السبت, 23-مايو-2009
الميثاق نت -   فايز البخاري -
أكد الفنانون التشكيليون العرب المشاركون في ملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة خلال الفترة ٧١-٤٢ مايو الجاري، على أنّ الوحدة اليمنية تعد الشمعة المضيئة في ليل تشرذم العرب البهيم، وأنّها المنجز الذي أحيا لدى كل القوميين العرب الأمل‮ ‬في‮ ‬إمكانية‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬العربية‮ ‬الشاملة‮ ‬وتجاوز‮ ‬كافة‮ ‬الإشكاليات‮ ‬والمعوقات‮ ‬التي‮ ‬تقف‮ ‬في‮ ‬طريق‮ ‬تحقيقها‮.‬
وأعربوا في الاستطلاع الذي أجرته »الميثاق« معهم على هامش فعاليات الدورة الثانية لملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية، عن وقوفهم الجاد والصادق مع الوحدة اليمنية وكل من يدعو الى وحدة وتلاحم أبناء الشعب اليمني الواحد.
منددين في الوقت نفسه بالأصوات النشاز التي تدعو الى تمزيق وحدة الشعب اليمني، والتي لا تخدم بهذا التوجه والمسار سوى أعداء اليمن وأعداء الأمة العربية جمعاء.. وشددوا على ضرورة أن يتم تخطي كافة الإشكاليات البينية في إطار وحدة الصف داخل البيت اليمني الكبير حتى تظل‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮ ‬متماسكة‮ ‬ويخرصوا‮ ‬كل‮ ‬المتربصين‮ ‬الذين‮ ‬يحاولون‮ ‬زعزعة‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬اليمن‮.‬
تفاصيل‮ ‬أكثر‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬الاستطلاع‮ ‬التالي‮:‬
‮{ ‬في‮ ‬البدء‮ ‬تحدثت‮ ‬الينا‮ ‬الفنانة‮ ‬أمل‮ ‬نصر‮ ‬الاستاذ‮ ‬المساعد‮ ‬في‮ ‬كلية‮ ‬الفنون‮ ‬الجميلة‮ ‬بجامعة‮ ‬الاسكندرية‮ - ‬جمهورية‮ ‬مصر‮ ‬العربية‮ ‬بالقول‮:‬
- أولاً: أنا سعيدة بزيارة اليمن والمشاركة في هذا الملتقى الذي يقام واليمن تعيش أفراح عيدها التاسع عشر ، وقد أدهشني فيها التنوع الكبير في فنونها وموروثها، وأنها لاتزال على ارتباط وثيق بالتراث الحضاري لهذا البلد العريق، وأنّ فناني اليمن لم ينجذبوا بشكل كبير نحو‮ ‬الغرب‮ ‬أو‮ ‬يتهاتفوا‮ ‬على‮ ‬مفرداته‮.‬
ثانياً: أنا أرى أنّ المشاركة تزداد قيمتها وأهميتها أنها جاءت متزامنة مع أفراح العيد التاسع عشر للوحدة اليمنية، والتي نؤكد على أننا بأمس الحاجة لمثل هذه الوحدة في ظل هذا الواقع المرير والتشرذم والانقسام الكبير الذي تعيشه الأمة العربية.
الوحدة اليمنية هي نواة الوحدة العربية، وأعداء الوحدة العربية يريدون تفتيت هذه النواة حتى لا تتحقق الوحدة العربية الكبرى، لذا ننصح مَنْ يرفعون دعوات التمزق والانفصال بالرجوع الى الحق والعدول عن هذا المسار الذي لن يخدم اليمنيين ولا العرب، وأن يتمسكوا بالوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬حقق‮ ‬بها‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬مجداً‮ ‬وعزةً‮ ‬في‮ ‬عصر‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬سوى‮ ‬التشرذم‮.‬
قنوات‮ ‬رسمية
{ وهذا ما أيدّتها الفنانة الفلسطينية أماني البابا التي أكدت على أنّ أية إشكاليات قابلة للحل في إطار البيت الواحد، وأن أية خلافات أو تباينات في وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي والحزبي وغيرهم يمكن أن يتم حلها عبر الاطر والقنوات الرسمية وبموجب الدستور والقانون اليمني، وأنّ أية أخطاء يجب أن يتحملها مرتكبوها، فهم وحدهم مَنْ تقع عليهم تبعات هذه الأخطاء، أما الوحدة اليمنية فهي مثار فخر واعتزاز ولا يمكن لعاقلٍ كان بأي حالٍ من الاحوال أن يلقي عليها تبعات أخطاء الفاسدين ومَنْ يحذو حذوهم.
واستغربت البابا أن يكون في اليمنيين من يدعو الى التمزّق واسقاط الوحدة التي ناضلوا جميعاً لأجلها، وتحققت بالوسائل السلمية دون أن يتم فرضها من قبل جهة معينة، خاصةً بعد أن استفتى عليها الشعب وأقرّها بموجب إقراره لدستور الجمهورية اليمنية الذي ارتكزت عليه الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬
يمن‮ ‬واحد
‮{ ‬بدوره‮ ‬تحدّث‮ ‬إلينا‮ ‬الفنان‮ ‬التشكيلي‮ ‬المصري‮ ‬الدكتور‮ ‬مصطفى‮ ‬عيسى‮ ‬أحمد‮ ‬قائلاً‮:‬
‮- ‬نحن‮ ‬نعتز‮ ‬بمشاركتنا‮ ‬بهذا‮ ‬الملتقى‮ ‬الذي‮ ‬يأتي‮ ‬والشعب‮ ‬اليمني‮ ‬الشقيق‮ ‬بالعيد‮ ‬التاسع‮ ‬عشر‮.‬
كما أنني أجدها فرصة سانحة للتعبير عن مدى إعجابي بما حققه اليمن من قفزات نوعية في ظل الجمهورية وبعد تحقيق الوحدة، بعد أن عاش سنوات طوال من الفقر والعوز والحرمان إبان عهد الإمامة والاستعمار حين كان يفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وحقيقةً يؤلمني أن أسمع أصواتاً يمنية تنادي الى تمزيق وحدة هذا القطر العربي الشقيق الذي يعتز معظم العرب بالإنتماء اليه، كما يحرص كل العرب على أن يظل واحداً موحداً كما عُرف عبر التاريخ يمن واحد لا ثاني له.
أنا عن نفسي ضد التوجه الانفصالي داخل أي قطر عربي وبالذات اليمن السعيد، خاصةً وأنا من مواليد الخمسينيات ونشأت وترعرت في السنوات التي كان يعيش فيها المد القومي في أزهى عهوده، وبالتالي لا يمكن لي أن أوافق أو أسكت على أية أصوات تقف ضد هذا التوجه القومي التوحدي‮ ‬الذي‮ ‬أؤمن‮ ‬به‮ ‬إيماناً‮ ‬مطلقاً‮..‬
فقاقيع‮ ‬هشة
‮{ ‬الفنانة‮ ‬القطرية‮ ‬سعاد‮ ‬السالم‮ ‬تحدثت‮ ‬من‮ ‬جانبها‮ ‬بالقول‮:‬
- لا تدري كم هي فرحتي عظيمة أنْ أشارك في هذا الملتقى الذي يجسّد روح التلاحم العربي من المحيط الى الخليج خاصةً وهو يأتي متزامناً مع العيد التاسع عشر للوحدة اليمنية، ما يعني أنّ الملتقى كان موفقاً في اختيار الوقت والمكان، هذا إذا علمنا أنّ كل فرد عربي، وبالذات‮ ‬المبدعين‮ ‬العرب،‮ ‬هم‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬يفخر‮ ‬بالوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬ويبارك‮ ‬توجهها‮.‬
وعن رأيها فيما يرّوج له بعض المأزومين من أصحاب الدعوات المناطقية ودعاة التمزق والانفصال في اليمن قالت: هيبة اليمن وعظمته مقرونة بالوحدة اليمنية، وبالتالي: أي تفريط بهذه الوحدة سيفقد اليمنيين جميعاً هذه الهيبة وهذه العظمة، ويجعل وطنهم عرضةً لكل الطامعين كما حصل في العراق والصومال، ولهذا أجدني مندفعة للتأكد على ضرورة أن يحافظ اليمنيون على وحدتهم وعدم إعطاء المتآمرين والمتربصين من أصحاب الأصوات النشاز فرصةً للصيد في الماء العكر.. مؤكدة على أنّ هؤلاء سيتلاشون كما تتلاشى الفقاقيع الصابونية الهشة، مادام اليمنيون حريصين‮ ‬على‮ ‬حماية‮ ‬وحدتهم‮ ‬وبقائها‮ ‬وديمومتها،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يؤيدهم‮ ‬عليه‮ ‬كل‮ ‬العرب‮ ‬باعتبار‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬قضية‮ ‬عربية‮ ‬محضة‮.‬
إرادة‮ ‬وحدوية
‮{ ‬ومسك‮ ‬الختام‮ ‬كان‮ ‬مع‮ ‬الفنانة‮ ‬التشكيلية‮ ‬مريم‮ ‬الموسى‮ ‬من‮ ‬دولة‮ ‬قطر‮ ‬الشقيقة‮ ‬والتي‮ ‬تحدثت‮ ‬بالقول‮:‬
- لقد دهشت بمستوى الازدهار الذي تعيشه الحركة التشكيلية اليمنية، وكانت فرحتي عظيمة أن ملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية قد أعطاني الفرصة المواتية لأطل من خلاله على ما يزخر به اليمن الشقيق من موروث حضاري عريق وتنوع تراثي وفلكلوري كبير، كان سبباً في ثراء التجربة‮ ‬التشكيلية‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬تتكئ‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الموروث‮ ‬الزاخر‮.‬
وأجدها فرصة لأهنئ الشعب اليمني قاطبةً بالمناسبة السعيدة التي يعيشها هذه الأيام بمناسبة العيد التاسع عشر لوحدته المباركة.. ومن خلالكم أؤكد أنّ الوحدة قوة، والتمزق ضعف ووهن، وأنّ حياة اليمن السعيد هي أن يظل أمةً واحدة، وشعباً واحداً، وجسداً مترابطاً، ونحن نتمنى أن يعيش اليمن حياةً هانئةً مستقرة، وهذا ما نراهن عليه كعرب، خاصةً ونحن نثق أنّ لديه قيادة حكيمة قادرة على تخطي كل الصعاب كما سبق وأن تخطت كل المعوقات التي وقفت في طريقها طيلة الفترة السابقة.
ونصيحتي‮ ‬لكل‮ ‬اليمنيين‮ ‬أقول‮: ‬حافظوا‮ ‬على‮ ‬وحدتكم،‮ ‬وضعوها‮ ‬في‮ ‬حدقاتكم،‮ ‬وامضوا‮ ‬بها‮ ‬قُدُماً‮ ‬وقلوبنا‮ ‬معكم،‮ ‬وبإذن‮ ‬الله‮ ‬ستكون‮ ‬إرادتكم‮ ‬الوحدوية‮ ‬هي‮ ‬الأقوى‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬محاولات‮ ‬الطامعين‮ ‬والحاقدين‮.<‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10298.htm