الإثنين, 04-مايو-2009
الميثاق نت -  حاوره: امين الوائلي -
لانشعر‮ ‬بالخوف‮ ‬على‮ ‬الوحدة‮.. ‬ونملك‮ ‬مبادرات‮ ‬وطنية‮ ‬كفيلة‮ ‬بتجاوز‮ ‬كافة‮ ‬الصعوبات‮.. ‬واليمن‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يعود‮ ‬الى‮ ‬الوراء‮..‬
بثقة.. مع الاقرار بالحاجة الملحة إلى قراءة المشهد الوطني بواقعية شديدة.. يتحدث الدكتور أحمد عبيد بن دغر -الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام- في حوار استباقي على مسافة يوم واحد من موعد انعقاد المؤتمر العام السابع-الدورة الثانية.
‮ ‬تبدأ‮ ‬غداً‮ ‬أعمال‮ ‬الدورة‮ ‬الثانية‮ ‬للمؤتمر‮ ‬العام‮ ‬السابع‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮.. ‬هل‮ ‬تشعرون‮ ‬بالرضا‮ ‬عند‮ ‬هذا‮ ‬المستوى‮ ‬من‮ ‬الأداء‮ ‬التنظيمي؟‮!‬
- أولاً أؤكد أن انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع سيمثل محطة مهمة في مسيرة المؤتمر، هذا التنظيم الذي نشأ في اغسطس ٢٨٩١م مبادرة شخصية من الزعيم المناضل الرئيس علي عبدالله صالح، وكان في الواقع صيغة تحالفية وطنية واسعة لكل التيارات السياسية، وبقيامه بهذه الصيغة تمكن من تكوين تحالف سياسي واسع من قوى الشعب التي قادت الإنجازات في عهد فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح منذ ذلك الحين نحن جميعاً نفتخر بالانتماء الى المؤتمر الشعبي العام، وأعتقد أن ثلاثة ملايين مواطن يفتخرون بالانتماء الى المؤتمر الشعبي العام تقريباً وهم يأملون أن يحقق المزيد من النجاحات الكبيرة في المستقبل، وكما قلت: إن هذا التنظيم العظيم مطالب بأن يستمر في نهجه الوحدوي الديمقراطي ومطالب بأن يحقق المزيد من الانجازات الوطنية للأمة اليمنية، وحقيقة إن التحول والعمل على أرض الواقع عملية ليست سهلة‮ ‬كما‮ ‬يعتقد‮ ‬البعض،‮ ‬والقيادة‮ ‬بحد‮ ‬ذاتها‮ ‬فيها‮ ‬صعوبات‮ ‬كبيرة،‮ ‬والحزب‮ ‬القائد‮ ‬الذي‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يحقق‮ ‬الإنجازات‮ ‬الكبيرة‮ ‬عليه‮ ‬أن‮ ‬يرتقي‮ ‬الى‮ ‬هذا‮ ‬المستوى‮ ‬من‮ ‬الفعل‮ ‬والعمل‮.‬
ظروف‮ ‬وأجواء
‮< ‬إذاً‮ ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬لانعقاد‮ ‬الدورة‮ ‬الثانية‮ ‬من‮ ‬المؤتمر‮ ‬العام‮ ‬السابع‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬هذه‮ ‬الظروف‮ ‬والتداعيات‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬الوطنية؟
- فيما يتعلق بظروف انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع هي فعلاً ظروف خاصة، وليست متشابهة مع الظروف التي عقدت في ظلها الدورات السابقة، وقد مرت أربع سنوات على انعقاد الدورة الأولى والتي عقدت في عدن العاصمة الاقتصادية للبلاد، وخلال الاربع سنوات حدثت بعض المتغيرات من خلال الحوار الذي جرى بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك ، وفي هذه الفترة تم الاتفاق على وثيقة المبادئ ثم وثيقة الضوابط وهاتان الوثيقتان مهمتان لأنهما حددتا بعض صيغ العمل الديمقراطي في البلاد، وتم الاتفاق فيهما على ما يشبه »ميثاق الشرف« للعمل الديمقراطي، وتم الاتفاق فيهما على معالجة أوضاع اللجنة العليا للانتخابات، وفي هذه الفترة أيضاً جرت الانتخابات الرئاسية والمحلية، وكما نعرف جميعاً أن هذه الانتخابات خاضها المؤتمر الشعبي العام بجدارة، وحصل خلالها فخامة الاخ الرئيس على ثقة الشعب بحصوله على نسبة تفوق (٧٧٪).. أيضاً هذه الدورة تنعقد في ظل ظروف تتسم بالتعقيد في الاقتصاد على سبيل المثال، فنحن نعيش أزمة اقتصادية عالمية تأثيراتها على الاقتصاد المحلي كبيرة للأسف الشديد، والسبب واضح وبسيط وهو أن معظم مواردنا تأتي من النفط وهذا المورد الاقتصادي المهم تعرض للتراجع وبالتالي مورد الخزانة العامة بدوره تراجع وهذا بالطبع سيكون له التأثير السلبي على الأداء الحكومي وبالذات على مستوى الانجاز التنموي، ونحن للأسف الشديد نمر ببعض التداعيات في بعض المناطق في المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض مديريات صعدة، ونقول بعض المديريات لأن المحافظات الجنوبية والشرقية مستقرة، ونأمل أن تستمر مستقرة، لكن لا نستطيع أن ننكر وجود بعض المشكلات في مديريتي الضالع وردفان، وهناك مشكلات أقل في بعض المديريات، وبشكل عام فإن الأغلبية من أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية هم من المؤتمر الشعبي العام، وحصل المؤتمر الشعبي العام على أغلبية الاصوات في المجالس المحلية باستثناء محافظة الضالع، هذا معناه أن المؤتمر الشعبي مازال هو الخيار الشعبي، وبالتالي انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع يأتي في ظل ظروف مواتية، لكن ما هو الجانب السلبي في هذا الموضوع هو كما قلنا التداعيات التي ظهرت في بعض مناطق من المحافظات الجنوبية والشرقية وأجزاء من محافظة صعدة، فالحقيقة هي أن عناصر متمردة في محافظة صعدة تواصل إثارة الشغب وقطع الطرق والاعتداء على المؤسسات الرسمية والحكومية وقادتها ربما يروجون لأفكار ما قبل ٦٢ سبتمبر.. ربما يحلمون بعودة الإمامة الى اليمن، وأنا أقول يحلمون لأنهم هم فعلاً حالمون لأن هذه المسألة قد حُسمت في تاريخنا المعاصر.. وثورة ٦٢سبتمبر وقيام الجمهورية في اليمن كانت منعطفاً مهماً أكدته وأيدته الاغلبية الساحقة في المجتمع ومازالت تؤيده.. الجمهورية هي طريقنا الذي سلكناه من أجل الوصول الى إعادة تحقيق الوحدة، والوحدة كانت موجودة في أفكار الناس ومشاعرهم، كانت في قلوب الوطنيين والاحرار والمتطلعين الى يمن موحد منذ وقت مبكر، وفي وثائق وأدبيات الوطنيين والاحرار نجد اشارات واضحة الى ان هذه الوحدة لايمكن ان تتحقق ابداً في ظل النظام الإمامي وقالها الشهيد الزبيري رحمه الله وقالها النعمان وغيرهما من القادة والمفكرين الكبار بأن الإمامة خطر على وحدة اليمن.. وللزبيري بالذات كتيب حول هذا الموضوع برؤية ثاقبة وعميقة، نحن نشعر فقط بالوحدة مع قيام الجمهورية في 26سبتمبر الذي سمح بقيام الثورة في 14أكتوبر، والثورة اليمنية بجناحيها السبتمبري والاكتوبري هي التي صنعت حاضرنا الذي نعيشه الآن والذي يقوده المؤتمر الشعبي العام بكل فخر واعتزاز.. فالأوضاع في صعدة وغيرها لن تعيدنا الى الوراء اطلاقاً، هي فعلاً تسبب بعض المشكلات وتسبب حالات من القلق عند بعض المواطنين، وتعطل التنمية في هذه المديريات، وكان ممكناً ان تتحول الى حالة مزمنة او تتحول الى اداة بيد القوى الاخرى لولا حكمة فخامة الاخ الرئيس وقراره الحكيم بإيقاف الحرب في 17يوليو من العام الماضي، وهذا القرار كان حكيماً لأنه اعاد الاستقرار والطمأنينة بين الناس ويؤكد مصداقية توجهات القيادة السياسية في عدم اراقة المزيد من الدماء، وثانياً لأنه يريد لأعمال التنمية ان تنطلق وتتواصل في هذه المناطق لأن جزءاً من المشكلة يتمثل فعلاً في الجانب التنموي والاجتماعي، وثالثاً لكي يفوت الفرصة على القوى المعادية لليمن ولوحدة اليمن، فرصة التدخل وفرصة اثارة المشكلات الاقتصادية والسياسية، لكن نأمل ان يتفهم المتمردون وقادتهم بأن اليمن لا يتأثر مطلقاً بأعمال التمرد والشغب وقطع الطرقات، فاليمن أكبر من ان يجروه الى أجواء‮ ‬وظروف‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬26سبتمبر‮.‬
أما فيما يتعلق بما يحدث في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية فهذا ظرف آخر نعيشه للاسف الشديد وهو يختلف عما يحدث في بعض مديريات صعدة، فأولاً هناك على الارض مسافة تختلف، والقوى مختلفة بين التي ترفع شعار التمرد هنا أو هناك، وايضاً الوسائل مختلفة بينهم حتى الآن لذلك بإمكاننا ان ننظر للمشهد في المحافظات الجنوبية والشرقية بصورة مختلفة عنه في محافظة صعدة، لكن في الأخير فإن كل ذلك يصب في خانة الاضرار بمصالح الوطن العليا، وهنا يتفق دعاة التمرد في صعدة ودعاة »الحراك« في المحافظات الجنوبية والشرقية.. يتفقون في العمل على الاضرار بمقدرات الوطن والاضرار بالوحدة وبمسيرة الديمقراطية، إنهم يتفقون حول هذه القضايا الكبيرة، ونحن ننظر إليهم بصراحة في جانب من هذا المشهد بأنهم اصحاب مصلحة واحدة في اسقاط الوحدة واسقاط النظام الجمهوري، وهم مجتمعين او منفردين لن يستطيعوا ان ينالوا‮ ‬من‮ ‬الوحدة‮ ‬او‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري‮ ‬او‮ ‬التأثير‮ ‬على‮ ‬نهجنا‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الذي‮ ‬كما‮ ‬اسفلت‮ ‬يتشرف‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بحق‮ ‬الريادة‮ ‬والقيادة‮ ‬له‮.‬

أجندة‮..‬
‮< ‬في‮ ‬هذا‮ ‬السياق‮ ‬وهذه‮ ‬الأجواء‮ ‬التي‮ ‬عرضت‮ ‬لها‮ ‬ما‮ ‬المطلوب‮ ‬من‮ ‬أعمال‮ ‬الدورة‮ ‬الثانية‮ ‬للمؤتمر‮ ‬العام‮ ‬السابع‮ ‬للخروج‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬قرارات؟
- سوف تقدم اللجنة الدائمة الى المؤتمر تقريراً شافياً ضافياً حول نشاطاته وأعماله خلال السنوات الاربع الماضية.. وبهذا يجب علينا ان نتذكر بالتقدير العالي اخانا عبدالقادر باجمال نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، وكذا من الواجب ايضاً الاشادة والتقدير بجهود وأدوار نائب رئيس المؤتمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الاخ عبدربه منصور هادي لجهودهما خلال الفترة الماضية واستلهامهما لتوجهات رئيس وقائد المؤتمر الشعبي العام، وأؤكد هنا ان جهودهما قد حققت العمل والنشاط المطلوب في المرحلة السابقة، وهو ماسيعكسه التقرير الذي ستقدمه اللجنة الدائمة، وهو التقرير الذي سيحوي كل الأعمال والنشاطات للمؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية منذ انعقاد آخر دورة لمؤتمره العام، سواء أكان على المستوى التنظيمي أي على مستوى هياكل المؤتمر وتكويناته المختلفة في المركز او في الفروع، او على مستوى علاقة هذا التنظيم الكبير بالجماهير، وبنفس القدر المؤتمر العام سوف يستعرض علاقته بقطاعي الشباب والمرأة.. ونعرف ان الشباب والمرأة شريحتان مهمتان في المجتمع، فالشباب هم عماد المستقبل والعمل والتنمية، وهم من نراهن عليهم في قيادة التنمية والتحول باستمرار، وبنفس القدر من الاهتمام سيقف المؤتمر امام جهوده في مايتعلق بالمرأة والتي هي نصف المجتمع ولايستطيع أي مجتمع ان يتقدم ونصفه عاطل او نصفه في البيوت او نصفه جاهل ومكسور، وتعرفون جهودنا فيما يتعلق بمشاركة المرأة وتمكينها سياسياً واجتماعياً ومساعدتها على ان تصل الى أعلى المستويات والهيئات، ونحن حريصون على ان ترتقي المرأة الى مستوى التحديات التي تمر بها البلاد، وهذه التحديات لايمكن ان نواجهها منفردين كذكور، ولكي نستطيع ان نتجاوز الصعوبات التي تعترضنا لابد ان نعمل رجالاً ونساءً، من أجل استمرار التنمية والتطور.
قرارات‮..‬
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬الأوضاع‮ ‬السياسية‮ ‬وهي‮ ‬قضية‮ ‬الساعة‮ ‬وكل‮ ‬الانظار‮ ‬متجهة‮ ‬نحو‮ ‬دورة‮ ‬المؤتمر‮ ‬العام‮ ‬وماذا‮ ‬ستخرج‮ ‬به؟
- هناك مستجدات على مستوى الساحة الوطنية، وسبق ان أشرت اليها، فضلاً عن مستجدات وتطورات على المستوى العربي والاقليمي والدولي، وفيما يتعلق بمستوى الساحة الداخلية، فقد اشرت الى ان هناك تداعيات سلبية كما وصفها فخامة الاخ رئيس الجمهورية في لقائه الأخير بالقيادات العليا في الدولة والشخصيات الاجتماعية في نهاية الشهر الماضي (25أبريل)، هذه التداعيات سواء أكانت في صعدة او بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، بالتأكيد المؤتمر الشعبي العام لايمكن ان يغفلها او يتغاضى عنها، ولابد ان يقف وبالتحليل العميق أمام كل هذه الأوضاع وبتحليل العلاقات الاجتماعية والسياسية في هذه المناطق وبتحليل علاقات السلطة في هذه المناطق، وهو معني بالدرجة الاولى بالبحث عن الحلول لما يجري من تداعيات في مناطق صعدة وبعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، ولأن الحالتين مختلفتان في جانب، ومتفقتان في جانب آخر كما اوضحنا، لكن المؤتمر الشعبي العام معني بمعالجة الأوضاع هنا وهناك، ومن حق الناس ان تتساءل ماهي الاجراءات اللازمة والتي يتوقعونها، وأقول ان المؤتمر الشعبي سيقف امام تجربته وسيضع سياسات جديدة للتعامل مع هذه المناطق.. حتماً في هذا المنعطف الكبير وخاصة في المؤتمرات العامة توضع السياسات اللازمة ونحن عازمون على ان نضع السياسات الجديدة استناداً الى توجيهات القائد، استناداً الى الميثاق الوطني واستناداً الى برنامجنا السياسي والبرنامج الانتخابي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية والبرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام في الدورة الانتخابية البرلمانية السابقة.. هذه المنطلقات ستحدد سياساتنا والتي وضعنا خلال الايام القليلة الماضية تفاصيلها النهائية، ومبدئياً المؤتمر سيبحث المشكلات المعيشة في الواقع، وسنعالج القضايا التي تتعلق بالحقوق، ان بقيت هناك قضايا لأن ما يتعلق-مثلاً- بالعسكريين فإنني أستطيع ان أجزم هنا بأنه لم يعد هناك أحد منهم له حقوق لم يتحصل عليها او ان له فرصة مستحقة للترقية ولم يحصل عليها، فلم يعد هناك لدى العسكريين في المحافظات الجنوبية اية حقوق يمكن أن تستخدم لأغراض سياسية، لكن موضوع الحقوق في المحافظات الجنوبية اضافة الى بعض مشكلات الاراضي او العمل المدني هذه استغلت كجسر للعبور والترويج للقضايا السياسية الأكبر، الآن وللاسف الشديد أن بعض من هذه العناصر ذاتها التي حُـلت مشكلاتها الحقوقية وحصلت على ما كانت تطالب به خلال السنوات الماضية، الآن هي نفسها تطرح قضية الانفصال، معتقدين ان بإمكانهم ان يتعسفوا التاريخ اليمني والذاكرة اليمنية، ليس في امكانهم ان يفرضوا على الشعب اليمني العودة الى ما قبل 26سبتمبر و14أكتوبر، ولايمكننا مطلقاً ان نعود الى عهود الإمامة والسلطنات والمشيخات، ولايمكننا ان نسمح بتمزيق اليمن الموحد من جديد، نعم وبالتأكيد إن أي تداعيات سلبية في المحافظات الجنوبية والشرقية سوف تلقى صداها في المحافظات الشمالية والعكس صحيح ايضاً، نقول ان اليمن واحدة وقضاياها وهمومها واحدة، وخمسة وعشرون مليون يمني سوف يدافعون عن وحدتهم وانجازاتهم، ونحن نقول فقط للمتمردين في المحافظات الجنوبية والشرقية والمجرمين منهم الذين يعرضون مصالح الوطن وحياة المواطنين للخطر، نقول لهؤلاء انكم لن تستطيعوا ابداً ان تتقدموا بمشروعكم لأنه يتنافى مع المصالح العليا للبلاد ويتنافى مع ارادة الغالبية الساحقة في البلاد، ولهذا ندعوكم الى كلمة حق، إذا كان لكم قضية فلديكم احزاب وتنظيمات ولديكم هيئات ومؤسسات ومجالس محلية وغيرها من المنابر.. عبروا من خلالها عما تريدون وسوف نسمعكم وننصت اليكم وسنعمل على مساعدتكم ولكن فقط في نطاق الدستور والقانون تحت سقف الوحدة والنهج الديمقراطي.
‮< ‬بصراحة‮ ‬يادكتور‮.. ‬هل‮ ‬تشعرون‮ ‬بالخوف‮ ‬على‮ ‬الوحدة؟
ابداً وعلى الاطلاق والحمد لله لانشعر بالخوف على الوحدة، وقد قلتها كثيراً في أكثر من منبر وأؤكد لكم وانتم في صحيفة »الميثاق« لسان المؤتمر الشعبي العام والناطقة باسمه والمعبرة عن توجهاته وسياساته الحالية والمستقبلية والمستلهمة لتوجهات قيادته.. أقول انه لا خوف على الوحدة، اطمئنوا وليطمئن كل الناس، عندما تصل الأمور الى مستوى معين سنجد ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم من سيدافعون عن الوحدة وإخراس هذه الفئات الضالة المتمردة والمخربة، سوف يقومون بتحجيمها.. صحيح ان بعض الناس مازالوا حتى الآن لديهم لبس فيما يتعلق بالحقوق وفيما يتعلق بالقضايا الوطنية، عندما يزداد وعي الناس بأن هذه الفئة انما تقوم بخلط الأوراق في محاولة للإضرار بمصالح الوطن ووحدته بالتعامل مع الخارج الذي لديه مصالح مختلفة ولايرضى بالوحدة اليمنية.. هذه الفئة من الناس سوف تصحو وسوف تأخذ المواقف الوطنية كما كانت دائماً تنحاز الى المواقف الوطنية الكبيرة، لاتصدقوا ان الناس في المحافظات الجنوبية والشرقية هم ضد الوحدة ولايجوز لأي شخص يؤمن بهذا الشعب العظيم لايجوز ان يصدق ان هناك من يريد المساس بالوحدة والعمل على الانفصال سوى فئة صغيرة من المتمردين والمخربين‮ ‬والمجرمين‮ ‬وسوف‮ ‬يندمون‮ ‬على‮ ‬مواقفهم‮ ‬تلك‮.‬
قيادة‮ ‬حكيمة
‮< ‬كيف‮ ‬سمح‮ ‬لهؤلاء‮ ‬طوال‮ ‬الفترة‮ ‬الماضية‮ ‬ان‮ ‬يستمروا‮ ‬في‮ ‬العبث‮ ‬بثوابت‮ ‬ومقدسات‮ ‬الوطن؟‮ ‬هل‮ ‬لأن‮ ‬لدينا‮ ‬مساحة‮ ‬واسعة‮ ‬من‮ ‬الديمقراطية‮ ‬استغلوها‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬لدينا‮ ‬قصور‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الجانب؟
- نحن بلد يتعلم الديمقراطية التي هي ناشئة، ولأنها ناشئة فنحن نتلمس طريقها في الواقع، دعني أقول لك ان لدينا قيادة متسامحة ولديها صدر رحب و عقل نافذ وحكمة في العمل والحياة ونحن نتعامل مع واقعنا الخاص الذي يختلف عن واقع الدول الاخرى حتى النامية منها.. فهناك فرق بين مجتمعنا ومجتمعات عربية اخرى فنحن ننظر لواقعنا بقدر كبير من التعقل.. واقول -والحمد لله- ان اليمن بواقعها المعروف فقد تهيأ لها قيادة سياسية تمتلك الحكمة للتعامل مع هذا الموضوع لأنه اذا ماكانت هناك قيادة غير علي عبدالله صالح كان يمكن ان تتهور في اتخاذ قرارات واجراءات تزيد الأمور تعقيداً، أما الجانب الآخر في الموضوع فأنا أرى انه يجب ومن الضروري تطبيق الدستور والقانون وعدم السماح لأيٍّ كان- افراداً او هيئات او مؤسسات -بالمساس بالوحدة فهناك مؤسسات وهناك صحف ومنابر مختلفة، والدستور هو عقدنا الاجتماعي الذي لايجوز لأي أحد ان يتجاوزه.. ولقد تجاوز هؤلاء وللاسف الشديد هذا العقد وعليهم ان يعودوا الى رشدهم ونطالبهم ان يتقوا الله في أنفسهم وفي الوطن وان يرحموا أهلهم ويرحموا هذا الوطن الطيب وان لايقتربوا من الوحدة ومن أمن الوطن واستقراره.
‮< ‬هل‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬تُتخذ‮ ‬اجراءات‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الجانب؟
- نعم بالتأكيد لا بد ان تُتخذ اجراءات.. وأرى انها يجب ان تكون بصورة تدريجية.. ولابد لمجلس النواب ان يقول كلمته والحكومة ايضاً والمجالس المحلية والمؤتمر الشعبي العام والاحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية لابد ان تقول كلمتها، ولابد ان نقول لهم جميعاً ان الوحدة خط احمر ولايجوز لأي أحد ان يتجاوزه والأمن والاستقرار في المجتمع قضية مهمة ومصلحة عليا ولايجوز لأيٍّ كان ان يعبث بها، وأعيد التأكيد أننا قد اتفقنا على عقدٍ اجتماعي واضح ومحدد في 1990م وهذا العقد يجب ان يحترم من الجميع، والاقلية التي سترفض يجب عليها ان تمارس‮ ‬حقها‮ ‬سلمياً‮ ‬او‮ ‬عليها‮ ‬ان‮ ‬تواجه‮ ‬عقوبة‮ ‬مخالفة‮ ‬الدستور‮ ‬والقوانين‮ ‬النافذة‮.‬
أحزاب‮.. ‬وتيارات
‮< ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬مواقف‮ ‬شركائكم‮ ‬من‮ ‬الاحزاب‮-‬وخاصة‮ ‬احزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ -‬حول‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬قائم‮ ‬من‮ ‬تداعيات‮ ‬الآن؟
- الاخوان في احزاب اللقاء المشترك ليسوا على قلب رجل واحد، وليسوا على فكرة واحدة او قاعدة واحدة، منطلقاتهم وأفكارهم مختلفة لذلك توجهاتهم مختلفة، لكنني على أمل بأن الوطنيين والوحدويين منهم سوف ينتصرون في هذه الاحزاب للوحدة وللشعب اليمني، وفي الأخير سوف يكون لديهم موقف واضح ومحدد، لأنني لا أتصور ان تضحي هذه الاحزاب بتاريخها السياسي والوطني وبمبادئها، والحزب الوطني الحقيقي هو من يغلّب المصالح العليا على كل المصالح بما فيها المصالح الحزبية.. وبعض التيارات في هذه الاحزاب سوف تنجرف اكثر واكثر نحو مصالحها الخاصة والذاتية التي تعلو على مصالح الوطن.. هذه التيارات الصغيرة سيكون أمامها خيارات صعبة.. إما ان تعود للصف الوطني الوحدوي الديمقراطي او انها ستختار الانغماس في أعمال منافية ومخالفة للدستور والقانون، وسيكون الدستور والقانون هو الحكم.. نحن في اليمن لدينا قضاء مستقل‮ ‬ونزيه‮ ‬ونبني‮ ‬الآن‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬قضاء‮ ‬أكثر‮ ‬استقلالية‮ ‬ونزاهة‮ ‬وسيكون‮ ‬في‮ ‬الأخير‮ ‬هو‮ ‬صاحب‮ ‬الكلمة‮ ‬الفصل‮ ‬فيما‮ ‬بين‮ ‬الجميع‮ ‬وخاصة‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بتجاوز‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون‮.‬
الاشتراكي‮..‬
‮< ‬دعنا‮ ‬نتساءل‮ ‬عن‮ ‬موقف‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬تحديداً‮.‬
والشواهدتؤكد‮ ‬أن‮ ‬لقيادات‮ ‬الحزب‮ ‬مواقف‮ ‬متضاربةج‮ ‬وتتناقض‮ ‬باستمرار‮ ‬حيال‮ ‬رموز‮ ‬ودعوات‮ ‬الحراك‮ ‬الفوضوي،‮ ‬وثمة‮ ‬ريبة‮ ‬وسؤال‮ ‬كبير‮ ‬حول‮ ‬حقيقة‮ ‬موقف‮ ‬الحزب‮ ‬مما‮ ‬يحدث؟
الحزب الاشتراكي ينقسم على نفسه بأكثر من اتجاه وهو الآن في حالة ضعف شديد، وحالة الضعف التي اقصدها ليست الضعف التنظيمي ولكن هو ضعف في الرؤية الوطنية.. وحزب يضعف في هذا الجانب وتتنازعه تيارات شتى حول هذا الجانب وهذه الرؤية فلابد ان يصيبه في مقتل..
انا أتصور ان عناصر في الحزب مثل حسن باعوم وهم متواجدون في المكتب السياسي الذي يضم آخرين متنازعون حول شمال وجنوب ومرة أخرى يتنازعون حول الاشتراكية العلمية وتطبيقاتها، فبعضهم مايزالون يحلمون بتطبيق الاشتراكية العلمية وبعضهم يتنازعون حول الموقف من النظام الوطني والديمقراطي في بلادنا فبعضهم لديهم نزعة كراهية للنظام السياسي لمجرد انه نظام وطني وديمقراطي، وبعضهم لا يهمهم في الأخير من وجودهم في الحزب الاشتراكي اليمني سوى اسقاط النظام السياسي حتى ولو تقسمت البلد وتشرذمت فهم لايهمهم شيء وليس لديهم أي حس وطني ولا يستطيع ان يردع نزعاته الداخلية وتفكيره المتطرف والشاذ، وعندما تكون هناك قضايا وطنية تستحق الأولوية فهو يخلط ما بين هذه النزعات الضيقة والرغبات الصغيرة واحياناً في صورة تنظيرية وفلسفية، وأتصور أن أزمة الحزب الاشتراكي اليمني ستستمر معه حتى تتضح الرؤية لديه، وعندما تتضح الرؤية لديه بشكل جلي سيعرف كيف يتعامل مع القضايا الوطنية الكبرى ولايسمح لبعض رموزه وقياداته بموالاة الحوثيين والتماهي معهم حد الاتفاق معهم ومع الاماميين الجدد ومع القوى الرجعية.. الحزب الاشتراكي عندما يضع حد لهؤلاء داخل مكتبه السياسي فإنه سوف يتعافى، وعندما يضع حد لدعاة الانفصال في المناطق الجنوبية ويعيد نفسه الى مربع الوحدة والديمقراطية فإنه حينها سوف يشفى ويتعافى وسوف يأخذ مكانة أكبر وأفضل في المجتمع والساحة السياسية، فالحزب الاشتراكي هو وريث الجبهة القومية ووريث حركة القوميين العرب ووريث فصائل ناضلت من أجل مقارعة الاستعمار البريطاني ومن أجل التحرر منه ومن أجل وحدة البلاد فهؤلاء ضحوا بأرواحهم من أجل الوحدة وليس من أجل اقامة سلطنة في أبين او غيرها ومن العار على أي قائد في الحزب الاشتراكي اليمني ان يضع يده اليوم في أيدي امثال طارق الفضلي.. كيف سيواجهون عبدالفتاح اسماعيل وسالم ربيع علي وقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف؟؟ ماذا سيقولون لهم.. بالأمس طردنا هؤلاء معكم واليوم أعدناهم؟ وأقول لهؤلاء انه لن تكون هناك دولة انفصالية مرة اخرى في الجنوب ولن يتزعم هؤلاء الجنوب ولكن-لاسمح الله- حينها طارق الفضلي سينفصل‮ ‬ويظهر‮ ‬طارق‮ ‬آخر‮ ‬في‮ ‬حضرموت‮ ‬وفي‮ ‬لحج‮ ‬وغيرها‮ ‬وستعود‮ ‬البلاد‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬الى‮ ‬دوامة‮ ‬الفوضى‮.‬
العطاس‮.. ‬وهم
‮< ‬تصريحات‮ ‬العطاس‮ ‬الأخيرة‮ ‬كانت‮ ‬عنترية‮ ‬إلى‮ ‬حد‮ ‬كبير‮.. ‬توعد‮ ‬فيها‮ ‬بمفاجئات‮ ‬مذهلة‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والوحدة‮ ‬انتهت‮ ‬بزعمه‮.. ‬كيف‮ ‬تفهمون‮ ‬وتقرأون‮ ‬هذا‮ ‬الرجل‮ ‬وفي‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬تحديداً؟
- نحن نقول للعطاس وأمثاله من قادة الانفصال وهم ينظَّـرون من هناك خارج الوطن يعيشون في بحبوحة من العيش ويستمتعون بأوقاتهم في المصايف والمنتجعات.. نقول لهؤلاء ان الوحدة ليست في خطر هذا وهم في أذهانكم.. نعم هناك مشكلات وهذا شيء طبيعي لأنها مشكلات التطور التي تحدث في أي مجتمع كان التي تنعكس احياناً على الوضع الاقتصادي او الاجتماعي او في شكل من أشكال الرفض الاجتماعي او السياسي وهذا ما يحدث عندنا الآن ليس أكثر أو أقل.. واليمن كما تعود على مواجهة مثل هذه المشكلات فإنه سوف يتجاوزها بأسرع مايمكن.. وأنا أقول لهم لاتحلموا بعهد السلطنات والتشطير.. لاتحلموا اطلاقاً بعودتنا الى الماضي السحيق.. صحيح ان عصابات المتآمرين في الداخل والخارج قد تلقت دعماً اقليمياً ودولياً كبيراً ودعماً اعلامياً ومادياً ومعنوياً، كيف نتصور عندما يقاتل المخربون التابعون للحوثي بأسلحة حديثة ومتطورة ويصرفون الملايين على أعمالهم، ذلك ليس من امكانياتهم الذاتية، وهو نفس الشيء الذي يحدث في بعض مناطق المحافظات الجنوبية.. كيف يمكننا ان نفهم مثلاً اذا لم يكن وراءها دولة قامت بإنشائها وتجهيزها وتمويلها، مثل هذه المحطات عادة تكلف عشرات الملايين من الدولارات، هذه الملايين أموال ملوثة جاءتكم من الخارج.. وعندكم هاجس (عام 1994م) ولم تخرجوا بعد من هذا الهاجس عليكم ان تخرجوا من هاجس العام 1994م، اخرجوا من هذه الدائرة ومشاكلها وسترون الأمور بشكل أفضل وأحسن ونحن نقولها ونكررها للعطاس ولغير العطاس الوحدة سوف يصونها شعب صنعها شعب حافظ عليها سابقاً وسوف يصونها مستقبلاً، ونقول لكن ان المؤتمر الشعبي العام وكذا الاحزاب الوطنية الحرة مازالت تملك من المبادرات الوطنية لتجاوز كل الصعوبات التي تعتقدون بأنها ستنال من الوحدة اليوم او تعتقدون بأنها يمكن ان تحقق لكم مصالح خاصة، نقول لهم في الخارج انكم لن تستطيعوا ان تمارسوا شيء سوى الادعاءات المختلفة والمغرضة، أما في الواقع فإن الأمور مختلفة تماماً، وإذا لم تكن مختلفة تماماً لماذا لم تخرج الشحر او المكلا للتظاهر لماذا لم نسمع مظاهرة واحدة في تريم او سيئون او في القطن او دوعن او في كل‮ ‬وديان‮ ‬حضرموت‮ ‬ضد‮ ‬الوحدة‮..‬
هل‮ ‬تعرفون‮ ‬لماذا‮ ‬لأن‮ ‬أهلنا‮ ‬هناك‮ ‬هم‮ ‬مؤمنين‮ ‬بالوحدة‮ ‬وهم‮ ‬لن‮ ‬يسمعوكم،‮ ‬ولو‮ ‬كانوا‮ ‬سيسمعونكم‮ ‬لقلبتم‮ ‬الدنيا‮ ‬رأساً‮ ‬على‮ ‬عقب،‮ ‬ولكنكم‮ ‬لاتملكون‮ ‬شيئتاً‮ ‬حيال‮ ‬الواقع‮ ‬اليمني‮ ‬الذي‮ ‬كبر‮ ‬وتجاوزكم‮ ‬وبقيتم‮ ‬في‮ ‬الوهم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10155.htm