الخميس, 11-يونيو-2009
‬عارف‮ ‬الشرجبي -
‬قال‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الاكاديميين‮ ‬والسياسيين‮ ‬إن‮ ‬على‮ ‬الاحزاب‮ ‬القيام‮ ‬بدورها‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬التوعية‮ ‬المستمرة‮ ‬لكافة‮ ‬شرائح‮ ‬المجتمع‮.‬
وأكدوا أن هناك أحزاباً تعاني من مشكلة في رسم الوعي الوطني في المجتمع وأنها تناست أن العمل السياسي وسيلة لتحقيق مصالح أسمى في خدمة قضايا المجتمع بحسب تعريف إعلان الامم المتحدة الذي يؤكد أن المشاركة السياسية تشكل بعداً أساسياً من أبعاد التنمية وأنه لا يمكن أن‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬تنمية‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬مشاركة‮ ‬سياسية‮ ‬واعدة،‮ ‬وشددوا‮ ‬على‮ ‬ضرورة‮ ‬مشاركة‮ ‬كل‮ ‬السياسيين‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬الوطنية‮ ‬في‮ ‬تبني‮ ‬ثقافة‮ ‬وحدوية‮ ‬ونبذ‮ ‬ثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬والتجزئة‮.‬
‮ ‬بداية‮ ‬يقول‮ ‬الدكتور‮ ‬صالح‮ ‬فضل‮ ‬السلامي‮ ‬رئيس‮ ‬جامعة‮ ‬عمران‮: ‬
- يمكنني التأكيد على أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى وأنا على قناعة تامة بأنه ليس هناك خوف على الوحدة كما قد يتصور البعض ممن يبالغون في حرصهم على هذا المنجز التاريخي الذي تحقق على يد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وفي تصوري فإن المبالغة في الخوف على الوحدة يجعل دعاة التمزق والانفصال يتوهمون بأنهم قد أصبح لهم شأن، بينما واقع الحال يؤكد أنهم عبارة عن أفراد وأشخاص معدودون فقدوا مصالحهم، فحاولوا استعادتها من خلال إثارة مثل هذه الزوابع وادعاء الوصاية الكاذبة على بعض المحافظات دون سواها.
ويضيف: الشعب اليمني جرَّب التمزق والتشطير ولن يجني الآلام والمعاناة، ولذلك أصبح يؤمن باستحالة عودة عهد التشطير والقبول بحكم تلك العناصر التي جرعت الشعب الحرمان والظلم قبل إعادة تحقيق الوحدة ومع ذلك فإن على السياسيين والمثقفين وكل الشرفاء شرح معاناة التشطير للشباب الذين لم يعيشوا تلك المعاناة وايضاً نشرح لهم الجوانب الايجابية في الوحدة التي جعلت لليمن مكانة دولية مرموقة.. لابد أن يعرف الشباب أن آباءهم في عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات التي كانت تحت الحكم الشمولي التي تعاني الجوع والفقر والحرمان وكان الناس يقفون طوابير طويلة من أجل الحصول على كيلو ارز وكان الناس لا يستطيعون التعبير عن تلك المعاناة أو الشكوى من جوعهم، ناهيك عن حمامات الدم التي كانت تسفك بين الفترة والاخرى أثناء الاقتتال على السلطة بين الرفاق وراح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء لحج وغيرها من المحافظات.. مشيراً الى أن تلك العناصر المأجورة تريد أن تنفذ مخططات مشبوهة لتمزيق الوطن الى اكثر من ٣٢ مشيخة وسلطنة وإمارة وليس الى دولة أو شمال وجنوب كما يوهمون البعض ولهذا لابد أن يتحمل الجميع مسؤولية الوطنية والتاريخية لتوعية الشباب والمغرر بهم بخطورة الدعوات‮ ‬المناطقية‮ ‬والتشطيرية‮ ‬المقيتة‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬نسمح‮ ‬بعودتها‮ ‬والتعاطي‮ ‬معها‮ ‬لأن‮ ‬اليمن‮ ‬وجد‮ ‬موحداً‮ ‬وسيظل‮ ‬موحداً‮ ‬رغم‮ ‬أنوف‮ ‬أعداء‮ ‬الوطن‮ ‬ودعاة‮ ‬التجزئة‮.‬
‮ ‬ويقول‮ ‬الدكتور‮ ‬عبدالله‮ ‬الخلاقي‮ ‬رئيس‮ ‬فرع‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬جامعة‮ ‬حضرموت‮:‬
- الوحدة اليمنية مكسب عظيم للشعب اليمني وبارقة أمل لكل الشعوب العربية التواقة لتحقيق الوحدة العربية، ويضيف: لقد تحققت في عهد الوحدة طموحات الشعب في التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، ناهيك عن المنجزات التنموية الكبيرة التي أغاضت أصحاب الاصوات النشاز ودعوات التجزئة التي اعتبرت تلك المنجزات محاكمة علنية لفترة حكمها المتخلف الذي لم يقدم شيئاً للوطن، وأكد الخلاقي على ضرورة ان تتحمل القوى السياسية الخيرة وكافة السياسيين داخل وخارج الاحزاب مسؤوليتها الوطنية في الدفاع عن الوحدة وفضح تلك العناصر وما تخطط له من‮ ‬مؤامرة‮ ‬ضد‮ ‬اليمن‮ ‬ووحدته‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره‮.‬
وقال: على الاحزاب الممثلة في البرلمان والتي وقَّعت مع المؤتمر الشعبي العام على الاتفاقات السابقة أن تلتزم تلك الاتفاقيات والبدء بوضع الحلول والتصورات لحل المشكلات التي تطفو على السطح بين الفترة والاخرى من قِبل بعض الحاقدين على الوطن والذين فقدوا مصالحهم، وشدد على ضرورة تحصين الشباب من الانجرار خلف دعاة التمزق والفتنة من خلال التوعية المستمرة والرد المنطقي على دعاة الانفصال الذين يستغلون الشباب في أعمال العنف، ودعا الخلاقي كافة السياسيين أن يكونوا القدوة الحسنة في الحفاظ على الوحدة والسلم الاجتماعي وأن يكون‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني‮ ‬المسؤول‮ ‬هو‮ ‬الوسيلة‮ ‬الوحيدة‮ ‬لحل‮ ‬أية‮ ‬اشكاليات‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬التمترس‮ ‬خلف‮ ‬القوالب‮ ‬والأطر‮ ‬الحزبية‮ ‬باعتبار‮ ‬الوطن‮ ‬هو‮ ‬حزب‮ ‬الجميع‮ ‬الذي‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يلتقي‮ ‬الجميع‮ ‬للذود‮ ‬عنه‮.‬
إلى ذلك يرى الدكتور عبدالسلام عبدالله باعبود - جامعة حضرموت أن حماية الوحدة ودحض ثقافة الكراهية بين الشباب مسؤولية كافة الشرفاء في الوطن لأن منظومة التنشئة الاجتماعية التي كان ينبغي ان تشكل وعي الشباب والجماهير بشكل عام.. لافتاً إلى أن تشكيل وعي الشباب يبدأ من الأسرة ثم المدرسة ثم المجتمع ثم الجامعات ، بالاضافة الى وسائل الاعلام التي تشكل الرأي العام وبالتالي ينبغي عليها ان تنتهج اسلوباً واضحاً في نشر ثقافة التسامح وحب الوحدة ونبذ العنف والكراهية، اضافة الى دور منظمات المجتمع المدني الفاعلة والمساجد لما لها من دور مؤثر، وأكد باعبود أن الاحزاب السياسية تعاني من مشكلة رسم الوعي المجتمعي وانها تناست أن العمل السياسي وسيلة لتحقيق غاية أسمى في خدمة قضايا المجتمع بحسب تعريف إعلان الحق الصادر عن الأمم المتحدة الذي يؤكد أن المشاركة السياسية الواعية تشكل بعداً أساسياً من أبعاد التنمية ولا يمكن تحقيق تنمية مالم يكن هناك مشاركة سياسية واعية وفاعلة، ودعا باعبود القوى الساسية الابتعاد عن المكايدة السياسية في العمل التعددي وأن تتخذ من الحوار منهجاً ثابتاً في حل المشكلات ووضع اليمن نصب أعينها مهما بدت التناقضات واختلاف وجهات‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬النهج‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الذي‮ ‬جاء‮ ‬مع‮ ‬الوحدة‮ ‬التي‮ ‬يتوجب‮ ‬الحفاظ‮ ‬عليها‮ ‬بحدقات‮ ‬الأعين‮.‬
وأخيراً‮ ‬يقول‮ ‬الدكتور‮ ‬احمد‮ ‬مهدي‮ ‬فضيل‮ ‬استاذ‮ ‬المعلوماتية‮ -‬جامعة‮ ‬عدن‮:‬
- دور السياسيين في الحفاظ على الوحدة وزرع الثقافة الوطنية غاية في الاهمية، فالسياسي الوطني يجب أن يكون في المقدمة في تعريف المواطن بأهمية الحفاظ على الوحدة التي كانت حلم الاجيال.. ويضيف: علينا كسياسيين أن ننشر ثقافة المحبة والتسامح، وعلينا أن نعرّف الشباب بأن اليمن وجدت موحدة منذ الأزل والتشطير ما هو الا عابر بفعل الاستعمار والإمامة اللذين تقاسما النفوذ في الوطن اليمني الواحد.. مشدداً على ضرورة شرح المعاناة التي عاشها الشعب اليمني أثناء فترة حكم التشطير سواء في الاقتتال الذي كان يحدث بين الرفاق أو بين شطري‮ ‬الوطن،‮ ‬بالإضافة‮ ‬الى‮ ‬ضرورة‮ ‬تبني‮ ‬سياسة‮ ‬وحدوية‮ ‬من‮ ‬قِبل‮ ‬الاحزاب‮ ‬وأي‮ ‬اختلاف‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬حله‮ ‬تحت‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة‮ ‬وفاءً‮ ‬للشهداء‮ ‬الذين‮ ‬ناضلوا‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮.<‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10546.htm