الميثاق نت -
في اطار احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 ، قدمت وزارة الثقافة الأردنية مسرحية'الكراسي' وهي كوميديا سوداء إعداد وإخراج علي شبو الذي أهدى العرض إلى روح المخرج الراحل عوني كرومي.
وعن دورها التركيبي قالت الفنانة نادرة عمران: 'العرض بالنسبة لي كان ممتعا جدا، فأنا عائدة للمسرح بعد غياب 9 سنوات، رجعت بشوق كبير، ورغبة عارمة كان لدي استعداد للاستغناء عن كل ما عرض علي من أعمال'.
وأضافت عمران: دخلت بكل جاهزية نفسية وذهنية استمتعت جدا، كما أن النص جميل جدا فيه فلسفة ومنهجية أتفق معها من ناحية إنسانية، وكان تم حوار طويل مع علي شبو قبل الإعداد والمعالجة الدرامية للعمل، ووقتها أحببت ما ستكون عليه إدارته للعمل.
وتذهب عمران إلى القول 'ان مسرحية الكراسي بالتحديد جعلتني استعيد تلك المتع الأولى للعمل المسرحي، كما جعلتني استغرب من نفسي أنني ضحيت بغيابي لسنوات عن المسرح، رغم أنني كنت أشارك في أوبريتات'.
الكراسي في رام الله وقرطاج و...
سيقدم العرض المقبل لمسرحية 'الكراسي' في رام الله برغبة من اللجنة العليا- في فلسطين- للقدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 ونحن وهم متحمسون جدا ولدينا رغبة شديدة وسيكون العرض في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.
وهنالك دعوة مرتقبة من مهرجان قرطاج، كما سيتم تقديم عرضين على مسرح مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى يعلن عن موعده لاحقا.
ويشكّل الحلم الإنساني، المحور الرئيسي للعرض المسرحي 'الكراسي' بتوقيع المخرج علي شبو أعده عن نص مؤلفه الفرنسي يوجين يونسكو، في إطار الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية تحت رعاية وزير الثقافة د. صبري الربيحات الذي أكد قبيل العرض الافتتاحي أهمية الثقافة في التصدي لتهويد القدس، فيما أشارت
وزيرة الثقافة الفلسطينية د. سهام البرغوثي التي حضرت العرض إلى انه منذ إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية 'جرى استنهاض جميع الرموز الثقافية والإبداعية والذاكرة الجمعية من أجل أن تعود القدس حرة عربية'، لافتة إلى أن القدس كانت قبل نحو قرن مركزاً سياسياً وثقافياً لفلسطين والأردن بخاصة، وللعالمين العربي والإسلامي بعامة.
قدم العرض وعلى مدار أسبوع في المركز الثقافي الملكي، جسد أدواره الفنانة نادرة عمران، شفيقة الطل، محمد الإبراهيمي، وسام البريحي، بلال الرنتيسي، وحمد نجم.
ذكريات لم تحدث
تدور احداث المسرحية بين رجل مسن وزوجته حيث يستعرضان حياتهما الماضية، ويسعيان لتحقيق حلم الزوج بترك أثر عظيم للبشرية قبل وداع الحياة، وفعلاً يقومان بدعوة لضيوف من جميع فئات المجتمع وخطيب محترف ليتلو رسالة الزوج إلى البشرية، وحين يتم حضور الجميع والخطيب يغادران الحياة تاركين الرسالة في أيدي الخطيب ليقرأها على الحضور ليكتشف المشاهد بعد رحيلهما أن الخطيب اخرس.استهل العرض المسرحي بقصيدة مغناة للشاعر الفرنسي جاك بريفر، في اتكاء واضح على اندغام الملحمي بالعبثي عبر توظيف ذكي لأجزاء من أسطورة جلجامش، فيما لعب دور البطولة الموازية وجود الشخصيات الوهمية وغير المرئية في مسرحية 'الكراسي'، التي أضحت مجرد أوهام في رأسي العجوزين الفنانة نادرة عمران والفنان محمد الإبراهيمي، وما يصدرانه من اشارات تجعل تلك الأوهام وكأنها حقيقة. أتقنت الفنانة عمران دور المرأة في الانتقال من حالة تعبيرية إلى أخرى وفق تسلسل سريع الايقاع.
فيما أدت الفنانة شفيقة الطل دور 'سيدوري'، المطلعة على أسرار 'أوروك' حيث 'قد يضلّ المرء طريقه إلى الحياة، لكنه لن يضلها أبداً نحو الموت'.
وبرع الفنان محمد الإبراهيمي في تقمص دور الزوج الذي يسهم مع زوجته في البحث عن أسباب للتواصل، ولو كانت مجرد سرد لذكريات لم تحدث.
ومثل الفنان بلال الرنتيسي دور 'انكيدو' الذي دفع موته بصديقه جلجامش إلى بحث عبثي عن سر الخلود. فيما قدم الفنان وسام البريحي دور الخطيب الذي أدرك الجميع في النهاية أنه أبكم.
نادرة عمران في رام الله
وحول تكريم الفنانة عمران في رام الله قالت لـ'القدس العربي' يواجه أهل رام الله مأساة حقيقية على كل الأصعدة، وكلما لمحت إسرائيل منفذا ليفرح الفلسطيني حاصروه وبقسوة أكثر، وصادروا الفرح الإنساني، لكن أهل رام الله أقوياء معنويا، لديهم طاقات ومعنويات ومثابرة، ولعل عدم استسلامهم لليأس يمنحنا العزاء فهم صامدون رغم كل المآسي.
وكانت الفنانة نادرة عمران تسلمت منتصف نيسان (ابريل) الماضي درعاً تقديرية إثر دعوتها كضيفة شرف في 'أيام المنارة المسرحية الدولي' ومشاركتها في أوبريت 'عتبة بخور' إلى جانب زملائها الفنانين.
أم كردية في 'هدوء نسبي'
وكانت الفنانة نادرة عمران رفضت كل ما عرض عليها خلال عملها في مسرحية 'الكراسي' باستثناء دورها في مسلسل 'هدوء نسبي' كون مخرجه شوقي الماجري وافق على تصوير دورها بعد الانتهاء من العرض المسرحي. وعن دورها في المسلسل تقول: أقدم في 'هدوء نسبي' دور أم كردية عراقية عاشت الأحداث ضمن أسرة مركبة من الأطياف المختلفة بكل الثنائيات، وهذا يعيدنا إلى أن العراق بلد أطياف بكل مستوياتها، بلد جميل ورائع كالعراق، وهذه الأطياف قادرة على أن تتغلب على هذه المحنة المزيفة والصعبة التي يتعرض لها العراق.
ولكن ما الفرق بين أن تؤدي دور أم فلسطينية، أم عراقية؟ هنالك تشابك إنساني اشتغل على إيقاع إنساني مختلف، أولادي عراقيون، عندهم إيقاع أحاول أن أتلبس إيقاعاً آخر، شخصية الأم الفلسطينية جزء من تكويني، وهنا إيقاع لهجة مختلفة لها روح فيها خواص مختلفة. انها مغامرة مختلفة وإن شاء الله سأقدمها بشكل جميل.
ومسلسل 'هدوء نسبي ' للمخرج المبدع شوقي الماجري من المقرر أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل. ويضم المسلسل الذي كتبه الروائي السوري خالد خليفة مجموعة من الفنانين من 8 دول عربية، بينهم من مصر: نيللي كريم، أميرة فتحي، كريم كوجك، ومن سوريا عابد فهد وقمر خلف، ومن فلسطين نادين سلامة، ومن عمان: إبراهيم الزدجالي، من تونس: محمد علي جمعة، وبيير داغر من لبنان.