عبدالله الصعفاني -
جمعني لقاء عابر مع أحد ضحايا الألغام يترجل بأطرافه الصناعية.. هذا الرجل يدفع ثمن إحدى لحظات الصراع التي شهدها تاريخ اليمن الحديث حيث لم تقتصر التضحيات على فواتير الثورة الأولى في الشمال 1962م، أو الثورة الثانية في الجنوب عام 1963م، وإنما مثلت فترة الصراع بين شطري الوطن الحاضن الأسوأ للألغام حتى جعل صراع 79-1983م من محافظتي إب والضالع في صدارة المناطق احتواء للألغام فضلاً عما يمكن أن تكون حرب صيف 94م قد خلفته بالنظر الى أن عدداً من المناطق في اليمن تأثرت بألغام دورات المواجهة والصراع.
> وعلى خطورة ما تخلفه الألغام من أضرار ومآسٍ فإنه حتى اليوم العالمي للألغام لا يحظى من وسائل الإعلام بتلك الأضواء أو النقاشات التي تؤكد على ما خلفته الصراعات ومستلزماتها التلغيمية من الأضرار، حتى وقد حرصت اليمن على تدمير مخزونها من الألغام البالغ أربعة وسبعين ألف لغم.
> ويؤكد العارفون أن اليمن كبيئة جغرافية هي موطن حافظ للألغام بحيث يمكن للألغام المزروعة أن تنفجر ولو بعد قرن كامل على زرعها.
> وصحيح أن هناك برنامجاً وطنياً لازالة الألغام يمتد حتى عام 2014م على أقل تقدير، لكن عدد الألغام التي تم زرعها وغموض أماكن زرعها وكثرتها ببركات سوء نوايا بعض أبناء البلد وكرم الأشقاء الممولين يثير مسألة الارتقاء الى مستوى التوعية التي تذكر أن الألغام كانت أحد تداعيات أزمنة التشطير وبأن مسئولية انتزاعها وفق خطة نافذة لا تعرف الكلل أو الملل هي مسئولية وطنية وفعل مستمر على الجميع.. وأقل المسئوليات أن يكون لدى الجميع وفي المقدمة مناطق الألغام علم بأهمية الحيطة والحذر فضلاً عن ادراك أن البحث عن الحديد والخردة الذي صار أحد وسائل التكسب يحتاج الى الحذر، وعدم التعامل مع المخلفات المشبوهة بالتفكيك أو التذويب تجنباً لانفجار سيئ العواقب.
> وإذا ما عرفنا أن النساء والأطفال يتصدران قائمة الضحايا لطبيعة نشاطهما فإن من المهم أن تصل التوعية متجاوزة حاجز أمية الكثير من النساء وعدم إدراك الصغار المخاطر.
> إن ما تمت زراعته في الأرض اليمنية من الألغام ينبغي أن يثير نزعة الكراهية للمغامرات التي تقود الى التمزيق وإثارة الفتن وإعاقة المواطنين بحصاد حماقات