حسن عبد الوارث - يتقاطرون كآخر القطرات في رحيق الوردة .. يتسابقون كالفراشات إلى قارورة اللهب .. يرحلون كالنوارس في مهب العاصفة .. مشرعين في وجه الموت أجنحةً من ضوء وشعر وقرنفل!!
لم أكن قد صحوتُ من فاجعة رحيل محمد حسين هيثم ، حتى دهمتني فاجعة رحيل عبدالرحمن إبراهيم .. وأعرف أنني لن أصحو من الفاجعة الأخيرة ، حتى تدهمني فاجعة جديدة برحيل صديق آخر!!
إن الشعراء يموتون ناقصين حلماً .. فقد مات هيثم قبل أن يكمل داراً يأوي أولاده ، وقبل أن يشهد صدور ديوانه الأخير .. ومات عبدالرحمن قبل أن يضع آخر لمسة من قداحة فكره في رسالة الدكتوراه التي كان يُحضّرها في الأدب اليمني المعاصر .. وسيموت شاعر آخر - غداً - قبل أن يحقق حلماً عزيزاً آخر !!
إنها أحلام صغيرة بحساب الواقع ، وكبيرة بحساب الذات .. غير أنها تموت في المهد ، قبل أن ينزل صاحبها الى اللحد!..
فمتى سيرحل المبدع عن هذه الحياة وهو يبتسم ، لأنه أنجز أكبر أحلامه وأهم أمانيه ، على صعيد الحياة الكريمة أو على صعيد العملية الإبداعية ؟!
وفي رثائه عبدالرحمن إبراهيم ، ذكَّر أستاذنا الفذ د. عبدالعزيز المقالح بشلَّة الشعراء الرابضين قبالة البحر في عدن (الراحل عبدالرحمن ، الراحل هيثم ، شوقي شفيق وكاتب هذه السطور ) فأحسستُ أن الدور جاء عليَّ وشوقي .. وإنني أدعو صديقي شوقي الى التقدم من باب الاحترام ،باعتباره الأكبر سناً .. أو حتى من باب "أنتم السابقون.. ونحن اللاحقون"!!
.. وعظًّم الله أجر الجميع ..
|