محمد الجرادي - رغم خضوع الغالبية منهن للأمية الأبجدية.. إلاّ أن تفهم الديمقراطية صار ممكناً، وإن كانت الديمقراطية تقتصر فقط في وصولهن إلى صناديق الاقتراع، ومحاذاة الرجل في ممارسة لاتماثلها في الواقع أية ممارسة تُذكر بهذا القدر من واقعية التساوي أو التوازي. > > > البطاقة الانتخابية التي يحرصن للمحافظة عليها.. هي صك تجاوز قهر الذكورة وإملاءاتها، وهوية إثبات حضورهن في أهم مشهدٍ في الحياة العامة. > > > > بين التجربة الانتخابية السابقة والحالية.. نجد المرأة الريفية قد توافرت على قدر مشجع من التجاوز "للقمقم" الذي يحدد مدى رغبتها في المشاركة من عدمها، إذ صارت هي المحرض الرئيسي لنفسها على المشاركة، كناخبة للرجل، ولذلك يحدث ان تكون المراكز الخاصة بالنساء في كثير من مناطق الريف اليوم.. هي أكثر ازدحاماً من مراكز الرجال.. بل هي أكثر هدوءاً وانسيابية. > > > في مراحل انتخابية سابقة لم يكن معولاً على النساء حسم تنافس الرجال في الريف وإن أظهروا حرصهم على الدفع بها إلى صندوق الاقتراع.. واليوم يبدو الأمر مختلفاً تماماً.. فالمرأة الريفية في كثير من المناطق تمثل طرفاً قوياً لحسم نتائج التنافس الانتخابي.. ولكن لصالح الرجل. > > > العديد منهن- وخاصة المتقدمات في السن- يحاولن الاجتهاد في الشأن السياسي، وقد تجد الحكمة في التعامل مع الواقع السياسي من أفواه البعض، ولربما تعدى الأمر في تقمص الاجتهاد إلى ممارسة دور الموجه والناصح للشابات والشباب على السواء، أبناء كانوا أو أقارب أو جيران. > > > أمّيات.. لكنهن ديمقراطيات في كسر حاجز الخوف والعبور إلى دوائر الرجل ومناطق المشاركة التي اقتصرت عليه.. ديمقراطيات في البوح عن رأي أو قناعة أو وجهة نظر.. بما يدلل على انخفاض منسوب فرض وجهة نظر الرجل إلى حد ما على تفكيرها وقناعاتها. > > > > غداً عندما يزول ضباب الأمية من سماء المرأة الريفية.. سوف يشع وجودها الديمقراطي بوضوح أكبر.. هي اليوم ترتب بهذا الحجم من التفاعل لمشاركة فاعلة في الغد.. مشاركة تصبح فيها مرشحة لا ناخبة فقط.. هذا هو المأمول والمنتظر.. بإيجاز: نساء لسن جديرات بالأمية.. هن جديرات بالديمقراطية وكفى. |