السبت, 23-مايو-2009
الميثاق نت -   محمد انعم -
"اخرسوا‮ ‬ويكفيكم‮ ‬الثراء‮ ‬غير‮ ‬المشروع‮ ‬الذي‮ ‬تعيشون‮ ‬فيه،‮ ‬واتركوا‮ ‬الشعب‮ ‬ينعم‮ ‬بوحدته‮ ‬وخيرها‮ ‬الذي‮ ‬عمَّ‮ ‬كل‮ ‬أرجاء‮ ‬الوطن‮"..‬
بتحذير شديد كهذا، دشَّن دولة رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور زياراته الميدانية التي قام بها لمحافظات شبوة وحضرموت والمهرة لمشاركة أبناء شعبنا احتفالاتهم بالعيد الوطني التاسع عشر لقيام الجمهورية اليمنية، بعد أن شاهد ذلك الالتفاف الجماهيري العظيم حول الوحدة،‮ ‬والاستقبال‮ ‬الحار‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الثلاث‮ ‬والذي‮ ‬كان‮ ‬رداً‮ ‬صادقاً‮ ‬وقوياً‮ ‬على‮ ‬تخرُّصات‮ ‬العطاس‮ ‬وعلي‮ ‬ناصر‮ ‬وغيرهما‮ ‬من‮ ‬أعداء‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬والوحدة‮.‬
لقد استطاع الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء ومعه الدكتور أحمد عبيد بن دغر الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام- أن يوجها صفعة شديدة جداً لأولئك الذين جنَّدوا أنفسهم كمرتزقة ضد الوحدة.. حيث قررا أن يبدءا برنامج زياراتهما الميدانية لتلك المحافظات في يوم‮ ‬سبت‮ ‬بحضور‮ ‬المهرجان‮ ‬الجماهيري‮ ‬رغم‮ ‬إدراكهما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬اليوم‮ ‬يعد‮ ‬من‮ ‬الأيام‮ ‬التي‮ ‬يذهب‮ ‬الناس‮ ‬فيه‮ ‬لقضاء‮ ‬حوائجهم‮ ‬بشكل‮ ‬لا‮ ‬يقبل‮ ‬معه‮ ‬أي‮ ‬تأجيل‮.‬
بمعنى أوضح أعتقد أن اختيار بداية الاسبوع لتلك الزيارة الميدانية لم يكن اختياراً مبنياً على الصدفة على الاطلاق.. ولهذا كان للمشاركة الكبيرة في تلك المهرجانات الاحتفالية التي أقيمت في عتق والمكلا وسيئون والغيضة غايات ومقاصد مهمة لعل أبرزها أنها أكدت لكل مَنْ في قلوبهم مرض رفض أبناء المحافظات الشرقية والجنوبية رفضاً قاطعاً لدعوات الانفصاليين، كما أن تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة عبرت بشكل واضح وشجاع عن رفضهم لأية وصاية عليهم من قِبل تلك العناصر التي ذاق الشعب منها الويلات وسفكت دماء خيرة أبنائه عبثاً خدمةً لتحقيق‮ ‬مصالح‮ ‬أجنبية‮ ‬في‮ ‬البلاد‮.‬
لافتات‮ ‬وحدوية
في مدينة عتق وأمام حشد جماهيري كبير جاءوا من مختلف مديريات المحافظة، خاطب الدكتور علي محمد مجور الحضور قائلاً: »إن الوحدة اليمنية مثلت أعظم عملية إصلاح سياسي، وأكبر مشروع وطني للتصالح والتسامح في تاريخ اليمن، بعد كثير من المآسي والويلات والمعاناة التي عاشها‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬التشطير‮ ‬البغيض‮ ‬ولاسيما‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تُعرف‮ ‬بمناطق‮ ‬التماس‮«.‬
لقد حرص على تأكيد هذه الحقيقة وهو يشاهد أبناء شبوة الذين ظلوا وقوداً للصراعات العبثية، وهم يقفون اليوم صفاً واحداً من أجل الدفاع عن الوحدة وحمايتها لأنها صانت دماء الناس وبفضلها انتهت المذابح والتصفيات الدامية التي عانى منها شعبنا الويلات.
كما أن اللافتات التي رفعها المواطنون في المهرجان كانت ايضاً شجاعة وواضحة المعاني ومنها»رجال ومشائخ وأعيان عبدالله بن دحة يرحبون بدولة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء، ويعلنون أنه بالرغم من إغلاق مدارسهم وتعثُّر طرقاتهم ومشاريعهم العامة، فإنهم يعلنون‮ ‬وقوفوهم‮ ‬اللامحدود‮ ‬مع‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وليس‮ ‬مع‮ ‬أحد‮..«.‬
فيما‮ ‬أبناء‮ ‬منطقة‮ ‬رفض،‮ ‬حملوا‮ ‬لافتة‮ ‬كتب‮ ‬عليها‮: »‬رفض‮ ‬ترفض‮ ‬التشطير‮«.‬
‮ ‬بينما‮ ‬نجد‮ ‬لافتة‮ ‬أخرى‮ ‬جاء‮ ‬فيها‮: »‬أبناء‮ ‬مديرية‮ ‬مرخة‮ ‬العليا‮ ‬يطالبون‮ ‬استكمال‮ ‬طريق‮ ‬مرخة‮ - ‬واسط،‮ ‬وربط‮ ‬المديرية‮ ‬بالكهرباء‮«.. ‬الخ‮.‬
رد‮ ‬على‮ ‬دعاة‮ ‬التفرقة
والطائرة تغادر مدينة عتق متجهة الى المكلا كان الجو حاراً جداً وفيما صور حرائق عصابات الإجرام تحاول التهام المكلا، عادت أمامي في ذات الوقت صورة الاستاذ عارف الزوكا وهو يتصبب عرقاً وسط الجماهير ويقف مبتسماً ولا يأبه لحرارة الشمس أبداً..
كان وصولنا المكلا في ثاني يوم على ذلك النباح الذي أطلقه المندس حيدر العطاس على الوحدة.. لكن أبناء حضرموت تناسوا كارثة السيول وخرجوا يجددون العهد على حماية الوحدة والتصدي لدعاة الانفصال.. في المكلا وسيئون صاغ أبناء شعبنا ردهم على أعداء الوحدة بشجاعة، كما كانت‮ ‬حفاوة‮ ‬الاستقبال‮ ‬الشعبي‮ ‬والجماهيري‮ ‬الكبير‮ ‬لرئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬والدكتور‮ ‬أحمد‮ ‬عبيد‮ ‬بن‮ ‬دغر‮ ‬والاستاذ‮ ‬محمد‮ ‬العيدروس‮ ‬والوزراء‮ ‬وغيرهم‮ ‬من‮ ‬المسؤولين‮ ‬أبلغ‮ ‬وأقوى‮ ‬رد‮ ‬شعبي‮ ‬على‮ ‬دعاة‮ ‬الفتنة‮.‬
تقييم‮ ‬أداء‮ ‬الوزراء
للحقيقة نقول: إن زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء للمحافظات الثلاث كان الهدف الأساس منها هو مشاركة أبناء تلك المحافظات أفراحهم بالعيد الوطني التاسع عشر اضافة إلى تفقُّد أحوال المواطنين فيها ومعرفة همومهم عن كثب، زد على ذلك تقييم مستوى أداء الوزراء في إنجاز وتنفيذ‮ ‬برنامج‮ ‬وخطط‮ ‬الحكومة‮ ‬في‮ ‬الميدان‮..‬
مكافحة‮ ‬الفساد‮ ‬أولاً
لذا نجد أن كلمات رئيس الوزراء تركزت حول أهمية الاحتفال بعيد الوحدة كمنجز أعاد الاعتبار للإنسان اليمني وسخر امكانات البلاد لخدمة الشعب وتلبية متطلباته الضرورية، واستمرار العمل على تطوير نظامنا السياسي والمضي قُدُماً في طريق الحكم المحلي واسع الصلاحيات.
إذاً‮ ‬فإن‮ ‬الهمّ‮ ‬الأول‮ ‬لرئيس‮ ‬الحكومة‮ ‬هو‮ ‬الانتصار‮ ‬في‮ ‬المعركة‮ ‬التنموية،‮ ‬ومكافحة‮ ‬الفساد،‮ ‬وحل‮ ‬قضايا‮ ‬المواطنين‮ ‬والتي‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬التهاون‮ ‬معها‮ ‬على‮ ‬الاطلاق‮..‬
لقد حرص الدكتور علي محمد مجور على الشفافية وتجسيد المسؤولية الوطنية في معالجة القضايا والمشاكل في تلك المحافظات، ومن أجل تحقيق فوائد ومكاسب للمواطنين وللحكومة ايضاً وكذلك عدم السماح بحدوث الأخطاء حتى لا يستغلها المرضى للإساءة لمكاسب شعبنا العظيمة وفي مقدمتها‮ ‬إعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮.‬
ومثلت اللقاءات المسؤولة مع المسؤولين التنفيذيين بالمحافظات ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية بالمديريات والشخصيات الاجتماعية وغيرهم، أنموذجاً متميزاً يجسد توجهات رئيس الوزراء لمعالجة مشكلة تعثُّر المشاريع وحل قضايا المواطنين.
مهاجمة‮ ‬للمتخاذلين
صراحةً لم تكن الزيارة تقليدية أو إسقاط واجب بل كانت أشبه بهجوم على المتخاذلين واللامبالين والفاسدين من المسؤولين.. كما كانت مرهقة جداً للوزراء المرافقين لرئيس الحكومة والذين كان عليهم أن يردوا بكل وضوح على أسئلة المواطنين ويبينوا ما أنجزوه على مستوى كل مديرية‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬الاجتماعات‮ ‬الحاشدة‮.‬
لم‮ ‬يخشَ‮ ‬مجور‮ ‬الإحراجات‮ ‬أو‮ ‬يغض‮ ‬الطرف‮ ‬عن‮ ‬الوزراء‮ ‬المرافقين‮ ‬له‮.. ‬بل‮ ‬كان‮ ‬يلزمهم‮ ‬بتوضيح‮ ‬الحقائق‮ ‬للمواطنين‮ ‬ويتحدثون‮ ‬بذلك‮ ‬صراحة‮ ‬أمام‮ ‬الجميع‮.‬
ومثلما‮ ‬وجد‮ ‬أن‮ ‬مطالب‮ ‬الناس‮ ‬هي‮ ‬تنموية‮. ‬وخدمية،‮ ‬فلقد‮ ‬طلب‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬اللقاءات‮ ‬من‮ ‬الحضور‮ ‬التحدث‮ ‬عن‮ ‬منجزات‮ ‬الوحدة،‮ ‬ثم‮ ‬قال‮ ‬مستدركاً‮: ‬إن‮ ‬مطالب‮ ‬الانسان‮ ‬ستظل‮ ‬قائمة‮ ‬الى‮ ‬الأبد‮.‬
حقيقةً‮ ‬لقد‮ ‬أشفقت‮ ‬على‮ ‬الوزراء‮ ‬بعد‮ ‬مهرجاني‮ ‬شبوة‮ ‬والمكلا‮ ‬،لأن‮ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬الوزراء‮ ‬أدرك‮ ‬ان‮ ‬المعركة‮ ‬ضد‮ ‬المخربين‮ ‬هي‮ ‬تنموية‮ ‬بالدرجة‮ ‬الأساسية‮ ‬خصوصاً‮ ‬وانه‮ ‬لم‮ ‬يسمع‮ ‬هناك‮ ‬أي‮ ‬صوت‮ ‬لما‮ ‬يسمى‮ ‬بعصابات‮ ‬الحراك‮.‬
أعجبت كثيراً بشخصية رئيس الوزراء وهو يرفض التقيد بتلك البروتوكولات الشكلية في لقاءاته مع المواطنين، فلقد أراد من ذلك أن يؤكد للمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني أن الاوضاع تحت السيطرة وأن الأمن والاستقرار مستتب وأن تنظيم القاعدة وغيره من جماعات الارهاب مجرد زوبعة‮ ‬في‮ ‬فنجان‮! ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬دولة‮ ‬رئىس‮ ‬الوزراء‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬يرفض‮ ‬السماع‮ ‬لقصائد‮ ‬شعرية‮ ‬في‮ ‬المدح‮ ‬وطالب‮ ‬بمناقشة‮ ‬قضايا‮ ‬المواطنين‮ ‬بدرجة‮ ‬أساسية‮.‬
ولهذا كانت المعركة التنموية هي الحاسمة لإخراس دعاة الانفصال.. وقرر أن يرد عليهم من شبوة وبمناسبة العيد الوطني بالإعلان عن افتتاح (٠٠٣) مشروع تنموي وخدمي جديد، ووضع حجر الأساس لـ(٧٢٢) مشروعاً مماثلاً بتكلفة اجمالية تقدر بـ ٩ مليارات و ٥١ مليون ريال.. وفي مدينة‮ ‬المكلا‮ ‬وضع‮ ‬حجر‮ ‬الاساس‮ ‬لمجموعة‮ ‬من‮ ‬المشاريع‮ ‬الخدمية‮ ‬والانمائية‮ ‬بتكلفة‮ ‬اجمالية‮ ‬تزيد‮ ‬عن‮ ٦١ ‬ملياراً،‮ ‬إضافة‮ ‬الى‮ ‬وضع‮ ‬حجر‮ ‬الأساس‮ ‬لـ‮(٧١) ‬مشروعاً‮ ‬بتكلفة‮ ‬تزيد‮ ‬عن‮ ٤ ‬مليارات‮.‬
وفي‮ ‬المهرة‮ ‬افتتح‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬ووضع‮ ‬حجر‮ ‬الأساس‮ ‬لـ‮(٥٣) ‬مشروعاً‮ ‬خدمياً‮ ‬وإنمائياً‮ ‬بتكلفة‮ ‬اجمالية‮ ‬تتجاوز‮ ٨ ‬مليارات‮.‬
أما في مديريات الوادي والساحل بحضرموت فقد قام الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء والسفير الإماراتي عبدالله مطر المزروعي، بوضع حجر الأساس بمديرية سيئون لمشروع الوحدات السكنية »ألف وحدة سكنية« للمتضررين من كارثة السيول بتمويل من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. وبتكلفة مائة مليون درهم إماراتي، أي ما يعادل سبعة مليارات ريال يمني.. إضافة الى تدشين توزيع الدفعة الأولى من التعويضات لأصحاب المنازل المهدمة جزئياً بسبب الأمطار.
وللحديث‮ ‬بقية‮..<‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10293.htm