الإثنين, 04-مايو-2009
الميثاق نت -  سالم باجميل -
يبدو لنا ألاَّ جدوى اليوم من الادعاء الفارغ الذي يتردد من هنا وهناك أن احدنا كان على صواب فيما كان الآخر على خطأ.. بعد أن ظهر في واقعنا الحاضر كل هذا الكم الهائل من الأذى والضرر تجاه شعبنا وأرضنا.
لهذا من الخير لنا جميعاً أن نفتش بجدية عن طريق آمن نمضي فيه حتى نصل إلى محطة الإخاء الوطني المنشود على أساس من الفهم السليم للشراكة الوطنية القائمة بيننا على قاعدتي الانتماء والولاء لليمن وشعبها العظيم .
هذا ولا شيء سواه إذا كنا نفهم قضية التنوع في إطار الوحدة التي كلها خير وبركة وعزة وكرامة للإنسان اليمني الجديد.. ولكن ما يجري من فوضى وعبث في بعض بقاع الوطن العزيز تأسى له النفوس وتدمي القلوب.
في البدء ضربنا مثلاً لأمتنا العربية والإسلامية في القبول بفك اشتباكاتنا، والحوار على تحقيق حلم الأحرار والثوار من آبائنا وأجدادنا وكنا بذلك أخياراً في امتنا بلا منازع وأحاطنا شعبنا اليمني العظيم بالحب والتأييد عندما تمكنا من إعلان تحقيق إعادة وحدتنا الوطنية‮ ‬في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬مايو‮ ‬عام‮ ‬1990م‮.‬
ولا غرو أننا كنا بهذا الحدث الكبير وقيام الجمهورية اليمنية كباراً جداً في عيون أهلنا وأشقائنا وأصدقائنا.. ثم دارت الأيام حتى ظهر بين أوساطنا أحفاد »أبى رغال« يمارسون السفه الصريح باسم الديمقراطية تارة والنضال السلمي المزعوم تارة أخرى.
أن الإنسان كائن تاريخي.. وأن التاريخ هو تاريخ الإنسان الحر الواعي.. الذي يسعى إلى الإحاطة بغاياته وأهدافه الوطنية والإنسانية انطلاقاً من علم بوقائع عصره والوضع الذي هو فيه مستنداً إلى مداميك وحدة اتجاهاته في الزمان والمكان.
من ياترى يقوى على مخاطبة أولئك الضالين والمضللين بما يجب أن يقوموا به من أعمال صالحة.. وهل يمكن أن يفهوا فهماً سليماً أن فكرة التاريخ ليست تطوراً بلا وعي .. وأن حركته لا تعود في مسارها إلى الوراء قط.
الدولة الوطنية الحديثة في اليمن وجدت لتبقى.. ولو كره الفوضويون والعبثيون من ذوي النزعات الطائفية المذهبية والانفصالية.. ولا مجال لمواجهتها بالمشاريع الصغيرة كالترويج لعودة عهود الاستبداد والاستعمار البغيضة التي ثار على مظالمها شعبنا اليمني وأزال معالمها المادية‮ ‬والمعنوية‮ ‬في‮ ‬السادس‮ ‬والعشرين‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬و14‮ ‬أكتوبر‮ ‬1963م‮ ‬وصارت‮ ‬اليوم‮ ‬مجرد‮ ‬ذكرى‮ ‬مؤلمة‮ ‬لدى‮ ‬الأحرار‮ ‬والثوار‮ ‬وجماهير‮ ‬الشعب‮.‬
إن اليمن تطور وتقدم كثيراً في مختلف مجالات الحياة العامة ولو عاد إليها أحد افراد العهود البائدة لما صدق أنه كان يحكم ويعيش في صنعاء أو عدن.. ولا بأس أن يجد من بين ظهرانينا أقلية من الناس تحاول تجريب تحقيق المستحيل.
وحدة الشعب اليمني المتمثلة في وحدة هويته التاريخية والجغرافية حقيقة كانت ومازالت وستظل ماثلة عبر الأجيال الماضية والحاضرة والقادمة وسيخسر الذين يناصبونها العداء كما خسر بالأمس القريب قادتهم وأسيادهم وغادروا وهم يتأملون أن يروا اليمن في اضغاث أحلامهم.
اليمن ينادي من له عقل وضمير الاّ يتمادى في العقوق تجاهه وسيجد لديه الحضن الآمن .. وسيناله من الجميع مالا يخطر له على بال من الاحترام والتقدير واعلموا انه يصعب التعايش مع من يعتقد أن كلامه لانقاش فيه.
حوار‮ ‬
‮> ‬الا‮ ‬يكفي‮ ‬بالله‮ ‬عليكم‮ ‬أن‮ ‬نكون‮ ‬يمنيين‮ ‬من‮ ‬الجبل‮ ‬إلى‮ ‬السهل‮ ‬ومن‮ ‬الصحراء‮ ‬إلى‮ ‬البحر‮.‬
‮> ‬ولما‮ ‬لا‮ ‬ياصاح‮ .‬
‮> ‬سامحهم‮ ‬الله‮ ‬افسدوا‮ ‬المودة‮ ‬في‮ ‬القلوب‮.. ‬وسعوا‮ ‬بين‮ ‬أوساط‮ ‬الأهل‮ ‬بالشائعات‮ ‬السوداء،‮ ‬واسقطوا‮ ‬عليهم‮ ‬صفات‮ ‬الأجانب‮.‬
‮> ‬يمنيون‮ ‬مننا‮ ‬وفينا‮ ‬يقولون‮ ‬ما‮ ‬نقول‮ ‬كيف؟‮ ‬ولماذا؟‮.‬
‮> ‬جعلوا‮ ‬بيننا‮ ‬وبينهم‮ ‬حاجزاً‮ ‬نفسياً‮.. ‬ودأبوا‮ ‬على‮ ‬ممارسات‮ ‬الأعمال‮ ‬الخارجة‮ ‬عن‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون‮.‬
‮> ‬لعلهم‮ ‬هم‮ ‬من‮ ‬يحاولون‮ ‬قطع‮ ‬الطرق،‮ ‬ويطلقون‮ ‬العبارات‮ ‬النارية‮ ‬على‮ ‬جنود‮ ‬الجيش‮ ‬والأمن‮ ‬الذين‮ ‬يتجشمون‮ ‬الأخطار‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬حماية‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬تعسفاتهم‮ .‬
‮> ‬نعم‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬نجد‮ ‬أنهم‮ ‬يحاولون‮ ‬إشاعة‮ ‬ثقافة‮ ‬التمييز‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮.. ‬ويدعون‮ ‬وجود‮ ‬فوارق‮ ‬حضارية‮ ‬بين‮ ‬صنعاء‮ ‬وعدن‮ ‬ويطالبون‮ ‬بالعودة‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮ ‬والوحدة‮.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10150.htm