لقاء: صالح علي -
حدد الإشكالات وجوانب القصور ورسم روشتة لآليات ومعالجات سريعة على المستويين التنظيمي والتنفيذي وتحدث بصراحة ووضوح.
محمد صالح هدران وكيل محافظة أبين والقيادي المؤتمري في المحافظة يجيب على أسئلة »الميثاق«..
باعتبارك من المؤسسين للمؤتمر الشعبي العام في أبين.. حدثنا عما تتذكره عن أيام التأسيس؟
- على ما أتذكر أننا بدأنا العمل في الاستقطاب لعضوية المؤتمر من الربع الاخير من عام ٠٩٩١م.. يومها كان الحزب الاشتراكي لايزال في الحكم بل حاكماً للمحافظات الجنوبية والشرقية ومازالت له سطوة، ولكن قناعاتنا بالانضمام للمؤتمر كانت أكبر من كل أساليب الترهيب التي كان يتبعها، وكان المنضمون للمؤتمر يومها أبطالاً حقيقيين ومن خيرة الرجال وأشجعهم.
لم يكن انضمامنا للمؤتمر بهدف الظفر بمصالح شخصية.. كان دافعنا هو قناعاتنا.. كنا نلف المناطق منطقة منطقة وقرية قرية، حاملين استمارات العضوية والجلوس مع المواطنين بهدف إقناعهم من خلال شرح أدبيات وبرنامج المؤتمر الشعبي العام، وكان لمحافظة أبين دور بارز في إرساء قاعدة عريضة للمؤتمر، وكانت السبَّاقة في عقد مؤتمراتها التأسيسية وانتخاب هيئات قيادية.. استطاعت بعد ذلك شق طريقها في عملية الاستقطاب وتوسيع قاعدة المؤتمر..
ما يحز في النفس أن هناك الكثير من خيرة الرجال المؤسسين اليوم مهمشين وتناستهم قيادة المؤتمر.. مازالوا متمسكين بانتمائهم رغم كل الظلم الذي وقع عليهم.. هؤلاء يمكن الاعتماد عليهم في المواقف الصعبة، لأنهم انتموا للمؤتمر في ظروف صعبة.. وعن قناعة.. وليس لأي شيء آخر.
نحن بحاجة لهؤلاء اليوم في هذه الظروف.. ولعل الجمود الذي يعاني منه المؤتمر اليوم في بعض المحافظات هو سبب غياب هؤلاء.. تركوا فراغاً كبيراً لا أحد يستطيع سده غيرهم.. أتمنى أن يعاد الاعتبار لمؤسسي المؤتمر سواءً أكانوا في أبين أو باقي المحافظات الجنوبية والشرقية.
وسيكون عمل مثل ذلك هو البداية لبث الروح في تكوينات المؤتمر التي تمر بحالة ركود وضعف.
تقييم
كيف تقيّم أداء المؤتمر الشعبي العام عامة كتنظيم وفي أبين خصوصاً؟
- قد يكون أداء المؤتمر عامة في كل المحافظات ليس بالمستوى الذي نطمح اليه.. وفي أبين وضع المؤتمر لا يسر أحداً.. هناك غياب تام أدى الى انقطاع الصلة بين قيادات المؤتمر وقاعدته.. لم يعد هناك أي تواصل.. وتركت قاعدة المؤتمر تحت طائلة العمل الدعائي المعادي.
كما أن العمل الاعلامي لإعلام المؤتمر أصبح ضعيفاً جداً مقارنة بإعلام القوى الاخرى في الساحة.
فلم يكن هناك عمل تنظيمي ولا حتى عمل إعلامي.. وأرى أن عملية إعادة الهيكلة التي جاءت بهدف تنشيط الكادر المؤتمري للأسف في أبين همشت القيادات المؤسسة للمؤتمر..
كانت المصالح الآنية والذاتية قد تغلبت على المصلحة العليا للمؤتمر أثناء إعادة عملية الهيكلة في محافظة أبين.. أي أنه قد تم تسخير النتائج لمصالح ذاتية.. واستغرب ممن يتوقع اليوم أن يكون للفرع أي دور في ما تشهده المحافظة من أعمال شغب.. إذا كان فرع المؤتمر غير حريص كتنظيم على عقد اجتماعات تنظيمية أو جمع أعضاء فكيف بإمكانه أن يقود أي عمل سياسي في الشارع لمواجهة أي عمل سياسي آخر معادٍ؟
فلم يظهر الفرع حرصاً على أعضائه من الوقوع تحت تأثير العمل الدعائي المعادي.. بل تركهم عرضة للشائعات وللخطاب الاعلامي للآخرين.
ما مدى الخطر الذي يشكله أصحاب الدعوات المشبوهة لما يسمى الحراك على الوطن ووحدته؟
- لا نستطيع أن ننكر أن هناك خطراً.. إلاّ أنه ليس بالشكل المقلق لكنه مع مرور الوقت قد يصبح كذلك، خصوصاً مع غياب الحلول والمعالجات الصائبة لكيفية مواجهة تلك الاعمال، وكذلك في حال بقاء المؤتمر ونشاطه على الوضع القائم اليوم..
مرت مدة ليست بالقصيرة على اندلاع هذه الأعمال المشبوهة قد تتجاوز العامين أو أكثر، لكن الى الآن لم نستطع تكوين رؤية محددة وموحدة لمجابهة ذلك النشاط.. رؤية مبنية على دراسة دقيقة لحقيقة الوضع ومشاكله.
فلا نستطيع حتى أن نلوم بعضنا في القيادات الوسطية والدنيا على التقصير.. هل توجهنا بآلية معينة طلبنا من قواعدنا العمل من خلالها لمجابهة تلك الاعمال الفوضوية؟!
لا.. مازلنا في طور الحديث والشد والجذب والاجتهادات.. لكن لم نحدد طبيعة عمل ميداني موحد مبني على رؤية محددة وواضحة.
مسئولية
من المعني برأيك في المقام الأول بالوقوف في وجه نشاط أصحاب الدعوات الشطرية..؟
- جميعنا معنيون ويقع علينا واجب الوقوف في وجه تلك الأنشطة الهدامة.. كونها تستهدف الوطن والشعب عامة، وكون العمل موجه ضد الجميع، والجميع متضرر.. لكن أرى أن من دافعوا عن الوحدة في أصعب الظروف وقاتلوا واستبسلوا هم الاجدر بمهمة الدفاع عن الوحدة.. اليوم.. لأن من دافعوا عن الوحدة سيظلون أكثر الناس وفاءً لها وأكثر الناس جدارة بهذه المهمة..
من شكلوا خطراً على الوحدة في ٤٩٩١م هم أنفسهم اليوم الذين يشعلون الحرائق مستهدفين الوحدة.. ومن دافعوا عنها في ٤٩٩١م هم القادرون على الدفاع عنها اليوم.
آليات
برأيك.. ما الآليات التي يمكن العمل من خلالها لوضع حد لكل تلك الانشطة المعادية التي تستهدف الإضرار بمصالح الوطن والمساس بثوابته ووحدته؟
- يجب أن ننتقل الى مرحلة العمل الميداني بدلاً من الخطابات ورد الفعل.. يجب أن نبحث عن آليات عمل ترتقي بمستوى المخاطر التي تهدد ثوابت الوطن.. العمل يجب أن يأخذ اتجاهين متلازمين .. سياسي.. وإصلاح الاوضاع وإيجاد معالجات للمشكلات القائمة.. المشكلات التي تمس الجانب الحياتي للمواطن.
بما أن العمل المعادي، هو نشاط تخريبي فمن الضروري مجابهته بعمل سياسي.. وهذا بالتأكيد سيكون من مهمة المؤتمر كتنظيم.. إذا ما تمكنا من إصلاح أوضاعنا أولاً.
كما أنه لابد من حل المشكلات التي يتخذ منها دعاة الفتنة ذرائع لاستقطاب قاعدة لهم.. يستغلون حالة التذمر لدى بعض المواطنين التي تنتج عن سوء أدائنا في العمل التنفيذي.. وكذلك القصور في أداء الجهات المرتبطة بالجانب الخدمي.. الذي يرتبط بالحياة اليومية للمواطن.
وقبل اللجوء لأجهزة الأمن لمواجهة أصحاب الدعوات المأزومة كانت هناك خيارات كثيرة أمامنا.. لأن أي تدخلات للمؤسسات الامنية تستغلها تلك الأبواق المعادية للوطن في التشهير بتجربتنا الديمقراطية الرائدة.
علينا الاهتمام بالوجاهات الاجتماعية والاعيان والشخصيات المؤثرة، فإذا ما أحسنا التعامل معها وقمنا بواجبنا تجاهها لاشك سيكون لها دور في مقارعة تلك الأنشطة الهدامة.
إعادة الاعتبار لكثير من الشخصيات الوطنية التي دافعت عن الوحدة في ٤٩٩١م.. واصبحت اليوم مهملة.. إعادة الكوادر المؤتمرية المؤسسة الى التكوينات المختلفة للمؤتمر الشعبي العام، وتحديد آلية عمل واضحة، يتم تنزيلها على أطر المؤتمر .. كل ذلك سيشكل جبهة موحدة تكون قادرة على مواجهة كل التحديات القائمة.
وحدويون
هناك من يراهن على الزج بمحافظة أبين في أتون الفوضى وعلى ما يبدو هناك إصرار على ذلك.. لماذا المراهنة على أبين على وجه الخصوص؟
- هم يعرفون الدور الذي لعبته أبين في مختلف مراحل النضال الوطني، ويعرفون أن أبين كانت دائماً المرجع وفي مختلف الصراعات السياسية.
كما أن أبين وبمواقف أبنائها الابطال في الدفاع عن الوحدة كانت محل حقد من قِبل البعض.. هذا التاريخ المشرق لأبين هناك من يريد أن يشوهه.
هناك من يحاول طمس المواقف العظيمة لها والتي ظل أبناؤها محافظين لها جيلاً بعد جيل.
كما أن موقف رجال أبين في معركة الدفاع عن الوحدة صيف ٤٩٩١م منحها شرفاً عظيماً بإطلاق فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صانع وحدة الوطن.. اسم أبين مفتاح النصر.. كان وساماً على صدور كل أبناء أبين وأصبحت أبين العنوان الوحدوي الأبرز لكل ذلك فالإصرار على الزج بأبين في أتون الأعمال الفوضوية يأتي للقول بأن المحافظة الوحدوية التي يعرفها القاصي والداني أصبح فيها من يساند الفوضويين المخربين لكن أبين ردت على كل تلك المحاولات العدوانية بالرد المناسب.. فأبناء أبين قالوا كلمتهم وأفشلوا كل المحاولات اليائسة بإفشالهم ما كان يعد له في السابع والعشرين من ابريل الماضي في زنجبار.
ولعل الفشل الذريع لأولئك في ذلك اليوم لخير دليل على أن أبين ستظل عصية، على كل من يحاول الزج بها في تلك الاعمال الصبيانية والمعادية للوطن ووحدته.
ستظل أبين وحدوية مدافعة عن الوحدة وفي مقدمة الصفوف في الذود عن الوطن.-
وكيل محافظة أبين لـ«الميثاق»:ستظل أبين وأهلها في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الوحدة