أمين الوائلي - كنت مندهشاً لأن التلفزيون اليمني كان متاحاً لمختلف الأصوات لتعبر عن نفسها بحرية دون رقابة أو اعتراض«.. لخَّص حسين خلف الصحفي بجريدة »الوقت« البحرينية بالكلمات السابقة رأيه وتعليقه على ما حدث في اليمن من تنافس جاد وحراك انتخابي رصده عن قرب وسجل تفاصيله، كما فعل عشرات الاعلاميين من الاشقاء والاصدقاء طوال الاسابيع المنصرمة.
وبحسب رئيس قسم الشئون الدولية في وكالة »يونايتد برس انترناشيونال« فإن هذه هي المرة التي كان هناك »ما يمكن اعتباره انتخابات ديمقراطية أو أقرب ما هو الى انتخابات ديمقراطية«.
وكما يضيف »كلود صالحاني« من »يونايتد برس« فإن »المعارضة ليست مسرورة مائة بالمائة«.. والحال هكذا طبيعي جداً على اعتبار أن النتائج كانت قاسية عليها.. لكن صالحاني يؤكد: (أنها خطوة فتية جداً.. أساسية أولية للتوجه الى المزيد من الديمقراطية).. ويردف (أعتقد أنها خطوة فتية ولكن مهمة وكبيرة وتعتبر تطوراً مهماً في المنطقة).
واذا كان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية »ديفيد فولي« قد أكد عقب انتهاء الاقتراع مباشرة أن »واشنطن راقبت هذه الانتخابات وتنتظر نتائجها الرسمية باهتمام كبير« مؤكداً في ذات الوقت أن »الاقتراع جرى بطريقة سلمية ومنتظمة دون أي ترهيب«.
فإن السيد كلود صالحاني نفسه يعود ليؤكد من جانبه أن الانتخابات اليمنية الأخيرة احدثت تطوراً مهماً في المنطقة العربية، أو كما يقول: »وهي ربما تفتح الباب للديمقراطية، كما نعرف الديمقراطية لا تأتي عبر الأبواب الكبيرة دائماً، ولكن احياناً عبر الابواب الصغيرة وتجد طريقها وتفرض نفسها على المجتمع.. وربما هذا ما يحدث في اليمن وليس عودة الى الوراء بعد ذلك«.
مرة أخرى.. ديفيد فولي قال: لاحظنا أن موسم الحملات الذي سبق الانتخابات كان مفتوحاً وحراً جرت فيه نقاشات حيوية وتميز بتغطية اعلامية متوازنة ومشاركة جيدة من الناخبين في المهرجانات الانتخابية.
النموذج العربي الموعود
الاشقاء العرب راقبوا المشهد الانتخابي اليمني باهتمام كبير.. وكانت الصحافة سبَّاقة الى تناول الحدث الأهم في المنطقة باعتباره فعلاً جاداً يقدم حالة استثنائية في الممارسة والتنافس الديمقراطي الحقيقي.
في »البيان« الاماراتية كتب هاني الجمل عن »الانتخابات اليمنية والفائز الحقيقي«، وهو يؤكد أنه وبغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية الاخيرة، فإن الفائز الحقيقي فيها هو المواطن اليمني، طالما شارك بفاعلية في هذا الحدث الديمقراطي الأهم على ساحتنا العربية حالياً.
ويضيف الجمل: »الوقفة الموضوعية تشير الى أن الرئيس علي عبدالله صالح اعطى الفرصة للمعارضة كي تشارك بفاعلية في الحياة السياسية وتولي مقاليد الأمور في حال فوزها في هذه الانتخابات«.. ويؤكد أن أهمية الانتخابات في اليمن تأتي من خلال طبيعة المجتمع القبلي وسماته من ناحية، وتوقيت هذه الخطوة من ناحية أخرى: »فالمجتمع اليمني بعاداته وتقاليد وانتشار السلاح بين جميع فئاته، وجد نفسه أمام اختبار حقيقي عليه أن يختار من خلاله من يحقق له الأمن والاستقرار والاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ايضاً«.
وفي النقطة الأخرى التي أضفت أهمية على الحدث الانتخابي الأخير في اليمن وهي توقيت هذا الحدث »حيث تشهد عواصمنا العربية منذ مدة طويلة ضغوطاً داخلية واخرى خارجية لإجراء اصلاحات سياسية حقيقية تتيح لرجل الشارع البسيط المشاركة في صنع القرار الوطني وتحمل مسئولية بناء وطنه«.
وفي هذا السياق.. واذا كان المواطن اليمني -كما يقول هاني الجمل - هو الفائز الحقيقي في هذا العرس الديمقراطي، فإن الرئيس صالح واجه بلا شك تحدياً حقيقياً »ويحسب له تحمله الكثير من الانتقادات من جانب المعارضة«.
وبحسب الرأي ذاته فإن بعض المحللين يرون أن المواطن العربي ينظر بعين الرضا الى الانتخابات اليمنية باعتبارها تجربة مفيدة ويتطلع الى تكرارها في عواصم عربية اخرى.
ويختتم الجمل بالقول ان الحدث الانتخابي في اليمن »نموذجاً يتطلع اليه المواطن العربي«.
ليست ديكوراً..
وتذهب المعلقة السياسية في وكالة »نوفوستي« مارينا بيلينكايا الى وصف انتخابات الرئاسة التي جرت في ٠٢ سبتمبر في اليمن أنها: »من الأحداث الشيقة في العالم العربي في الأيام الأخيرة«.
وتذهب سهام بن سدرين ممثلة مجموعة الرقابة على الانتخابات من الأقطار العربية الى التأكيد أنه: »حتى المراقبين لا يستطيعون انكار ان المعركة الانتخابية في اليمن هي ليست ديكورات بالرغم من جميع الملاحظات حول سير العملية الانتخابية«.
ولاحظت السكرتير العام لمنظمة الرقابة على حرية الصحافة »تونس« أن السلطات اليمنية تحترم المعارضة وتعمل لها حساباً بالفعل »تخشى المعارضة فعلاً، وهم لاعبون سياسيون فعليون وليسوا بدمى«.
المعلقة السياسية لوكالة »نوفوسي« أشارت الى وعد الرئيس علي عبدالله صالح في عشية يوم الاقتراع أنه لن يمضي مهما كانت النتائج في طريق السلطات الجزائرية التي ألغت عام ٢٩م، نتائج الانتخابات بعد فوز الاسلاميين، سواءً الآن أم في المستقبل، كما أنه لن يحذو حذو الغرب والولايات المتحدة التي رفضت الاعتراف بحركة المقاومة الاسلامية »حماس« بعد أن حصلت في مطلع عام ٦٠٠٢م، على أغلبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني.
وتؤكد في حديثها عن الرئيس علي عبدالله صالح اعتباره »الشخصية الوحيدة فحسب التي توحد اليمن اليوم«.
وكان مرشد جماعة الاخوان المسلمين في مصر قد وصف الانتخابات اليمنية أنها تمثل »نصراً لليمن« مضيفاً أنها جرت في أجواء جيدة وهادئة.
وكذلك أشاد سعد الدين ابراهيم الناشط السياسي العربي ورئيس مركز ابن خلدون في القاهرة بالانتخابات اليمنية وصفها بـ»الرائدة« في المنطقة والنموذج المشرف على مستوى العالم الثالث.
|