائل آل فضل لم تقبل بتنصيب طارق الفضلي شيخاً لآل فضل حيث طلب من مشائخها التوقيع والموافقة على تنصيبه على اعتبار أن ذلك سابقة لم تكن موجود في أعراف وتقاليد قبائل آل فضل.. على مدى تاريخه.. أي لم يكن هناك شيخ مشائخ لآل فضل من قبل.
وبحسب معلوماتي أنه حين أعلن انضمامه للحراك لم يدع مشائخ آل فضل للتشاور معهم حول هذا القرار.. كان قراراً فردياً.
كل ما رافق عملية انضمام طارق الفضلي للحراك من تضخيم إعلامي.. تقف وراءه نوايا سيئة للقائمين خلف تلك الحملة في الحراك.. هم يعرفون شخص طارق الفضلي شخصاً مندفعاً وسريع الغضب وانما هم بذلك العمل الاعلامي يريدون حقن الفضلي بشحنة حماس لكي يزجوا به في أول منزلق للخلاص منه.. كل ما يريده أصحاب الحراك من طارق الفضلي هو أن يخلصوا منه لا أكثر لا يريدون منه أي عمل مطلقاً.. وسيكتشف ذلك بنفسه مهما كابر، وأظنه يعرفهم أكثر مما أعرفهم أنا، ويعرف عداءهم ولؤمهم.
نشاطهم قائم على أخطائنا
برأيك ما دور الشخصيات الاجتماعية والوطنية لنبذ مثل هذه التجمعات والاستهدافات الفوضوية والحفاظ على الأمن والاستقرار؟
- أنا أرى أن الدور يقع علينا جميعاً.. ولكن للأسف الى اليوم لم يتم الاعداد لأي عمل منظم ليقف بوجه اصحاب هذه الدعوات والأنشطة المشبوهة.. الجميع تخاذل.. وترك الشارع لهؤلاء.
دُعينا قبل مدة الى تشكيل لجان أهلية أو مجالس أهلية في كل المدن في المحافظة مهمتها مساعدة رجال الأمن والسلطة المحلية في الحفاظ على السكينة العامة والسلم الاجتماعي، لجان تتشكل من أهالي كل منطقة للتصدي لهذه الانشطة الخارجة عن القانون.. لكن لم نجد من يسمع.. هناك دور يقع على الحزب الحاكم في المقام الأول.. من خلال فروعه واعضائه.. تفعيل أدائهم ليصل الى مستوى خطورة هذ النشاط.. تطرح القيادات في تلك الفروع أن الامكانات المادية هي العائق أمامهم.. هناك أولويات يجب القيام بها للتصدي لهذه الاعمال.
علينا أن نستكمل كل الحلول التي نملكها وكل ما هو متاح وما هو بأيدينا لوقف تلك الاعمال قبل أن نذهب للحلول لدى الحراك وأصحابه.. هم يعتمدون في نشاطهم بالدرجة الأولى على الجانب الدعائي والاعلامي فهل لديهم من الامكانات أكثر مما لدينا كدولة؟ سواءً أكان مادياً أو من حيث الكادر أو حتى العدد!! لا أظن.. هناك قصور في عملنا وأدائنا، لماذا لا تفعل الصحف الصادرة في المحافظات وبشكل منتظم.
تفعيل عمل المنتديات والأندية الرياضية والمدارس.. والجمعيات.. اصلاح الأوضاع في المصالح الحكومية.. تحسين أداء هذه المصالح.. أن يتم الاتيان بكوادر بحجم المسئولية والتحديات القائمة ومدركة لما يقع عليها من مهام في هذه الظروف.
اذا استطعنا اصلاح هذه الاوضاع وخففنا من معاناة الناس.. لن نحتاج الى عمل لتعطيل نشاط الحراك.. لأن ذلك سيتلاشى تلقائياً.. فنشاطهم قائم على اخطائنا.. وعلى رعونة أداء القائمين على هذه المصالح.. لدينا محافظ جدير بالقيام بهذه المهمة في المحافظة.. المهندس أحمد عبدالله الميسري اذا أوقفت التدخلات من البعض في المركز.. أنا على ثقة أن باستطاعته اصلاح الأوضاع في المحافظة.. واصلاح الأوضاع يعني القضاء على هذا النشاط المحموم والمشبوه.
الشخصية السياسية والاجتماعية وأحد أعيان قبائل »آل فضل«
علي محمد فضل: نملك الاستعداد نفسه في »94م« للدفاع عن الوحدة
حوار: أمين الوائلي:
< شدد على ضرورة الاهتمام بخلق ثقافة مجتمعية تتصدى لمثيري الكراهية وتجرم المساس بالوحدة الوطنية والتعدي على الثوابت، وذكر بأن أبين كانت مفتاح النصر في حرب الردة والانفصال عام ٤٩م.. مؤكداً أن رجال أبين ومواطنيها الشرفاء يملكون نفس الاستعداد والعزم للدفاع عن الوطن ووحدته.
الشخصية السياسية والاجتماعية المرموقة في أبين وأحد أعيان قبائل آل فضل الاستاذ علي محمد فضل مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة متحدثاً لـ»الميثاق« حول قضايا الساعة والمشهد الوطني والسياسي.. بالتركيز على المشهد في أبين وما يعتمل فيه من حراك وتجاذبات.
طلاب مصالح
كيف ترون ما يعتمل في محافظة أبين لمن يسمون أنفسهم »الحراك«؟
- القضية كلها زوبعة إعلامية.. جماعات فقدت مصالح التف حولها بعض المحبطين، لكن الواقع يكذب كل الافتراءات والأكاذيب التي تروج لها بعض الصحف الصفراء التي تشاركهم يأس مسعاهم.. لكن ما يجب التصدي له هي الشعارات المريضة.. وتلك التجاوزات والمساس بثوابت الوطن.
ما يجري هو عمل دعائي في المقام الاول.. وعلينا مجابهة هذه الهجمة العدائية التي تستهدف ثوابت الوطن.. من خلال العمل على ترسيخ ثقافة مجتمعية تجرم التعدي على الثوابت الوطنية..
ثقافة تنبذ من يتطاول على الوطن ووحدته ومنجزاته.. لأننا نرى أن من يرتكب هذه الأفعال الشنعاء بحق الوطن أشبه بمن يرتكب الفاحشة في إطار المحرمات.. فالمجتمع يرى من يقدم على عمل مثل ذلك جديراً بالازدراء والاحتقار.. كذلك يجب أن نخلق ثقافة مجتمعية تزدري من يحاول المساس بالثوابت الوطنية ،هذه الثقافة ستكون السد المنيع الذي سيحمي الوطن ووحدته قبل أن نلجأ الى القوانين والتشريعات.
ندرك حجمهم
على مَنْ يقع الدور للتصدي لأصحاب الشعارات التي تستهدف الوطن ومنجزاته.. وفي مقدمتها الوحدة؟
- مازال دور الجميع ليس بالمستوى المطلوب، أو قد يراه كذلك من يتابع الاخبار من خارج المحافظة.. نحن ربما لأننا ندرك حجم هؤلاء وهم قلة قليلة طبعاً نرى أن لا خطر على الوطن ووحدته منهم، ولهذا يأتي ردنا غير كافٍ كما قد يراه الآخرون، لكن حين نستشعر أن هناك خطراً حقيقياً سواء من هؤلاء أو غيرهم سيرون من سيتصدى لهم، هناك رجال قاتلوا ودافعوا عن الوحدة في مراحل سابقة مازالوا يملكون الاستعداد نفسه -وهم يعرفونهم جيداً هم كقبليين- بقطع دابر كل من حاول المساس بوحدة الوطن.
إذا تمادى هؤلاء سيرون ماذا ستكون العاقبة.. مازالت عندنا العزائم نفسها التي دافعنا بها عن الوحدة في حرب الردة والانفصال عام ٤٩٩١م، وهناك شباب تواقون للشهادة في سبيل الوطن ووحدته.
أبين كانت مفتاح النصر في ٤٩٩١م وستظل صمام أمان الوطن والوحدة.. من يتحدثون باسم أبين من أصحاب الاصوات النشاز.. نقول لهم: أنتم تسيئون لأنفسكم، وعار على أبين انتماؤكم لها.. وأنتم على هذه الشاكلة وبهذه الصورة المشينة.
الحراك وطارق
ما تعليقكم على الزوبعة الاعلامية لانضمام طارق الفضلي لما يسمى بـ»الحراك«.. وباعتباره القبلي بالنسبة لآل فضل؟
- لا أظن أن طارق الفضلي بالحجم الذي تصوره بعض وسائل الاعلام من حيث التأثير والشعبية، وأنا لا أقول ذلك بهدف الإساءة لطارق الفضلي.. نحن نكن له كل الاحترام كشخص.. لكن في تاريخ قبائل آل فضل لم يكن هناك موقع قبلي بهذا المسمى أي لم يكن في يوم من الايام شيخاً لآل فضل.. هم تجمع قبلي يضم عدداً من التجمعات القبلية.. وكان كل تجمع قبلي منها له شيخ مشائخ.
كما أن طارق الفضلي كان شخصاً منغلقاً على نفسه لم يمد علاقات مع الواجهات القبلية في إطار آل فضل بل ان له خصومات واسعة..
وأقولها بوضوح لا دور للمشائخ بالمعنى الذي قد يعنيه في محافظات أخرى، في أبين هناك ظروف أخرى.. لم يعد للوجاهات الاجتماعية دورها وتأثيرها.
لهذا فانضمامه للحراك.. ليس أكثر من انضمام شخص.. ولن يضيف شيئاً كما يصور البعض.
ثانياً: نحن نعرف أن هناك حسابات قديمة بين الطرفين ، ما يسمى بـ»الحراك« وطارق الفضلي.. وهو يعرف أنهم لن يرضوا عنه ولن يثقوا به وان وثق بهم.. فهم لم يتخلصوا من أحقادهم بعد على طارق الفضلي، أو باقي السلاطين، وأنا على ثقة أن هذه العلاقة ستنتهي بنهاية مأساوية حين يكتشف طارق الفضلي حقيقة من انضم اليهم.. لا توافق مطلقاً بين شخصية طارق وتركيباتهم النفسية، هم يريدون فقط استغلال اسم طارق لأغراض معينة، وعند الانتهاء منها سيكتشف طارق أنه قد أخطأ خطأً فادحاً بارتمائه بينهم.
أعداء الحرية
ما هو الخطر الذي شكله هؤلاء على الوحدة.. ان كان هناك مخاطر ترونها جراء ما يقومون به؟
- هؤلاء لم يتعودوا على أجواء الحرية والديمقراطية ولا مكان لها في عقلياتهم.. الوحدة التي يحاولون التطاول عليها.. هي التي منحتهم حرية التظاهر والاعتصام.. وهي التي هيأت أجواء التسامح.
هم يعرفون سنوات حكمهم المظلمة التي سلبوا فيها كل شيء من المواطن ابتداءً بحريته وانتهاءً بآدميته..
سلبوا منه ممتلكاته وحولوه الى كائن كسيح لا يملك القدرة على التفكير.. والاختيار.
أقولها وأنا أدرك ما أقول: لا خوف على الوحدة من هذه الجماعات الموتورة.. الوحدة باقية وراسخة.. ولن يستطيع النيل منها هؤلاء أو غيرهم وكل من تكالب معهم.
ستبقى الوحدة وسينتهي الامر بهؤلاء الى مزبلة التاريخ، وسيلحقون بالمصير نفسه الذي لاقاه من سبقوهم في مسعاهم الشاذ هذا.. كان عليهم أن يتعظوا من المراحل السابقة.. لكن هكذا حين يسيطر الحقد على الانسان يدفعه الى نهاية مخزية..