الميثاق نت - متابعات -
رشا فاضل مبدعة عراقية متعددة المواهب، إذ هي شاعرة وإعلامية وقاصة وتكتب للمسرح أيضا صدر لها ثلاث مجموعات قصصية هي:”أحلام كالفراشات” عام 2003 و”فيروس سردي” عام 2008 و”رقصة فوق خراب الوطن” وكتاب نقدي بعنوان: “مزامير الفتى السومري”، إضافة إلى عدد من المسرحيات التي ستطبع تباعاً.
نالت فاضل العديد من الجوائز: منها جائزة ناجي نعمان العالمية (لبنان) في دورتها الخامسة لعام 2007 في القصة القصيرة والجائزة الأولى في المسابقة الأدبية في الموسم الثقافي لجامعة تكريت لعام 2004 فضلا عن جائزة تقديرية من مؤسسة الزمان للقصة القصيرة عام ،2005 “الخليج” حاورتها وخرجت بالحصيلة التالية:
إصدارك الأخير “رقصة فوق خراب الوطن” عنوانه مثير فهل هناك من يرقص فوق خراب وطنه؟
- الكتاب نص مفتوح على الحب والحياة والوجع.. يحدث أن نرقص فوق خراب أوطاننا معززين مقولة: الطائر يرقص مذبوحا من الألم، وأضيف أن الكتابة عن الجمال وسط الخراب تأتي ضمن محاولاتي لاستنهاض كل قيم الوطن المتجذرة فينا.
لماذا لم تقم الرواية والقصة في العراق بتشخيص ما حدث للعراق قبل حدوثه؟
ما حدث في العراق لم يكن مفاجئاً بل كان متوقعا حتى من المواطن العادي ومن هنا كانت المخاوف وقد كُتبت الكثير من النصوص في هذا الشأن مع مراعاة عدم الإفصاح عن هذا الخوف وهذه النبوءة إن صح التعبير لأن مساحة الحرية كانت أضأل من أن تسمح بذلك، لذا كان الترميز في مختلف الأجناس الأدبية يرسم ما سيحدث في العراق ولعل من يقرأ تلك النصوص الآن يراها بوضوح أكثر ويقيمها بشكل آخر.
أنتِ متعددة المواهب فأين تجدين نفسك أكثر ولماذا؟
أنا أيضا أسأل نفسي هذا السؤال أحيانا بل إنني ألومها لأن عدم الإخلاص لجنس أدبي محدد، قد يسبب التشتت ولا يضيف شيئا للكاتب، لكنني حين أتأمل ما أنجزته في القصة القصيرة على سبيل المثال أشعر بشيء من الرضا فقد أصدرت مجموعتين وجدتا صدى وقبول حيث فازت احداهما بجائزة ناجي نعمان الأدبية، وحين أتطلع لمنجزي المسرحي أفرح وأنا أجد معظم النصوص المسرحية التي كتبتها قد مثلت على المسرح. وهذا يعني أن صوتي قد بدأ يصل وأنني لم أبدد طاقتي ومع هذا أجدني أهرب من “الشكل” دوما.. من “القالب” الذي يمنحني هوية واحدة وشكلاً واحداً وملامح واحدة إلى النص المفتوح، النص السردي الذي لا يبرأ من الشعر وكانت (رقصة فوق خراب الوطن) التي لها جزء آخر قيد الانجاز.
ولأنني كائن يشعر بانتمائه لكل ألوان الابداع وجدتني أكتب الرواية.. واغوص في عوالمها وأضيع بين أبطالها الذين يشاركونني تفاصيلي اليومية حتى إنني لا أعرف من يكتب الآخر ويرسم خطواته على الورق، وها أنا أدور منذ أكثر من عام في هذه الدائرة المغلقة بأمل الخلاص.
هل النقد العراقي تمكن من فرز الغث من السمين في المنجز العراقي؟
لا أعتقد ذلك وقلة النقاد من أبرز الأسباب، لذا نجد أن الحركة النقدية غير موازية للحركة الإبداعية وغير قادرة على احتوائها، بالتالي لا يمكن فرز الغث من السمين إضافة إلى أن الكتابة النقدية هذه الأيام أصبحت تمارس من قبل الكثير ممن لا يمتلكون الأدوات الأكاديمية للنقد.
للاحتلال صورة بغيضة جداً هل تطرقتِ الى هذه الصورة في أعمالك؟
“الاحتلال” انكسار روحي ومعنوي تصورت أن بياض الورق سيعتقني منه وإذا بي أغرق في قتامة حبري وهو يرسم لي تداعيات هذا الاحتلال وهو يطأ كل أبجدياتنا الخضراء الا أبجدية الحلم. وثقت موقفي من الاحتلال ومشاهد أفرزها هذا الوضع المؤلم في الكثير من أعمالي القصصية والمسرحية إضافة للكثير من المقالات التي تناولت هموم الشارع والمواطن جراء ما حدث ويحدث.
هل استطاعت الثقافة العراقية مقاومة ثقافة الاحتلال وهل لدينا أدب مقاومة حقيقي؟
نعم كان للثقافة العراقية بعيداً عن “القائمين على مؤسساتها” دور واضح ومعلن من الاحتلال ومقاومته ورفض خطابه التجزيئي للوحدة الوطنية وقد تمثلت هذه المقاومة في العديد من المنجزات الإبداعية التي اتخذت شكلا فرديا لا مؤسساتيا.
أعمالك المسرحية عما تتحدث؟
هذا سؤال مهم لم اسأله لنفسي يوما! أفكر الآن وأنا أكتب مستعرضة في ذهني الثيمات التي ارتكزت عليها فأجد: الخيبة، الانكسار، اللا جدوى، والحلم عند النواصي البعيدة.. يا آه ما أقسانا ونحن نحمّل على ظهر المسرح كل هذا الإرث الثقيل.
حصلتِ على جوائز عديدة فكيف تتعاملين مع الجائزة وهل تضيف إليك أعباء جديدة وما أبرز جائزة حصلت عليها؟
أهم الجوائز التي حصلت عليها جائزة ناجي نعمان العالمية، أنها تشجيع ودافع للاستمرار ومسؤولية إضافية تدفعني للبحث عن نص جديد وكتابة بطعم آخر واصطياد الكلمة المستحيلة.
كيف ترين الشعر العراقي الآن؟
أذكر خبراً قرأته عن احدى أمسيات الشاعر الكبير نزار قباني فقد حضر أمسيته من كل أنحاء البلاد العربية والعالم.. لا يزال هذا الخبر عالقا في ذاكرتي فهو يؤكد على أهمية الشعر وكيف أنه يجمع الناس بكافة أطيافهم وخلفياتهم ويجلسهم عند أعتابه للاستماع لقصيدة. هذا الأمر لا يزال يتكرر هنا وهناك ويمكنني القول إن قصيدة واحدة لشاعر حقيقي كفيلة بجمعنا نكاية بكل الأحزاب التي لم تفلح سوى بتفرقتنا.
كيف ترين الثقافة العراقية الآن وهل أخذت حقها من المؤسسات الثقافية؟
لا يمكنني أن أرى الثقافة العراقية بمعزل عن المثقف العراقي الذي مازال يعاني ما يعانيه من تهميش وعدم اهتمام بمنجزه الإبداعي، هنالك محاولات جادة بهذا الشأن خصوصا بعد انشاء ما يسمى قصور الثقافة التي مثلت حجرا في المياه الراكدة من خلال ما تقدمه من دعم للكتّاب الشباب وللنشاطات الثقافية رغم إمكاناتها المحدودة.