الميثاق نت -
استضافت "قناة الجزيرة" في فقرتها اليومية "ضيف المنتصف" الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي الدكتور احمد عبيد بن دغر، وحاورته حول ما يحدث في منطقة ردفان وفيما يلي نص الحوار:
* أهلا بك دكتور احمد.. دعني أبدأ معك لو سمحت بما يحصل في منطقة ردفان جنوب اليمن. أولا، لماذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين السلطات اليمنية وسكان المنطقة، وما خلفية ما يحصل هناك أصلا؟
- دعني أقول لك أولا بأن ما يحصل هناك هو مجموعة من مثيري الشغب وليس سكان ردفان أهل ردفان هم أهل الثورة .. ردفان هي رمز الثورة 14 أكتوبر، وهم دائما أصحاب مواقف وطنية عظمى قاتلوا من أجل اليمن وضحوا كثيرا من أجل اليمن لكن هذه المجموعة "المخربة" التي ارتكبت أعمال شغب خلال الفترة الماضية هي التي يجري الحديث عنها الآن وهي مجموعة في كل الأحوال قليلة. الحديث بأن هناك صداما بين السلطة وبين أهل ردفان فيه قدر كبير من المبالغة؟
* الشق الثاني من السؤال لو سمحت عن فشل التوصل إلى اتفاق؟
- هناك مؤسسات رسمية هناك مؤسسات دستورية وهناك هيئات تتعامل مع هذا الموضوع.. ما المقصود باتفاق ماذا يقصدون باتفاق؟. هناك مجموعة من مجرمين ومخربين، وبالضرورة أن يمنعوا من إحداث المشاكل أو الإضرار بالمواطنين ومصالح البلاد وأمنها.
* معنى ذلك أن هناك سعيا للقضاء عليهم فلماذا إذاً التفاوض معهم والحديث بشأن الوضع القائم هناك؟
- دعني أقول لك هذه الأسئلة تبدو كأن هناك مشكلة كبيرة في ردفان.. ليست هناك مشكلة في واقع الأمر كبيرة في ردفان. هناك بعض أفراد في ردفان يطلقون النار ويهربون، على بعض النقاط العسكرية هؤلاء مطلوب من الأجهزة الأمنية والدستورية أن تتعامل معهم وهي ستتعامل معهم والأمر ليس فيه أكثر من هكذا.
* يعني ليس هناك إمكانية حصول أي اتفاق مع هؤلاء وليس أمامهم إلا المثول أمام القضاء؟
- أولا لابد من احترام الدستور والقوانين لأي كان، لكن مبدأيا انتم تعرفون والعالم يعرف كله ان الاخ الرئيس أكثر من مرة قال بوضوح نحن لا نريد أن تراق قطرة دم واحدة، نحن نبحث عن الاستقرار ونحن نهيئ الاستقرار لمواطنينا في كل مكان وهذه سياسة ثابتة بالنسبة للرئيس وللمؤتمر الشعبي العام وحكومته، ولذلك مسألة أن يكون هناك استقرار، وان يكون هناك احترام للنظام والقانون؛ هذه مسائل لا خلاف عليها في اليمن حتى قوى المعارضة "المشترك" تعرف هذا جيدا أن المؤتمر يسعى جيدا من أجل الحفاظ على استقرار البلاد وأمنها والحفاظ على أمن المواطن والحديث عن صلح أو تفاوض مع مجموعة اعتدت على نقطة حراسة وهو نوع يبدو لي من سوء التقدير.
* طيب فقط لنفهم الصورة.. هناك تفاوض معهم أم لا هناك حديث معهم أم لا؟
- هناك مؤسسات تتعامل مع هذا الموضوع.
* من هذه المؤسسات .. تابعة للدولة؟
- مؤسسات رسمية، مؤسسات دستورية. ماذا تعتقدون منها ردفان هي مجموعة مشاغبين. ردفان هي مئات آلاف من الناس وهؤلاء مع الوحدة، مع الاستقرار هؤلاء يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي يذهبون إلى الأسواق يذهبون إلى المدارس يذهبون إلى أعمالهم يذهبون إلى كل مكان هذه مجموعة صغيرة مشاغبة مارست أعمالا إجرامية وليست بهذا الحجم الذي أصلا انتم تتوقعونه.
* طيب .. ضمن ما يحدث أيضا في الجنوب ظهرت حركة مؤخرا سميت بـ"الحراك الجنوبي" ويبدو أن السلطة أيضا كان قلقة من بعض الفعاليات والمهرجانات التي أقامتها هذه الحركة ما الذي يقلق السلطة في ذلك؟
- ليس هناك... نحن بلد ديمقراطي وبأمان.. للناس سلميا أن يعبروا عن إرادتهم كما يشاؤون؛ القانون والدستور يحميهم ونحن مع أي شكل من أشكال العمل السلمي.. لسنا ضده إذا مورست الديمقراطية كما ينص عليها الدستور والقانون ليس هناك مشكلة، على العكس المؤسسات تحمي مثل هذه الأعمال من محاولة أي اختراق، لكن إذا تحولت هذه الممارسات إلى محاولة للعبث بأمن البلاد ومصالحها العليا للعبث بالوحدة، بالاستقرار فلابد للمؤسسات الدستورية والشرعية ان تتصدى لهذه الأعمال أيا كانت في الحقيقة ما يسمى بـ"الحراك" هي كلمة حق يراد بها باطل الحقيقة هم يمارسون أعمالا خيانية.. هم يحاولون بقدر الإمكان الإساءة إلى وحدة البلاد إلى وحدة الشعب.
* كيف دكتور احمد .. يعني ما الذي يثبت ذلك؟
- يثبت ذلك البرلمان، الهيئات الشرعية، الشعب نفسه هناك خمسة وعشرين مليونا.
* ما الذي يثبت أن هؤلاء يمارسون أعمالا خيانية هم قاموا بفعاليات ومهرجانات سلمية؟
- الاعتداء على الجنود، والمؤسسات المدنية، والمؤسسات العسكرية، الاعتداء على المواطنين البسطاء، على السيارات على المارة، الاعتداء على أمن البلاد إطلاق النار في الليل قطع الطرق، هل يمكن أن نسميها سلمية؟، هذه الأعمال أعمال شغب.
* في البداية سيد احمد قلت إن سياسة الدولة في الوقت الحاضر الاساسية هي الاستقرار وعدم اراقة الدماء.. لماذا لا يكون هناك حوارا مع من يقوم بما يسمى "الحراك السياسي الجنوبي"، والوصول إلى صيغة ملائمة معهم.. لماذا لا يتم هذا؟
- أظنكم تتصورونا قبائل. نحن دولة لها دستور، ولها مجلس شعب، ولها حكومة، لها مؤسسات عريقة نحن دولة فيها سلطة وفيها معارضة، نحن دولة تحترم القانون والنظام، تصويركم مع هذا البلد لما يجري في المحافظات الجنوبية كما قلت في البداية او بعض مناطق المحافظات الجنوبية.. الآن حضرموت مستقرة عدن مستقرة الجزء الأكبر من لحج مستقر.. دعني أقول لك الجنوب مستقر.. هناك مجموعة مشاغبة انتم فقط الإعلام حاول أن يبرزها وكأنها قضية كبيرة.
* نحن لا نبرزها .. نحن نسلط الضوء على ما يحدث دكتور.
- سلطوا عليها كما تريدون، لكن في الحقيقة هم خارجون عن القانون.
* عفواً.
- سلطوا ما تريدون من أضواء، لكن في الأخير مجموعة صغيرة جدا، مشاغبة خارجة عن القانون.
* كل مسألة.. سيد احمد تتعلق بأننا نسأل عما هو قائم مشاغبون ضد القانون لكن هناك حوار معهم.. نسأل عما يجري على ارض الواقع لا أكثر ولا اقل .. السؤال الآن بما أنه في منطقة معينة يجري حوار مع من تعتبروهم مشاغبين .. السؤال في المقابل لماذا لايكون هناك حور أيضا مع "الحراك الجنوبي السياسي"، كمعارضة وهذا هو الأمر المنطقي؟
- المعتدون على المصالح العامة، المعتدون على المواطنين، على أمنهم، على استقرارهم، على المؤسسات لا يمكن الحوار معهم في أي بلد هذا يجري لا يمكن أن يجري في اليمن، أيضا خلوني أقول لكم هناك معارضة منتظمة في اليمن ولها الحق أن تمارس كامل حقوقها وهي تمارس كامل حقوقها وتخرج للشارع عندما تريد وتمارس العمل الديمقراطي كما تريد، هذه مجموعة خارجة على المعارضة، والسلطة، والبلد، والوحدة، وكل شيء .. هذه مجموعة مشاغبة مخربة يجب أن تفهموا هذا جيدا.
* نعم ولكن يعني السبب الرئيسي -كما يقال- أن هناك بعض الأراضي في الجنوب توزع على أعضاء من الحزب الحاكم وهذا هو الذي أشعل شرارة ما يحدث في الجنوب.. بالتالي هناك واقع لدى هذه الشريحة في الجنوب يدفعها ربما إلى المطالبة بما تعتبره حقها؟
- الحمدلله .. قلتِ بعض .. كلمة البعض ممكن تعني أفرادا ممكن تعني عدد أصابع اليد، دعيني أقول لك الأرض في كل البلدان فيها مشكلة دائما، وفي اليمن مشكلة الأرض قديمة مش في عهد الوحدة هي ما قبل الوحدة وبالذات منذ بداية التأميمات خلقت مشكلات كبيرة ومعقدة جدا في المحافظات الجنوبية والشرقية ولأن الأرض هناك ارض الدولة فجرى التعامل معها بصور مختلفة.. لكن الحديث عن ان كلها الأخطاء قد ارتكبت اليوم من قبل حكومة اليوم هو أيضا نوع من الكذب .. نوع من المغالطة، مشكلات الأرض قديمة وهي تبدأ من أيام الاشتراكي بالذات وحتى ما قبل الاشتراكي.. لكن إجراء التأميم عقدت موضوع الأرض وجعلت موضوع صراع بين الناس بين الناس أنفسهم.
* ولكن هناك أجواء باتت تظهر إلى العلن وأصوات بدت ترتفع - طبعا في الجنوب - تندد بالتمييز الحاصل مابين الشمال والجنوب وبالتالي هي تدعو إلى العودة إلى ما قبل الوحدة حماية لأوضاعهم وحقوقهم ماذا تقولون في ذلك؟
- عندما لا يجد هؤلاء الناس ما يقولون، يقولون لدينا تمييز. أين هو التمييز في الدستور، في القوانين أين هو؟ هم حتى السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية الآن هي سلطات خالصة من أبناء المحافظات والمديريات نفسها، الحديث عن تمييز هو نوع من الكذب ومحاولة المغالطة ومحاولة استعطاف الرأي العام المحلي والخارجي، حقيقة التمييز هي في عقولهم، في تفكيرهم، في تفكيرهم الانفصالي، في تفكيرهم الذي تجاوز كل الحدود المعقولة أما الوحدة فهي راسخة أما الوحدة فهي قضية الشعب قضية خمسة وعشرين مليونا، واذا اضطر هؤلاء الخمسة والعشرين المليون الدفاع عن الوحدة سوف يدافعون عنها، يجب أن يفهم هؤلاء القلة المغرر بهم "المجانين" يجب أن يفهموا أن الوحدة ستبقي وستصمد ولا يستطيعون مطلقا مهما كانت النتيجة أن تؤثر عليها.
* شكرا لك احمد عبيد بين دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن.
المصدر: سبأنت