الميثاق نت - علماء اليمن الحفاظ على الوحدة واجب شرعي

الخميس, 30-أبريل-2009
الميثاق نت -
أكد علماء اليمن أن الحفاظ على وحدة الوطن ورعايتها واجب شرعي يقع على عاتق كل أبناء اليمن, كون هذه الوحدة نعمة من الله تعالى، أزالت الحدود والحواجز وأنهت الفتن وحقنت الدماء وردت الشعب إلى سابق أخوته وأصل تاريخه, فضلا عن كون حب الوطن من الإيمان .
وشدد علماء اليمن أن أية دعوة إلى عصبية أو مناطقية أوقبلية أو طائفية أو عنصرية كلها أمور تحرمها الشريعة الإسلامية .
جاء ذلك في بيان أصدرته جمعية علماء اليمن اليوم, في ضوء وقوفها أمام ما حدث في بعض المحافظات من أحداث شغب وما رافقها من خطابات و شعارات منافية لما أجمعت عليه الأمة.
مؤكداً انه بفضل الوحدة تحقق الأمن والاستقرار وتعمقت وترسخت مفاهيم وقيم الحق والحرية والمساواة والشورى (الديمقراطية) وزالت أساليب القطيعة و التنكيل والدمار والحرمان، مشيراً إلى انه في ظل الوحدة تحققت الكثير والعديد من المشاريع التنموية والاقتصادية الكبرى التي عمقت التواصل ويسرت التنقل كمشاريع المواصلات والاتصالات وخدمت المواطن كمشاريع التعليم العام والجامعي والصحة وخدمات المياه والكهرباء وفتحت مجالات الاستثمار المتنوعة المحلية والأجنبية وغير ذلك

وفي ما يلي نص البيان:
الحمد لله القائل ((إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)), والقائل (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) والصلاة والسلام على رسول الإسلام القائل (الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وبعد:
فقد وقفت جمعية علماء اليمن أمام ما حدث في بعض المحافظات من أحداث شغب وما رافقها من خطابات و شعارات وما نشر في بعض الصحف من مقالات منافية لما أجمعت عليه الأمة.

والعلماء يذكرون بالآتي:
إن نعمة الله تعالى على الوطن التي تحققت بالوحدة التي أزالت الحدود والحواجز وأنهت الفتن وحقنت الدماء وردت الشعب إلى سابق إخوته وأصل تاريخه, يتطلب من الجميع رعايتها, كيف لا, والحفاظ عليها واجب شرعي أمر الله سبحانه به في قوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا فتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا, وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)) وقوله سبحانه (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)), وحذر من الفرقة بقوله تعالى (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وبالوحدة تحقق الأمن والاستقرار وتعمقت وترسخت مفاهيم وقيم الحق والحرية والمساواة والشورى (الديمقراطية) وزالت أساليب القطيعة و التنكيل والدمار والحرمان، وفي ظل الوحدة تحققت الكثير والعديد من المشاريع التنموية والاقتصادية الكبرى التي عمقت التواصل ويسرت التنقل كمشاريع المواصلات والاتصالات وخدمت المواطن كمشاريع التعليم العام والجامعي والصحة وخدمات المياه والكهرباء وفتحت مجالات الاستثمار المتنوعة المحلية والأجنبية وغير ذلك .

وهذه النعم العديدة توجب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر و الحفاظ على الوحدة، فالحفاظ على الوطن حفاظ على الدين, فحب الوطن من الإيمان والحرص على الثوابت المجمع عليها وفي مقدمتها الوحدة واجب على الشعب قمة وقاعدة.

إن الوحدة اليمنية جزء من حياة المواطنين وسعادتهم وأمنهم وهي أحد أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر التي ناضل من أجلها المناضلون، فلا يصح التفريط بها وهي تعد للشعب بمنزلة الماء والهواء وبمكانة الروح من الجسد, وأن أية دعوة إلى عصبية أو مناطقية أوقبلية أو طائفية أو عنصرية كلها أمور تحرمها الشريعة الإسلامية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من دعا إلى عصبية )

إن الإحتكام إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ينشأ من خلاف أو تنازع واجب شرعي لقوله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )), وقوله عز من قائل (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )).
وإن طاعة ولي الأمر الذي أمن السبل وأشاع التسامح أمر واجب, وأن الحافظ على الأمن والسكينة العامة حق لكل مواطن يعض عليه بالنواجذ وأي إخلال بذلك إخلال بحق المواطنة الصالحة.

وأن أي خروج على النظام الذي نظمه الدستور و القوانين المنبثقة من الشريعة الإسلامية يعد فتنة ومفسدة لما يترتب عليه من سفك للدماء وإقلاق للأمن وإهدار للأموال وأن التداول السلمي للسلطة يكون من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع.

إن لجوء البعض إلى عدم الالتزام بآداب الصحافة والشطط في المقالات التي تنشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء التي تخلق الأزمات وتؤثر على مكانة اليمن التي حققت بوحدتها أمور ينبغي أن تجنبها حفاظا على مصلحة الأمة.

يدعو العلماء الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الإسهام في الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها الوحدة وتفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بالوطن واستقراره.
يهيب العلماء بجميع الخطباء والمرشدين والموجهين وقادة الفكر أن يعملوا على تعميق الوحدة في نفوس المواطنين وبث روح المحبة والإخاء والتسامح وحثهم على نبذ الفرقة والشقاق والعصبية.
فالعلماء يستنكرون ما حدث ويناشدون الدولة بكامل أجهزتها أن تقوم بما يجب عليها شرعا وقانونا.. سائلين الله سبحانه وتعالى أن يجنب البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يصرف عن اليمن كيد الكائدين إنه سميع مجيب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10109.htm