اقبال علي عبدالله -
لم تكذب الغالبية من أبناء شعبنا بأن أحزاب المعارضة اليمنية لم تتهيأ بعد لاستلام السلطة وقيادة الأمة.. لذلك وجدنا ان الناخبين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية منذ أول انتخابات ديمقراطية جرت في السابع والعشرين من إبريل 1993م في ظل دولة الوحدة المباركة- كانوا يدركون هذه الحقيقة وكانت أصواتهم تعزف عن هذه الأحزاب رغم ما وفرته دولة الوحدة والقيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية- حفظه الله- من دعم وإمكانات كبيرة لكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية وخاصة الأحزاب الرئيسة في المعارضة اليوم »حزب الإصلاح، الحزب الاشتراكي« الذي حكم المحافظات الجنوبية قبل الوحدة بنهج الاشتراكية العلمية »الشيوعية«، ويعرف الجميع كيف كان هذا الحكم وشموليته، وكيف كانت المحافظات الجنوبية في أوضاع مأساوية قبل الوحدة عام 1990م وتحديداً قبل الانتصار للوحدة صيف 1994م.
من نافل القول: إن حيازة المؤتمر الشعبي العام غالبية أصوات الناخبين وتحمله قيادة الوطن ليس لأن فخامة الرئىس علي عبدالله صالح هو مؤسس ورئىس المؤتمر الشعبي، بل لأن المؤتمر منذ تأسيسه في الرابع والعشرين من أغسطس 1982م قد صاغ برنامجه وحدد ورسم أجندته واحتياجاته وهمومه وطموحه من الشعب وجعل الوطن ووحدته هدفاً استراتيجياً ليس بالشعارات كما يزايد »الحزب الاشتراكي« أنه رفع شعار »لنناضل من أجل الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية«.. فكان ذلك شعاراً أو ديكوراً أمام المواطنين ولم يقدم خطوة تنفيذية تبرهن على جدية الحزب في تنفيذ مضامين هذا الشعار، فيما عمل »المؤتمر الشعبي العام« منذ لحظة التأسيس على وضع البرامج التنفيذية لإعادة وحدة الأرض من خلال إدراكه العميق بأن لاتنمية ولاتقدم في اليمن »شماله وجنوبه« إلاَّ بتحقيق وحدته أولاً. وفعلاً صدقت رؤية المؤتمر وكانت الوحدة صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990م من مدينة عدن الباسلة.. ونتذكر -وهذه شهادة للتاريخ- كيف فوجئت قيادة »الحزب الاشتراكي« بوجود الرئيس علي عبدالله صالح وعدد من القيادات والمشائخ والعسكريين والمدنيين في عدن جاءوا من العاصمة صنعاء ليعلنوا تنازلهم عن كل شيء من أجل إعلان الوحدة.. كما نتذكر أن عدداً من قيادات »الاشتراكي« عارضت فكرة إعلان الوحدة بهذه الصورة ولكنها قبلت لأنها أدركت أن قرار إعلان الوحدة كان قراراً شعبياً وليس حزبياً.. وهاهي الأيام تبرهن صحة قولنا هذا عندما قال المدعو حيدر العطاس في مقابلة مع »الجزيرة« مساء السبت!! إبريل المنصرم »كنت معارضاً للوحدة الاندماجية« والمدعو العطاس الذي سعى خلال السنوات الأربع الأولى للوحدة »الفترة الانتقالية« إلى هندسة »الانفصال« ولكنه أخطأ الحساب.. فاعتقد ومعه قيادات أخرى في »الاشتراكي« ان »الوحدة بضاعة يمكن شراؤها أو إعادتها« غير أنهم وعلى الواقع الميداني أدركوا أن الوحدة يحميها الشعب.. فكان الشعب هو من حمل السلاح مع القوات المسلحة والأمنية الوطنية في الدفاع عن الوحدة ضد مخطط »الانفصال« الفاشل صيف 1994م، من هنا انكشف زيف وكذب »الاشتراكي« في تحقيق الوحدة.
معذرةً للقارئ الكريم.. ما كنت أود التذكير بهذه الحقيقة التي يعرفها كل أبناء الوطن وكانت حاضرة وهم أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية.. ولكنني وجدت نفسي مجبراً على ذكرها وأنا اتناول موضوع »لماذا الشعب خلف المؤتمر الشعبي العام«..
من واقع الحقيقة ان المؤتمر الشعبي العام الذي يزداد ويتسع يوماً بعد يوم تأييد المواطنين له من صعدة إلى المهرة، قد لامس بكل صدق معاناة المواطنين وتصدى بكل شفافية وروح ديمقراطية مسؤولة للعديد من المظاهر والسلبيات الطبيعية بفعل تنامي المجتمع أو المفتعلة والتي تحاول العناصر الحاقدة على ما حققته الوحدة والمؤتمر الشعبي العام من انجازات سابقة الزمن تحاول عرقلة مسيرة التنمية وزعزعة الأمن والسكينة بين أفراد المجتمع.. ويدرك كل مواطن طبيعة وحجم الجهود التي تبذلها قيادة وكوادر المؤتمر الشعبي في سبيل ترجمة برنامجه وأجندته إلى افعال المستفيد الأول منها الشعب..
لهذا نجد الناس دائماً مع المؤتمر ورئيسه القائد صانع وحدة الوطن.