عبدالله الصعفاني - الأخطر من انفلونزا الخنازير -بعد أن صارت وباءً عالمياً -هو انفلونزا استبساط الاعتداء اليومي على القانون.
والأسوأ من كل وباء، انتشار ثقافة الترهُّل والمهادنة تجاه مظاهر سلوك تضع قواعد متينة للعبث بمصالح الشعب والوطن..
- وعلى مسؤوليتي.. لقد تأخرنا كثيراً في مواجهة العبث والاستهتار بأشكاله المختلفة .. لكن ليس أخطر من التأخر وما ترتب عليه إلاّ مواصلة ذات الاسطوانة، لأن الثمن سيكون باهظاً والفواتير أكثر من أن نحتمل تسديدها.
- ومن وجهة نظر شخصية لا هدف لها أكثر من قول كلمة حق عند قيادات تائهة وبائسة تدير مؤسسات وطنية يفترض أنها مهمة.. مشكلتنا ليست في التلويح الأرعن بما يسمّى فك الارتباط أو إعادة مخلوق الانفصال المشوَّه، فلقد تحقق على الأرض والعقول والمصالح المشتركة ما يجعل من عودة عقارب الساعة الى الأمس مستحيلاً..
المشكلة هي في هذا العبث الذي جعل كل من في رأسه موَّال شخصي يضرب جسد الوطن بفجور ووقاحة.
- المشكلة هي في هذا المناخ الذي شجّع البعض في مناطق مختلفة على أن يتجرأوا على القانون ويسيئوا الى النظام العام وسط تنامي القناعة عند هؤلاء أنك تستطيع أن تصنع خارج القانون ما تريد.. ومؤسف أن هذه القناعات الشاذة تتحرك باتجاه التحول الى ظاهرة والى ثقافة يشترك فيها ناس ومناطق لم تُعرف إلا بالوداعة واحترام النظام..!!
- ومن أسف أن من أسس لهذه الثقافة ورعاها وأشاعها هم أيضاً رجال محسوبون على مؤسسات كبيرة يُفترض أن تشرّع للقانون وتنفذه وتحميه..
من أسف أن هؤلاء مارسوا عمليات الخروج على القانون وتجاوزه والتبشير بفوائد العبث والفوضى، إنما قاموا بذلك بآلية الدولة والمال العام.
- منذ زمن وهناك قيادات ووجاهات تقف في صف العابث تحول بين القانون وبين جرائمه..
ولقد حذّر الغيورون من مغبّة هؤلاء الذين يكرسون ثقافة أن القانون غير قابل للتطبيق في اليمن.
- ولكل ما يحتويه المشهد العام أرى أن أهم لجان للدفاع هي لجان للدفاع عن القانون.. وجهاز أمن صارم ونيابات ومحاكم غير لزجة..
تفعيل القوانين النائمة.. الرخوة.. هو وحده القادر على إثبات جدية المواجهة.. من الانفصالي قاطع الطريق الى العابث المختطف.. والمجرم قاطع الطريق وغير ذلك ليس إلا مواصلة الاحتضان لثقافة تنمية الانتاج الوطني من الفتن والمآزق.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..{
|