سالم باجميل - أنت قلم من الزمن الجميل .. زمن الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة والديمقراطية ولا أفهم دفاعك الحاد عن نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
- نظام الرئيس علي عبد الله صالح – على حد تعبيرك – هو ما تبقى لنا من الزمن الجميل زمن الثورة والجمهورية والاستقلال، ولا تنس أن الرجل هو القائد الفعلي لنظام الوحدة والديمقراطية .. وما وجه الغرابة والعجب لديك من وقوفي هذا معه ياصاح؟!
- وماذا عن البيض الذي رفع علم الوحدة والديمقراطية معه صبيحة 22 مايو عام 1990م؟
- مجبر أخاك لا مختاراً يا رجل.
- ولكنه ضحى بدولة..
- ضحى بدولة لا يملكها بعد أن ذهب رجالها وحاول ركوب موجة الوحدة والديمقراطية لإشباع ذاتيته النرجسية .. ووفق في الهروب من مصير أسود كان يتربص به ورفاقه أثناء زمن تداعي نظام الأسرة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي.
- هذا كلام خافية دواعيه وعليك أن توضح غوامض معانيه.
- البيض يقول الآن أنه عندما أعلنه عشية 21 مايو 1994م – وأنه يريد الفكاك على حد تعبيره – وهذا الكلام يسقط دعاوى ذوي الشتات والتمزيق الجديد من أن الحرب أسقطت الوحدة السلمية ولكنها كانت دفاعاً عن الوحدة والديمقراطية.
- لا تجنني يا رجل!! فأنا على مدى قرابة عقدين من الزمن وأنا أقرأ صحافة حزب الإصلاح والاشتراكي وتوابعها، وعندي معلومات شبه مؤكدة أن النظام خاطئ من الساس إلى الرأس.
- أنصحك إلاّ تعتمد في معلوماتك على ما تقرأه في صحافة المعارضة أو السلطة فقط ولكن اعتمد على مشاهداتك في الواقع أيضاً؟
- ما رأيك في تكتل أحزاب اللقاء المشترك؟!
- هذا تكتل معارض وهو من منظور الديمقراطية قوة أساسية من قوى النظام الوطني الديمقراطي، والاختلاف تارة والاتفاق تارة أخرى له مع المؤتمر الشعبي العام أمر طبيعي، وكل ما يؤخذ عليه في الوقت الحاضر هو عدم وجود رؤية وموقف موضوعيين...... نشاطات الخارجين عن القانون في البلاد .
- كلامك هذا يكشف الإبهام ويقلل فرص الإفهام على أقل تقدير لدي وحدي.
- يظل "المشترك" الأقرب إلى الصواب، مهما كانت صبواته السياسية، ونحن لا نغضب منه بسبب اختلاف وجهات نظره معنا، ولكننا لا نريد له أن ينظر إلى نشاطات الخارجين عن الدستور والقانون كأوراق ابتزاز سياسي لأن في هذه الرؤية وهذه الموقف ضياع لما هو وطني في خضم السياسي.
- لا في كلامك رحمة للسلطة ولا عذاب للمشرك .. وأما دعاة الصراعات الطائفية على اختلاف أدوارهم وأطوار فأنت متحامل عليهم.
- أنا لا أتحامل على أحد في الوطن، ولكني أرى بوضوح تام الأهداف البشعة لدعاة التشتيت والتمزيق، ولا ينطلي عليّ خداعهم وحيلهم .. ثم إني مع الوطن ومع الرئيس علي عبد الله صالح الذي تمثله أقواله وأفعاله تجسيدا حياً وملموساً لمصالح الشعب والوطن.. وهذا بلاغ للناس.
- ماذا تقول عن الفساد والانفصال؟ الم ينتجا عن ممارسات مسؤولي هذه السلطة؟!
- الفساد أمر يتعلق بطبيعة المرحلة التاريخية التي تعيشها أنظمة العالم – ونحن في العالم العربي والإسلامي من ضمنها، والانفصال عمل تآمري يراد إضعاف قوة ومنعة اليمن الجديد، والمتآمرون العقلاء هم الذين يعانون من الرؤى والمواقف الملتبسة بهذا الصدد أو أنهم يتعمدون البقاء في الدوائر المعتمة من المشهد السياسي الراهن.
- ما الحل من وجهة نظرك يا صاح؟!
- أن يعمل جميع الخيرين في الدولة والمجتمع بزعامة الرئيس علي عبد الله صالح لحلحلة ثقافة الكراهية المتمثلة في كافة نشاطات الخارجين عن الدستور والقانون.
- هذا الوقت الحاضر فيه استحالة لأنهم قد خلقوا لهم من عوالم خاصة نسجوها من أوهام الأيديولوجيات، واعتادوا العيش في مناخاتها المختلفة فكيف يمكنهم أن يتكيفوا مع ما تراه؟!
- أحداث المكان والزمان سوف تجبر الجميع على النزول من حصون الأيديولوجيات وستجعل منهم أناساً يقبلون ببعضهم بعضا .. ولا أشك أن دعاة الطائفية المذهبية والجغرافية لا حاضر ولا مستقبل لهم في عهد الوحدة الوطنية والديمقراطية قط.
عن السياسية |