حاوره: امين الوائلي -
لاخيارات أخرى لديه.. الوحدة خط أحمر.. ويقول: "لا شعبية لأحد في حضرموت إلاَّ للوحدة وللتنمية.. وللقيادة الوحدوية"
الشيخ حسين صالح أبوبكر بن حسينون- نجل وزير النفط والثروات المعدنية السابق صالح بن حسينون رحمه الله- وشيخ ضمان حضرموت يتحدث لـ»الميثاق« حول قضايا ومستجدات المشهد السياسي والوطني في اليمن.. ويؤكد: »بيننا مع بوُ حَمَد عهد لن ننقضه ولو انطبقت السماء على الأرض«.. وفي التفاصيل ما يغني عن التقديم..{ الشيخ حسين صالح أبوبكر بن حسينون.. مقدم وشيخ ضمان حضرموت، كيف تنظرون إلى التداعيات الأخيرة في بعض المناطق في من المحافظات الجنوبية والشرقية، وخصوصاً مع ظهور علي سالم البيض وتبنّيه لما يسمى بالحراك ودعوته إلى الانفصال ثانية؟
- أولاً أحب أن أقول وأؤكد أننا مع الوحدة قلباً وقالباً، ونحن مع القيادة الوطنية الوحدوية بزعامة القائد الرمز فخامة الرئىس علي عبدالله صالح وأقول لفخامته كما قلتها سابقاً:
»نحن عَصَاك إللِّي ما تعصاك«.
بالنسبة لنا في حضرموت وفي جميع المحافظات الجنوبية والشرقية لاتهمنا شنشنة المزوبعين ولاتهز لنا شعرة.. لأننا جميعاً متحدون خلف القيادة ومع التنمية والأمن والأمان والاستقرار وحل مشاكل المواطنين، والمحافظات في كل اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه، اليمن واحد والمشاكل واحدة في كل مكان، ولا داعي للمغالطة أو إعطاء القضايا والأمور أكبر من حجمها الحقيقي..
مصالح
{ ولكن.. هناك أصوات ترتفع بالدعوة إلى التمزيق والانفصال، وخصوصاً علي سالم البيض الذي يسمي الانفصال »مشروع استقلال وتحرير«.. هذه الدعوات والمشاريع العلنية ما وراءها برأيكم؟
- بالنسبة للحراك.. كل واحد يعبر عن مصالحه ورغباته بطريقة أو بأخرى، يعني همهم المصالح وكيف يحصلون عليها.. ومشكلتهم الوحيدة هي في البحث عن فوائد ومكاسب، البعض تعوَّد- وعوَّدوهم- على الدفع والعطاء باستمرار.. ولما توقف أو نقص وتأخر المعلوم عملوا لهم حراكاً وما إلى ذلك.. وكما قلت إنهم مهما قالوا أو خطبوا وتحدثوا بالنضال وغيره فإن قضيتهم الأساسية هي المصالح.. واحد مال.. وواحد قطعة أرض.. وغيرها.. وكما يقولون (قطع العادة عداوة)!
أما بالنسبة لعلي سالم البيض فلايشكل خطورة وليس له شعبية، وإذا كان يعتقد أنه يستطيع التأثير على أحد بكلامه الأخير فأنا أقول له: نحن مع اليمن ومع الوحدة ومع القيادة الوحدوية.. ولايمكن نعود أو نسمح بالعودة إلى عهود المآسي والنكبات والقتل والخوف.. يكفي ما حصل لنا.. ويكفي ما عانيناه في الفترات السابقة.. خلاص.. ذاك الزمان انتهى وولَّى إلى غير رجعة، وكفانا دماً وألماً وقهراً وصراعات مجنونة.
لن نعود
{ لمزيد من التوضيح.. هو »البيض« عاد يتكلم عن الوحدة باعتبارها »فخ«.. يعني انقلب حتى على نفسه وقد كان يوماً ما شريكاً في تحقيق الوحدة والمفاخرة بها؟
- للأسف الشديد أنه يقول هذا الكلام، وهو بذلك يلغي نفسه.. الوحدة مش فخ.. الوحدة حلم كل يمني.. وشعار المناضلين اليمنيين والثوار.. كان الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة.. كيف يلغي كل هذا التاريخ ومن بايصدقه الآن؟
وأنا أقول إن علي سالم شريك في تحقيق الوحدة مع الرئيس القائد أبو أحمد، ولكنه بهذا الكلام وهذه المشاريع الهدامة يلغي نفسه وتاريخه.. للأسف.
أما نحن فقلتها وأكررها مليون مرة وعلى مرأى ومسمع من الناس أجمعين وبالصوت المليان: نحن ضد الانفصال، ضد الحرب، ضد الفتنة، ضد سفك دماء اليمنيين.. ضد التآمر على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.
على الجميع أن يفهموا أن الحرب كارثة ومأساة لن تتكرر ولن نسمح لأحد أن يجرنا إلى المحرقة من جديد..
نحن أكثر من اكتوينا بالحروب والصراعات والمآسي ودفعنا من دمنا ورجالنا وآبائنا الكثير من الضحايا بلا معنى وبلا هدف.. ولسنا مستعدين على الاطلاق أن ندفع من جديد أو ندفع المزيد.. هذا قرار وخيار لانساوم فيه على الاطلاق.
لا أحد
{ كيف تفسرون إذاً عناد وإصرار العطاس أو البيض أو غيرهما على التحدث باسم الجنوب وأبناء الجنوب بثقة تدل على أنهم يحظون بشعبية وتأييد؟
- لا شعبية ولا تأييد لأحد.. الشعبية للوحدة وللأمن والتنمنية وحل مشاكل المواطنين بحزم ومصداقية، وهذه مسئولية الدولة والقيادة..
وكما قلت لك وأؤكد من جديد.. علي سالم لا شعبية له في الداخل، وتحديداً في حضرموت.. وأنا شيخ ضمان حضرموت وهو يعرفني ويعرف من أنا.. أؤكد أنه بلا شعبية وليس معه أحد.
إذا كانت »القوة الضاربة« التي يراهن عليها في حضرموت هم نحن »الحموم، والمشقاص« ونحن لسنا معه على الإطلاق ولن نكون.. لأننا أكثر من جرب المعاناة واكتوى بنيران الصراعات والحروب وسفك الدماء.. وكم تجرعنا من ويلات، فلا يحلم بأننا مستعدون للتضحية بالأمن والأمان والاستقرار أو التفريط بالوحدة.
فك ارتباط!
{ ماذا تفهم من حديثه عن الانفصال بصيغة »فك الارتباط«، يقول- وهذه سبقه إليها العطاس- إنهم يطالبون بفك الارتباط وليس الانفصال.. ماذا يعني لك هذا الكلام؟
- هي هذه الكلمة اللي جابت لي النوم..! صدقني جابت لي النوم وأنا أقلبها..
فك ارتباط يعني يلغوا أي حاجة اسمها معاهدات واتفاقيات، ومعروف في كل العالم وفي جميع الأنظمة والحكومات والدول المتقدمة والنامية، عندما تتغير الحكومات والقيادات تبقى الاتفاقيات والمعاهدات سارية المفعول كما هي.. لايمكن إلغاؤها، لأنه يعني أن تلغي نفسك وذاتك وهويتك.. يعني يريدون ببساطة فك هذه المواثيق والمعاهدات في الأمم المتحدة والجامعة العربية.. وخلاص نكون كملنا وما عاد في شي اسمه يمن أو وحدة؟!
هذا كلام فارغ وغير مقبول وغير معقول.. اليمن أصلاً واحد.. وكيف يمكن نفك اليمن من الارتباط باليمن أو بنفسه، شعارات ليس لها معنى.. أما إذا أراد أن يفك الارتباط كما يقول فعليه أن يرجع إلى بريطانيا.. وإلى 67م يفك معها.. نحن كنا نحارب بريطانيا المحتلة.. والآن يذهب يحارب بريطانيا.. في اليمن ماشي ارتباط.. هناك يمن واحد موحد.
على رقبتي
{ فك الارتباط- اللي جابت لك النوم- تعني أنه يقرر مصير أجزاء كبيرة من الوطن والمواطنين لأنه يعتقد بأحقيته وحده في تمثيلهم والتحدث باسمهم واستعادة حقه في الحكم والتآمر عليهم؟
- أنا قلت لك هذا كلام ما يمشي علينا.. ولا أحد له علينا وصاية، واللي يشتي يتكلم باسم الجنوب وأبناء الجنوب يروح في بيته يتكلم.. بيته وحده، أو إذا كان شيخ قبيلة يروح يتكلم على قبيلته، الأرض ملك الجميع.. ملك اليمنيين.. وكل واحد يتكلم عن نفسه وبس.
وسجلها عليّ.. ويسجلها الجميع عليّ وأنا أعرف ما أقول: ومثلما قال أبوي في يوم من الأيام: »عيال الناس مش لعبة، إن دخلوا يدخلوا على رقبتي«.
وأنا أقول اليوم لعلي سالم: »إن دخلتها.. على رقبتي«.
مفهومة..!
{ هذه الدعوات ومثلها أصوات في الداخل »الحراك« مثلاً.. هل تشكل خطورة حقيقية على الوحدة؟
- أبداً.. لاتشكل خطورة.. وليست بتلك الخطورة التي يعتقدها البعض.. ما تشكل خطورة إذا تم حل القضايا والمشاكل وأنصفوا الناس وأعطوهم حقوقهم.
وخليني أقول إن بعض العناصر ليست أهلاً للثقة والمسئولية من القيادة لتحل مشاكل الناس وقضاياهم.. وأنا أرجو أن يبتعدوا عن تعيين عناصر سيئة وفاسدة في وظائف ومسئوليات تحتاج إلى نزاهة ونظافة وكفاءة وقبول وثقة عند الناس.
وأيضاً هناك عناصر ومسئولون محسوبون على الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي تسيئ له وللقيادة ويجب التخلص منهم طلباً للمصداقية وحل مشاكل الناس بجدية وإنصاف وعدل..
هناك في المؤتمر الكثير من العناصر الوطنية والكفاءات النزيهة والمؤهلة.. مكنوها وأعطوها الثقة والصلاحيات اللازمة لتقوم بعملها على أكمل وجه.
وأريد أعود أو أحذر من »عناصر خطرة« تتحرك في الكواليس.. عناصر »غير عادية« لابد ما يلتفتوا لها..
{ من تعني بالضبط؟
- هم يعرفوا مَنْ أعني.
{ ولكن أنا لا أعرف.. والقُرَّاء؟
- مفهومة.. وخلّيها هكذا.. ويعني البعض مصلحته في هذه الفوضى والتخريب، والبعض يقول في نفسه ولمن يحركه »على شان يكون لنا شأن صلحوا هكذا.. وهكذا..«.
لابد ما يلتفتوا لهؤلاء.. ولابد ما ينتبهوا لقضايا الناس وينصفوهم.
لاتكبّروها
{ الأولوية الآن ماهي برأيك.. لمواجهة الحراك أم لقضايا أخرى؟
- الأولوية للتنمية والاستقرار..
ولا يكبّروا بعض القضايا الصغيرة ويعطوها أكبر من حجمها.. مثل الحراك.. أعطوه أكبر من حجمه بكثير، ناس أصحاب مصالح، وحتى هذه الشخصيات في الضالع أو غيرها هم ناس عاديون ويمكن بسهولة نقول لهم تعالوا نصلح بينكم.
وعناصر أخرى لازم يفهموا الديمقراطية صح.. يفهموها زي الناس.. الديمقراطية ليست سباً وشتيمة وتجريحاً وتهويلاً.. ما لم عليهم أن يتحملوا مسئولية أخطائهم.
الثوابت الأساسية لا خلاف حولها ولايجب أن نختلف عليها.. الوحدة خط أحمر لايسمح بتجاوزه على الإطلاق.
أما المشاكل الأخرى فالأمر مقدور عليه.. أن تلتقي السلطة والمعارضة ويبحثوا فيها ويحلوها.
الرئىس دعا الأحزاب السياسية والفعاليات الاجتماعية والوطنية إلى حوار وطني جاد ومسئول لحل مشاكل البلاد والمواطنين.
فخامة الرئىس القائد ما يبغى ذي المشاكل أبداً وهو حريص أكثر من أي شخص أو مسئول آخر في البلد على أن الأمور تتسوى والبلد يمشي صح.. لكن على المعارضة والأحزاب والشخصيات الوطنية والاجتماعية أن يلتزموا بالديمقراطية ويفهموا ويتجاوبوا مع دعوة الرئيس للحوار وحل المشاكل.
حتى علي سالم البيض.. يمكنه أن يحافظ على تاريخه ورمزيته في المشاركة في تحقيق الوحدة ويترك هذه المشاكل والتهويلات ويعود ويشارك في حوار حقيقي من أجل الوطن ومن أجل مصلحة اليمن أولاً..
وأنا أنصحه كإبن أن يظل كما دخل في الوحدة أبيض.. كفانا سفك دماء.. وما دفعناه وعانيناه.
وأطرح هذا الكلام ليس من ضعف أو خوف أو أي شيء آخر، ولكن حرصاً عليه وأن يرجع لما كان في عهد الوحدة العظيمة، الوطن يتسع لجميع أبنائه كما يقول فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
مفارقات
{ هم يقولون إن الجنوب منهار ولا تنمية فيه وخيراته لاتعود إليه، وأنتم في حضرموت المركز الحضري الأهم في الموارد والمساحة والتنمية والسكان.. كيف تعلقون أو تردون على هذا الكلام التحريضي؟
- ببساطة أقول له: التاريخ يرد عليك.. والواقع يرد عليك، المشاريع المنجزة في كل منطقة ومحافظة ومدينة ومديرية في الجنوب هي التي ترد عليك.. وخصوصاً إذا حاول الشخص أن يعقد مقارنة أو نوعاً من المقارنة بين قبل الوحدة وبعدها، وسيرى أن الفارق أكبر من أن يتم إنكاره أو تجاهله..
أما المشاكل فهي في الشمال والجنوب وفي كل أنحاء اليمن.. نحن دولة فقيرة ونبحث عن التنمية وعن الاستقرار.
وأنا أقول دائماً وأبداً: الحمد لله اليوم هناك استقرار سياسي وهذا أهم شيء من أجل تحقيق الأمن والتنمية والتطوير وتشجيع المستثمرين على القدوم إلى اليمن واستثمار أموالهم في صناعات ومشاريع تعود بالنفع والخير على أبناء اليمن.
وإذا كان علي سالم يقول إن الناس فقراء ويموتون جوعاً فأنا أقول له: حسناً، إذاً من أجل هؤلاء الناس والجائعين دعنا نستقر ونأمن ونبحث عن المستثمرين وعن التنمية.. كيف تقول جائعين وتبحث لك أو تدعو إلى الخراب والفتنة والحرب والصراعات..؟
وياليت طالما وأنت متبني الحراك ليش ما ترسل هذه الأموال التي تدفعها للحراك والمأزومين والمزوبعين ترسلها بدلاً من ذلك إلى الناس الجياع والمعانين الذين تتحدث عنهم..
وأيضاً لابد من سؤاله: من أين لك هذا؟!
وأرسله للجياع بدل الحراك والعراك..!
وبعدين إذا قال البيض إنه متبني هذا الحراك وهذا التخريب فأنا أطالب الدولة عبر الانتربول الدولي أن يطالبوا بإلقاء القبض عليه ويعيدوه للمحاكمة.
ثلاثة.. وواحد!
{ شيء آخر يستحق التعليق، كيف تفسر طبيعة هذه العلاقة والشراكة التحالفية الطارئة والمتجسدة الآن بين الثلاثي »البيض، العطاس، علي ناصر محمد«؟
- طبيعة العلاقة الآن واضحة في مشروع متكامل.. وهناك من ورائه جهات خارجية تستهدف اليمن.. وسواء عبر الحراك أو أصوات وقيادات الخارج.. الهدف هو اليمن في النهاية، وبدرجة أساسية الهدف هو حضرموت أكثر من غيرها؟
{ لماذا حضرموت؟
- حضرموت لأنها تمثل العمق الاستراتيجي لليمن وللوحدة اليمنية وعمود الاستقرار في اليمن.
وأما عن طبيعة العلاقة بين الثلاثة لو عدنا لها.. فأهم شيء بالنسبة لنا هو: إذا كان هؤلاء يتبنون حركة القوميين العرب.. كما يقولون ويدَّعون، فإن هذه ليست أخلاق ومبادئ وقيم القوميين.
وأريد أن أسألهم: ماهي علاقتهم- مثلاً- بالمدعو خالد القاسمي؟! وأشير إلى أن مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لعلي ناصر هو أيضاً متبنيه هذا القاسمي.. ماهي علاقتهم بالقاسمي فيما هم فيه الآن؟!
إذا كنت تتحدث عن وحدة قومية عربية فكيف تتناقض مع نفسك بهذه الطريقة العجيبة والفجة وتسعى إلى تمزيق وطنك الأم؟!
ولكن أنا أنصح بعضهم أن يعملوا لهم كشفاً طبياً (!) وأنصح قبل دخولهم إلى اليمن يصلحوا لهم تشخيصاً طبياً (..).
شاخوا
{ البعض في المعارضة ومنهم رموز سياسية معارضة تنتمي إلى حضرموت يوافقونهم الرأي وأن الوحدة »فُضّت« وأن غالبية أبناء الجنوب باتوا يرون أن الوحدة فُضّت وانتهت، هذا الكلام سمعناه مؤخراً في ملتقى التشاور لأحزاب المشترك؟!
- يا أخي.. بعضهم صاروا كباراً في السن، بعضهم تخطوا السبعين والثمانين سنة، كيف نرد أو نجاوب عليهم؟! أصلاً نحترم كبر السن وظروف الشيخوخة.. حتى أن المخ صار ماءًَ!
كيف يعقل أنهم لايتحدثون عن شيء أو قضية أو مشكلة إلاّ وحمَّلوها ولي الأمر؟ دائماً ولي الأمر.. الرئيس نهج الحكم المحلي وعمل مجالس محلية ولديهم مسئولون وقيادات.. مش كل شيء يردوه على علي عبدالله صالح.
يعني.. يريدون الرئىس رئيساً.. ومحافظاً.. ومدير مخفر.. ومدير مديرية، هذا كلام مش معقول وليس له أي وزن.
وأنا أعجبني بالفعل كلام الرئىس في آخر اللقاءات حينما قال إنه على السلطات المحلية أن تتحمل مسئولياتها وحمَّلها الصلاحيات والمسئوليات، والعلاج دائماً يبدأ من الداخل، من الوظائف العليا والقيادية وحتى القاعدة.. وأكرر أن اختيار بعض العناصر السيئة لحل المشاكل هي التي تعقد المشاكل.. يعني عناصر »مُش زينة«.
فائدة
{ إلى أين تتوقع أن يستمر ويواصل علي سالم؟
- أتوقع أنه يهدأ.. ويبطل هذه الزوبعة.. هو استغل هذه الزوبعة باسم المساكين ومعاناة الناس وبعض المشاكل.. والحراك لايشكل خطراً طالما كانت هناك جدية وحلول منصفة..
وأمر آخر.. هناك أُناس وأشخاص بغض النظر عن الحزبية وغيرها، يجب أن لايهمشوهم.. بل يجب أن يستفيدوا منهم في الحلول ويشوفوا أيش عند هؤلاء الناس من خبرات وقدرات كبيرة وناجحة..
هناك عناصر كفؤة ونزيهة.. مهمشة على جنب.. ويجب أن يكون لها دور وفائدة.. يعني يختارون أناساً وعناصر تحل المشاكل بصحيح وليس العكس!
استفتاء
{ آخر جزئية أريد الحصول منك على تعليق حولها هي كلام علي سالم عن الاستفتاء أو مطالبته بذلك لتقرير مصير الجنوب كما قال؟
- والله إحنا يمن واحد واستفتينا من زمان..
استفتاء على أيش؟ إن اليمن يمن أو أن اليمني يمني؟!
والصحيح هو أن يطالبوا باستفتاء عليهم شخصياً، هل الناس يقبلونهم ويصدقونهم أم لا؟!
عهد
{ ما توقعاتك للمستقبل؟
- أتوقع كل خير بإذن الله سبحانه وتعالى، وبحكمة وشجاعة وعقلانية وسعة صدر أبو أحمد فخامة الرئىس القائد حفظه الله.
أهم شيء لدينا هو الاستقرار السياسي.. وهذا شرط للتنمية، وكل المشاكل قابلة للحل في ظل دعوة الرئىس للحوار والحوار وحده.
أما نحن فلن نبدل أو نعود إلى الفتن والصراعات والتخريب.. نحن شخصياً دفعنا أكثر مما يجب ولن ندفع المزيد بلا معنى..
وأقول: بيننا عهد وثيق مع أبو أحمد من 2004م ولا باننقضه لو تنطبق السماء على الأرض.<
احتراماً للمصداقية والموضوعية
بن حسينون : لستُ من يتحدث في »معاوير الناس« وحرماتهم
للأهمية والضرورة الأدبية والاخلاقية والموضوعية أؤكد أنني لا أقبل ابداً الخلط بين القضايا والمواقف السياسية والوطنية.. وبين الخصوصيات العائلية او الجوانب الذاتية والشخصية، ولا يمكن لعاقل يحترم نفسه ومكانته وأهله ويحترم وطنه وقضايا بلده ان يقع في محظور الورود على ذكر الأعراض والخصوصيات العائلية او الاساءة الى »معاوير الناس« وحرماتهم و»نواميس الرجال« فهذا عيب وخطأ كبير لا أقبله على أحد من الناس حتى الذين نختلف معهم، فكيف أقبله على نفسي وأهلي وعشيرتي؟!
نسبت لي بعض الصحف في اليومين الماضيين تصريحات قلتها وهي رأيي وقناعتي، ولكن جزءاً منها لم أقله وليس رأيي ولا أقبله أو أقره على الاطلاق.
ومن ذلك ماله صلة وعلاقة بالقضايا الشخصية والعائلية للاسرة الكريمة والعائلة الفاضلة لعلي سالم البيض.
فلا علاقة لهذه الخصوصيات والحرمات الشخصية المحفوظة والمحترمة، بما نحن فيه من مواضيع وقضايا سياسية ووطنية، بالدرجة الاولى وهذه الاشياء أساءت بلا حدود للموضوعية والمصداقية وأساءت للجميع وخصوصاً للقضية الوطنية الجادة التي لايجب الإضرار بها عن طريق التدخل او الاجتراء على »معاوير الناس« وحرماتهم..
كما انني لا أقبل ايضاً ان يتم تزوير التاريخ والوقائع والاحداث التي يشهد عليها الناس ولا يمكن لي أو لغيري ان ينكر أنني أنا من أنقذت علي سالم البيض في أحداث 13 يناير 86م من الموت والقتل، بطلب وأمر من الوالد يرحمه الله، حيث قدت فريقاً لهذه المهمة وأخذته بنفسي من الاستطلاع الى »باصهيب« ثم أنزلته من باصهيب الى مقر مجلس الوزراء -سابقاً-ومن مجلس الوزراء الى »المعاشيق«.
كل ذلك خلال 3 أيام، والقصف مستمر علينا خلالها، وأصيب البيض يوم الاربعاء -اليوم الثالث- حين كنا ننقله في سيارة اسعاف وكان معنا د. عبدالله باوزير- مدير مستشفى باصهيب، وفي هذه الحادثة كان معي في الفرقة أكثر من 8 أفراد علاوة على ان 3آخرين من الحراسة الشخصية للبيض قتلوا داخل مقر اللجنة المركزية، وقتل آخرون كانوا معي في الفرقة من ضمنهم صالح عمر العليي-قائد حرس البيض، وهؤلاء كلهم »حموم«.
هذا ما حدث.. صار جزء من التاريخ، ولايمكن تزويره او تزييفه، فكيف يمكن ان أقول إنه صفى عبدالفتاح اسماعيل كما نشر على لساني دون حق؟!
وأنا من أنقذته بنفسي، وكثيرون يعرفون ذلك.. للاسف هذه الأساليب والأشياء تسيئ جداً وتطعن في المصداقية وثقة الآخرين وتفقد الكلام والمواقف والقناعات جزءاً مهماً من الوجاهة والقبول مع انها ليست صحيحة أو لم تصدر عني بل أضيفت دون حق.. هذا للتاريخ وللإنصاف والأمانة وحتى لا نتهم بما ليس فينا ولم يصدر عنا.