الميثاق نت -
تسعى سيرين عبد النور من خلال حضورها السينمائي في مصر لصورة جيدة عن الممثلة اللبنانية. لا ترفض الأدوار الجريئة والإغراء شرط أن لا تكون مقحمة، وأن لا تتحول تخصصاً للممثلة اللبنانية بالتحديد.
في زمن قصير كانت حاضرة في فيلمين مصريين الأول 'المسافر' إلى جانب الممثل العالمي عمر الشريف، والثاني 'رمضان مبروك'، وكذلك في لبنان كانت ضيفة شرف ممثلة في فيلم 'دخان بلا نار'. وغنائياً صدر لها مؤخراً سي دي 'ليالي الحب'.
مع الفنانة سيرين عبد النور كان هذا الحوار:
هل صرت بعد حوالى الثلاث سنوات من الغناء على دراية بقدرات صوتك وما يليق به من ألوان؟
بالتأكيد صرت أدرك الإختيارات المناسبة لصوتي. وشعرت بأن المتلقين أحبوني باللون الرومانسي، وفي الوقت نفسه أحبوا حضوري في الأغنية الشعبية. ولهذا أسعى قدر الإمكان للخلط بين هذين اللونين. وعلى سبيل المثال تضمنت أغنية 'أنا عمري معاك' الإيقاع المترافق مع الرومانسية في الأداء. أسعى لأسلوب خاص بي على صعيد المغنى. وكذلك كانت أغنية 'عيون العسلية' من الأغنيات المناسبة لصوتي.
هل صارت الرومانسية هوية أساسية لك في الغناء؟
وجدت الرومانسية تليق بصوتي وكأنها نعمة من الخالق. صوتي يتضمن شجناً أكثر مما يتضمن فرحاً. لهذا أشعر صوتي لائقاً للغناء الرومانسي المتضمن للشجن.
معروفة بلقب سيدة الأناقة على الشاشة هل تخليت عن اللقب بسهولة لتكوني فتاة دليفري في الفيديو كليب؟
تضمن الفيديو كليب الأناقة والبساطة بالتساوي. بداية كنت فتاة الدليفري المشاغبة التي تركب الدراجة النارية على الطرقات، ومن ثم تبدل حياتها بعد لقائها بحبيب عمرها. وعندها تتحول إلى السيدة الأنيقة التي ترافق زوجها.
إخترت الأسود والأبيض لغلاف السي دي فهل تشعرين بالحنين للزمن الماضي؟
كثيراً جداً، ودائماً أردد أمنيتي بأن أكون منتمية لهذا الزمن بالولادة. في ذاك الزمن كان الفن مختلفاً وكان له صداه وقيمته الفنية الكبيرة. ولهذا يُسمّى بالعصر الذهبي في الغناء والسينما. أشعر نفسي في أجواء ذلك العصر وأحن إليه. حتى وإن سُئلت عن مثلي الأعلى في التمثيل والغناء أسرع مباشرة لذاك الزمن.
كممثلة كم تأثرت بزمن الأبيض والأسود في السينما؟
جداً لدرجة أن الكثير يستحيل عليهم إستيعاب مدى هذا الأثر في تكويني. عندما أعبر عن عشقي للغناء والتمثيل معاً أراهم يقولون نجحت في التمثيل فلماذا الغناء؟ في حين أن تطلعي وحنيني هو لزمن الأبيض والأسود حيث كان الغناء يتلازم مع التمثيل.
ومن هي مثالك؟
أحب جداً شادية وسعاد حسني وهما في ذاكرتي مثالي الأعلى. وكذلك مثالي فاتن حمامة حتى وإن لم تكن تغني، لكنها بالنسبة لي تلك الممثلة الراقية. كذلك أنا متأثرة بصباح.
شاهدناك مؤخراً في فيلم 'دخان بلا نار' في دور شديد الإتقان. هل تختلف إدارة الممثل بين السينما والتلفزيون حتى لمسنا هذا الفرق؟
لا إختلاف على الإطلاق خاصة في 'دخان بلا نار' فقد سبق وصورت مع المخرج سمير حبشي مسلسلاً. الأداء الطبيعي والتلقائي والمقنع هو المطلوب من الممثل سواء في التلفزيون أو السينما أو حتى المسرح. المختلف هو التقنيات وأسلوب التصوير. في حين أن الممثل يبقى نفسه في الأماكن الثلاثة.
أنت بطلة في المسلسلات فكيف رضيت بدور صغير في السينما؟
الدور الصغير سائد حتى في هوليوود حيث نرى ممثلاً عالمياً يختار دوراً صغيراً شديد التعبير ومحورياً على صعيد الفيلم ككل. ليس مهماً أن يكون الممثل بطل الفيلم ليقدم دوراً مؤثراً. ولهذا قيل بأن 'دخان بلا نار' من بطولتي، في حين أني كنت فقط ضيفة شرف. وهذا يدفعني للإفتخار بحب الناس. كثيرون قالوا لي حضرنا الفيلم لنراك. وهذا ما أفرحني جداً. السينما تختلف عن التلفزيون حيث يطلب المسلسل بطلة أو بطلاً يكون محور النص. في حين أن أكبر الأفلام تمتد لساعة ونصف ولهذا يفترض بكافة الأدوار أن تكون مؤثرة حتى بعيداً عن البطولة.
في 'دخان بلا نار' رقصت فهل وجدته مشهداً يضيف لحضورك في هذا الدور؟
الدور ككل يحكي عن فتاة تحتفل في منزلها بعيد ميلادها، وتدعى من قبل أصدقائها للرقص تماماً كما يحصل في الحياة العادية. لكن ما لفت الأنظار أن هذه الصبية تتمتع بشكل جميل، وترتدي ملابس مغرية. كان دوراً في السياق العام للفيلم وبعيداً جداً عن الإبتذال. كما أني رقصت بطريقة محترمة جداً.
دخلت إلى السينما المصرية من بابها العريض ومن خلال فيلمين متتاليين فماذا عنهما؟
الفيلم الموجود حالياً في الصالات اللبنانية وعنوانه 'رمضان مبروك أبو العلمين حمودة' تمّ إفتاحه منذ أشهر في مصر والحمد لله 'كسّر الدنيا'. إيرادات الفيلم كانت عالية جداً وقد تمّ تناول الفيلم نقدياً بصورة جيدة.
هل دخلت السينما المصرية من خلال المسلسل اللبناني؟
منذ دخلت الدارما اللبنانية وأنا أتلقى عروضاً للسينما المصرية لكني لم أتلق يوماً دوراً مناسباً. تلك الأدوار بمجملها تتضمن جرأة مبتذلة. لست ضد الجرأة في حال جاءت في سياق واقع إجتماعي ما، وأن تحمل رسالة. لكني كلياً أرفض هذه الجرأة عندما تأتي مقحمة على مشهد ما بهدف جذب المشاهد. لهذا رفضت دخول السينما المصرية من هذا الباب. من حقك الإستنتاج بأني دخلت السينما المصرية من بابها العريض. بمجرد أن أصور مع أهم الممثلين في خطواتي السينمائية الأولى فهذا يعني أني دخلتها من الباب العريض. فالفيلم الأول 'المسافر' مثلته مع الفنان الكبير عمر الشريف. ومن ثم كان الفيلم الثاني.
ما هو طموحك في التمثيل؟
التمثيل موهبة منحني إياها الله. لست بصدد تعقيد الأمور. كل ما أطلبه الحضور في أدوار جميلة تليق بمجتمعنا العربي وتفيده. ففي المسلسل المصري الذي أنا بصدده قريباً يتحدث عن معضلات خطيرة في مجتمعنا مثل المخدرات. أعتبر التمثيل رسالة. عندما يقول البعض بأن الغناء رسالة لا أجد ذلك صحيحاً بل أعتبر التمثيل هو الرسالة. الأعمال الدرامية السينمائية أو التلفزيونية أو حتى المسرحية الغنائية كالتي قدمها الأخوان رحباني فكل منها يحكي عن جرح ما في بنية مجتمعنا العربي.
يبدو أنك على وعي كامل بأهمية الدراما والسينما في أرشيف الفنان وبقاء إسمه. ألهذا تعملين لترسيخ حضورك في التمثيل؟
هذا صحيح. لكن ليس كل الأدوار التي تصلنا هي بالمستوى المطلوب. نحن بحاجة لموضوعات جديدة وجوهرية في مجتمعنا يقدمها الكتاب. شخصياً أتلقى كماً من المسلسلات والأفلام فيها الكثير من الإقتباس من السينما الغربية وليست ذات صلة بمجتمعنا. لقد بدأت الدبلجة من التركي تأخذ دورها بدل الدراما العربية، تماماً كما كان المكسيكي سابقاً. الوضع الذي نعيشه على صعيد الدراما خطير والمطلوب نهضة حقيقية تواجه الكسل.
أي صورة عن الفنانة اللبنانية تريدين أن تقدمي في مصر؟
صورة الفنانة اللبنانية التي تليق بوطنها وشعبها وثقافة بلدها. أريد تقديم صورة الممثلة البعيدة عن الإبتذال. فالجميع ينظر إلى الممثلة اللبنانية على أنها تؤدي الأدوار الجريئة المبتذلة. في حين أنها قادرة على الضلوع بكافة الأدوار وهي بالنهاية تقدم كاراكتيراً من هذا المجتمع. دائما تعطى للممثلة اللبنانية الأدوار التي يرفضها غيرها. لست ضد الدور الجريء، ولست ضد الإغراء، لكن يستحيل أن تكون تلك الصورة تخصصاً لي في التمثيل. بل أطلب التنويع. الممثلة اللبنانية ليست فقط شكلاً بل لديها الموهبة والحضور.
هل تعانين كونك لبنانية وتعرض عليك أدوار معينة؟
شخصياً لا.
هل من مساعد لك في إختيار أدوارك في السينما أو التلفزيون؟
أبداً. ربي دائماً يمنحني التوفيق. ودائماً أطلب منه منحي القوة لمعرفة إختياراتي. والحمد لله وبكل تواضع كل ما قمت به حتى الآن في السينما وفي الدراما وجد الإستحسان.
بعد السينما هل سترضين بأي مسلسل لبناني؟
لن أبتعد عن الدراما اللبنانية. الفائدة المادية والمعنوية من السينما المصرية كبيرة. ففيلم 'رمضان مبروك' يعرض في كل الدول العربية وكذلك في الدول الأوروبية حيث الجاليات العربية. الدراما اللبنانية هي التي أطلقتني وكلما ألتقي الناس يسألون عن جديدي في المسلسلات. وهذا أعتبره واجباً نحو من يحبني.
هل ترغبين بالمشاركة في الدراما السورية؟
تلقيت الكثير من العروض الجميلة جداً لكنها كانت تتضارب زمنياً مع عقود أخرى سبق ووقعتها. وقد سبق وقمت بدور في مسلسل 'أهل الغرام' مع المخرج ليث حجو إلى جانب الممثل اللبناني طلال الجردي. وكنت سعيدة جداً بالتعامل مع أهل الدراما في سورية. هم محترفون جداً.