الميثاق نت -
التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بقصر المؤتمرات بالرياض بالجالية اليمنية المقيمين في المملكة من رجال الأعمال والطلاب والمثقفين والاكاديمين.
وتحدث فخامة الرئيس في اللقاء بكلمة عبر في مستهلها عن سعادته الالتقاء بأبناء الجالية اليمنية في المملكة, موضحا النتائج التي تمخضت عن مباحثاته مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز سواء ذات الصلة بتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين أو تقديم المزيد من التسهيلات لأبناء الجالية اليمنية .
وأكد أن مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين كانت مثمرة وجيدة ازاء كل ما يتصل بالعلاقات اليمنية السعودية المتطورة والناجحة والدافئة" .. مبينا أن اليمن ترتبط بالمملكة بعلاقات أخوية حميمة وعلاقات جوار وصلة رحم .
وخاطب الحاضرين قائلا " اطمئنكم، لقد وجدت تفهما كاملا من قبل قيادة المملكة حول كل ما يتصل بأوضاع الجالية اليمنية المقيمة في المملكة" .
وقال " لقد أكد خادم الحرمين الشريفين ومعه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير نايف بن عبدالعزيز حرص قيادة المملكة على تقديم الرعاية الكاملة لابناء الجالية اليمنية، ومعاملتهم وكأنهم مواطنين سعوديين، فضلا عن تأكيد الاهتمام بتقديم كافة التسهيلات والاقامة لليمنيين ".
وأضاف فخامته" ان الحكومة السعودية في ضوء مالمسته خلال المباحثات ستقدم الرعاية الكاملة للجالية اليمنية، افضل من أي وقت مضى, وبالنسبة لموضوع الكفالة فإنها تعني الكفالة على السلوك ".
وكشف فخامة الأخ الرئيس أن خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني لرئيس الوزراء وجها باستقدام العمالة اليمنية الماهرة وإعطاء الأولوية للعمالة اليمنية خلال الفترة القادمة، باعتبار اليمن دولة شقيقة ومجاورة للمملكة .
وحث فخامته أبناء الجالية اليمنية في المملكة على ان يكونوا خير سفراء لليمن ويحرصوا على تمثيله خير تمثيل في السلوك والأمانة وحسن التعامل، وبما يجعلهم ينقلوا الصورة الايجابية والجيدة عن وطنهم وشعبهم .. وقال" ان أبناء اليمن في بلدان المهجر يشكلون كتلة واحدة, متحابين ومتآخين وهذه ميزة يتميز بها اليمنيون دوما ".
وهنأ فخامة الاخ الرئيس أبناء الجالية بالعيد الوطني الـ 19 للجمهورية اليمنية 22 مايو، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح .
وتطرق الى التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية.. وقال مخاطبا الحاضرين " ان ابناء وطنكم بخير واطمئنان فلا يقلقكم أي شيئ من الأخبار التي تسمعونها او تنقلها بعض الصحف او الفضائيات والتي تجعل تضخم الأحداث وتجعل من الحبة قبة ، فالوطن بخير وليس هناك ما يثير أي قلق.
وأضاف " إن التعليمات واضحة بان لا تصطدم أي من أجهزة الدولة مع تلك العناصر التي تسعى للعودة بالوطن الى عهد التشطير البغيض ما قبل الـ 22 من مايو 1990م ". . وأردف :" الوحدة محروسة بالخالق عز وجل، وبأبناء اليمن الشرفاء في الداخل والخارج ".
ونبه فخامة الأخ الرئيس أبناء الجالية وخصوصا بعض التجار من المغتربين بأن يكونوا حذرين من الانخداع بماتطرحه تلك العناصر ويتجنبوا تقديم أية مساعدة لهم .
وخاطب الحاضرين قائلا :" حافظوا على فلوسكم، وكونوا حذرين من التعامل مع اولئك الحاقدين والواهمين بامكانية المساس بوحدة الوطن, فهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا خلال فتنة محاولة الإنفصال في صيف94م, رغم استخدامهم لأسلحة حديثة بمافيها صواريخ اسكود التي كانوا يطلقونها على صنعاء والحديدة وتعز ولحج ومع ذلك لم يستطيعوا أن يغيروا من مسار الوحدة اليمنية".
ولفت إلى أن تلك العناصر تحاول التغرير على بعض أبناء الجاليات اليمنية في بلدان المهجر سعيا نحو مساندتهم في مخططهم التأمري والذي يعد امتدادا لمشروعهم الانفصالي الذي سبق وأن اعلنوه في فتنة عام 94م في محاولة للعودة بالوطن الى ما كان عليه في ظل التشطير، ويتعمدون تجاهل أن تحقيق احلامهم واهداف مشروعهم امر مستحيل .
وقال الأخ الرئيس :"اليمن اليوم يشهد تعدديه سياسية وصحافة وكثير من القنوات الخارجية تنقل صورة مبالغ فيها للاحداث في اليمن وتستند في معلوماتها إلى بعض ماتنشره الصحافة المحلية من معلومات لاتكون دقيقة وبعضها مضللة ومغلوطة ومبالغة عن اعمال التخريب التي تشهدها بعض المناطق ".
وتابع الأخ الرئيس :" نطمئن جميع أبناء الوطن في المهجر, كل الاطمئنان بأن الوطن بخير وأن الوحدة محمية ومحصنة ولا يمكن لأي حاقد المساس بها أو النيل منها, فضلا عن كون جميع الاشقاء سواء في المملكة العربية السعودية أوفي بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وكذا الأصدقاء في دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية وكل دول العالم مع وحدة اليمن واستقراره".
وأستطرد قائلا :" اما الذين اشعلوا فتنة محاولة الإنفصال في 94م وأطلوا مجددا ويريدون المساس بالوحدة الوطنية ، فانا لا أريد استخدام عبارات قاسية بحقهم ولكن اقول نحن حريصون على أن لا تسفك قطرة دم واحدة وعلينا ان نتوجه نحو البناء والحوار، فما اجمل اليمن مستقرا وآمنا ، ولكن هؤلاء يريدون ان يحولوا الوطن الى مشيخات وسلطنات وكيانات صغيرة" .
وقال :" إن أشقاءنا في المملكة يقفون مع يمن موحد ويؤكدون أن أمن المملكة من أمن اليمن والعكس، وان أمن اليمن من أمن دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة بشكل عام ".
وأشار إلى أن هناك إدراك كبير لدى الأشقاء والأصدقاء بأن وحدة اليمن هي عنصر مهم لأمن واستقرار المنطقة.. لافتا إلى أن العالم يتابع عبر القنوات الفضائية أعمال القرصنة البحرية واضرارها وكذا التداعيات الناتجة عن تفكك الدولة الصومالية .
وقال :" لم تستطع أمريكا أو دول أوروبا ان تعيد السلطة وإحلال السلام والاستقرار في الصومال، ولم تستطع قوات التحالف ان تعيد الأمن الى افغانستان ، وكذلك الحال في العراق ".
وأضاف :" ولهذا فإن دول العالم مع استقرار اليمن ووحدته وأمنه، و ودول العالم لا تريد ان تكون هناك بؤرة جديدة للتوتر في المنطقة ".
وأردف الأخ الرئيس قائلا :" اما تلك العناصر الخارجة عن الدستور والقانون فهي تعيش على الوهم وخلق الشائعات و الأكاذيب التي يطلقونها عبر بعض المواقع الالكترونية أو الوسائل الأعلامية أو التلفونات".
وقال :" انهم يكذبون، ويحاولون إخفاء حقيقية أهداف مشروعهم التأمري الخبيث الذي يسعى للعودة بالوطن إلى الماضي البغيض و تمزيقه إلى كيانات صغيرة الى سلطنات ومشيخات وهذا وهم مستحيل تحقيقه ولا يمكن القبول به" .
ومضى قائلا :"نحن نقول دوما ان كل من لديه مشكلة عليه ان يسعى الى حلها عبر المؤسسات فلدينا برلمان منتخب والدستور حدد بأن النظام السياسي في اليمن قائم على التعددية والديمقراطية وأي شخص لديه أية أشكالية أو مطالب عليه ان يناقشها ويعالجها تحت مظلة الدستور وفي إطار المؤسسات الدستورية ".
وتابع :" اليمن مثل أي بلد فيها الجانب الايجابي والجانب السلبي وفي كل بلد سلبيات ومشاكل ، فلماذا يحاول البعض تصوير اليمن بانها البلد الوحيد التي لديها مشاكل فقط ؟ ".
وشدد الأخ الرئيس بأنه ينبغي علينا ان نعمل على حل قضايانا بالحوار وبعيدا عن العنف .
وخاطب الحاضرين قائلا :" إن كثير منكم أيه الاخوة قد عاش فترات الماضي ، ومآسي التشطير ، ويعرف ماذا كان يجري في ايام النظام الشمولي الشطري، وكيف هرب الكثيرون منكم الى الشمال أو الى دول الخليج".
وقال :" لاشك أن الكثير منكم تابع التطورات والتحولات الكبيرة التي شهدها الوطن في ظل الوحدة المباركة في مختلف المجالات, وشاهد ثمار الوحدة على ارض الواقع منجزات وشواهد حية تعكسها الارقام التي لا يمكن مقارنتها بالماضي, فكم أصبح في الوطن اليوم عدد الجامعات وكم عدد المدارس والمعاهد وكم عدد الكليات وكم أطوال الطرق, ومعظم هذه المنجزات جاءت بفضل الوحدة المباركة ، وبفضل الاستقرار".
وأكد ألأخ الرئيس أنه إذا لم يكن هناك استقرار فكان من الصعب أن تتحقق كل تلك المنجزات .
وقال :" انتم تعرفون كيف كانت الأوضاع في الشطر الشمالي من الوطن سابقا منذ عام 62م إلى عام 70 م, كان هناك عدم استقرار وصراعات داخلية ولهذا لم تبن المشاريع، ولكن عندما تحقق الاستقرار تم إنجاز الشيئ الكثير وكذلك كان الحال في الشطر الجنوبي من الوطن ". ولفت الأخ الرئيس إلى أن الإنجازات العظيمة التي شهدها الوطن في ظل الوحدة جاءت بفضل الإستقرار الذي عاشته البلاد وخصوصا بعد فتنة محاولة الإنفصال في عام 94م ، مبينا أنه إذا وجدت أية أخطاء أو مكامن قصور يمكن معالجتها عبر الحوار والتفاهم في إطار الدستور والالتزام بالثوابت الوطنية .
ودعا فخامة الرئيس رجال الأعمال والمغتربين الى الاستثمار في الوطن . ..مؤكدا أن الجهات المعنية ستقدم لاستثماراتهم كل الرعاية والاهتمام والتسهيلات والضمانات .
وجدد الأخ الرئيس التأكيد بأن استثمارات ابناء الجالية اليمنية سواء في المملكة العربية السعودية او في أي دولة من دول العالم سوف تحظي بالرعاية الكاملة من الحكومة لانها استثمارات لابنائنا وستكون محل رعاية واهتمام من مختلف الجهات المعنية في الدولة .
هذا وكان سفير اليمن لدى المملكة العربية السعودية محمد علي محسن الاحول قد القى كلمة رحب فيها بفخامة الاخ الرئيس .
وأشاد بما يوليه فخامته من اهتمام ورعاية بالمغتربين ، متمنيا ان تكون هذه الزيارة فاتحة خير ، وأن تمثل خطوة لتعزيز المزيد من العلاقات الأخوية بين اليمن والمملكة.
كما أشاد السيفر الأحول بما تحقق في الوطن من تحولات وإنجازات في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .
وأكد أن اليمنيين المقيمين في المملكة هم رديف الدولة في بناء اليمن وحماية الوحدة ويؤكدون ولائهم ووقوفهم مع كل أبناء الوطن لحماية الوحدة ومكاسبها وحماية تراب الوطن بكل مايملكون .
وقد قدمت لفخامة رئيس الجمهورية هدية من الطلاب اليمنيين الدارسين في المملكة قدمها مالك عبدالله المجيدي، وعلي طاهر عثمان، والحمدي محمد الضبيبي.
سبا