الإثنين, 11-مايو-2009
الميثاق نت -   ســــالم‮ ‬باجميل‮ -
ما‮ ‬أكثر‮ ‬الذين‮ ‬يعشقون‮ ‬عطاءات‮ ‬الأخوين‮ ‬رحباني‮ ‬وصوت‮ ‬فيروز‮ ‬الملائكي‮ ‬وما‮ ‬اقل‮ ‬الذين‮ ‬يعرفون‮ ‬شاعرية‮ ‬وإبداع‮ ‬الثلاثة‮ ‬في‮ ‬الشعر‮ ‬والموسيقي‮ ‬والغناء‮.‬
ففي هذا الحيز من صحيفة »الميثاق« الغراء الذي اعتدت أن اطل من خلالها علي القراء كل يوم اثنين من كل أسبوع ككاتب سياسي وطني يدافع عن الوحدة الوطنية وينافح عن الحكام الكبار والصغار بمقاسات العصر الذي نحياه.
آثرت‮ ‬هذه‮ ‬المرة‮ ‬أن‮ ‬أتوارى‮ ‬خلف‮ ‬كلمات‮ ‬ومعاني‮ ‬قصيدة‮ ‬الشاعر‮ ‬الخالد‮ ‬منصور‮ ‬الرحباني‮ ‬لأريح‮ ‬وأستريح‮ ‬من‮ ‬عناء‮ ‬السياسة‮ ‬في‮ ‬دلالات‮ ‬خطابها‮ ‬المباشر‮ ‬الذي‮ ‬يصم‮ ‬الآذان‮ ‬ويغثي‮ ‬بالنفوس‮.‬
فلا يسعني إلا أن ادفع بقصيدة الشاعر العربي اللبناني المعنونة بـ»مطر الرصاص« التي يعدها عدد كبير من النقاد و متذوقي الأدب والفن قصيدة تعبر عن المأساة الحياتية الوجودية في بيروت وسائر مدن العرب والإسلام المفتوحة من قبل أن يغزوها أعداء الأمة.
‮»‬إِليك‮ ‬يا‮ ‬من‮ ‬تَسكنين
في‮ ‬الهاتف‮ ‬الليلي‮.. ‬في‮ ‬الرنين
هذي‮ ‬الكتابات
وهذَا‮ ‬الشوق‮ ‬والحنين
تساقَط‮ ‬الزمَان‮ ‬في‮ ‬أثوابِنا
صرنا‮ ‬الينابيع‮ ‬وعشب‮ ‬الأَرضِ
صِرنا‮ ‬العمر‮ ‬والسنين‮.‬
ما‮ ‬بيننا‮ ‬الرجال‮ ‬والحواجِز
ما‮ ‬بيننا‮ ‬يزوبع‮ ‬القناص‮..‬
يا‮ ‬مطر‮ ‬الرصاص‮.‬
آت‮ ‬أنَا‮.. ‬يا‮ ‬مطر‮ ‬الرصاص
وجهي‮ ‬مثل‮ ‬البرقِ‮ ‬يأتي
من‮ ‬وطنَي‮ ‬الممنوعِ،‮ ‬
من‮ ‬مطارح‮ ‬محجوزة
حيث‮ ‬السماء‮ ‬والتماع‮ ‬النار
كأنها‮ ‬سيوفنا‮ ‬القديِمة
مرتَفعا‮ ‬فَوق‮ ‬المتاريس
أَجيء‮ ‬كل‮ ‬يوم
قَبل‮ ‬النَوم
أملأ‮ ‬أيامك‮ ‬بالصراخ
أَسكب‮ ‬في‮ ‬عينيك‮ ‬أحزاني
بالحب‮ ‬آتي‮ ‬
بهموم‮ ‬الغَار
بكَذب‮ ‬الأشعار
هديتي؟‮!‬
ماذَا‮ ‬هداياي‮ ‬سوى‮ ‬الغبار
رأيته‮ ‬وجهك‮.. ‬
تَحت‮ ‬راية‮ ‬منهارة‮.‬
يا‮ ‬أنت‮ ‬يا‮ ‬وطني‮ ‬المنهار
كيف‮ ‬يجيء‮ ‬صوتك‮ ‬الفضي
‮ ‬يا‮ ‬صديقَتي‮ ‬في‮ ‬الليل؟‮! ‬
أيةَ‮ ‬درب‮ ‬تَسلك‮ ‬الحمامة‮ ‬الصوتية؟‮!‬
يا‮ ‬سهرة‮ ‬طويلَة
دارت‮ ‬على‮ ‬الخط‮ ‬الذي‮ ‬
بين‮ ‬الخوف‮ ‬والمقاتلين
ما‮ ‬بينهم‮ ‬
تنزهت‮ ‬ضحكاتنا
لَم‮ ‬يسمعوا‮ ‬الهمس
لَم‮ ‬يسمعوا‮ ‬البؤس
ولا‮ ‬الحنين‮ ‬
الآن‮ ‬طاب‮ ‬الصمت‮ ‬فَلترتفع‮ ‬القنابِل
مدينتي‮ ‬ماتت‭,‬‮ ‬ولم‮ ‬تزل‮ ‬تقاتل
يا‮ ‬امرأة‮ ‬كلية‮ ‬العذوبة
من‮ ‬تطلبين‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬هنَا
يعود؟
لاَ‮ ‬ندري‮ ‬متى‮ ‬يعود
قَد‮ ‬رحلت‮ ‬أشياؤه‮ ‬الثمينة
ضحكته‮ ‬الحزينة
فانتظري
مسيح‮ ‬عينيك‮ ‬الذي
‮ ‬يأتي‮ ‬إلى‮ ‬قيامة‮ ‬المدينة‮.«‬
أي‮ ‬نص‮ ‬شعري‮ ‬بديع‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬نص‮ ‬قصيدة‮ ‬الشاعر‮ ‬منصور‮ ‬رحباني‮ ‬المليء‮ ‬بالرموز‮ ‬الموحية‮ ‬والصور‮ ‬الملهمة‮ ‬بالنهوض‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬رماد‮ ‬المأساة‮.. ‬تلك‮ ‬المأساة‮ ‬التي‮ ‬تخلفها‮ ‬أي‮ ‬حرب‮ ‬من‮ ‬حروب‮ ‬البشر‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الكون‮..‬
و‮ ‬أنا‮ ‬استعرض‮ ‬هذا‮ ‬النص‮ ‬لا‮ ‬ادعي‮ ‬استيعابه‮ ‬ناهيك‮ ‬عن‮ ‬تذوقه‮ ‬ولكنني‮ ‬لا‮ ‬أجد‮ ‬في‮ ‬ذاتي‮ ‬حرجاً‮ ‬من‮ ‬تقديمه‮ ‬إلي‮ ‬من‮ ‬يستطيع‮ ‬ذلك‮ ‬وأنا‮ ‬اكتفي‮ ‬بأنني‮ ‬دليت‮ ‬عليه‮ ‬أو‮ ‬ذكرت‮ ‬به
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10211.htm