عبدالعزيز الهياجم -
لفت نظري ترجمة خبرية نشرتها إحدى الصحف المحلية أشارت الى أن صحيفة »ذانا شونال« الإماراتية الناطقة باللغة الانجليزية قد خصصت افتتاحية عددها الصادر يوم الجمعة للحديث عن الأوضاع في اليمن .. داعية بلدان مجلس التعاون الخليجي لتبني استراتيجية موحدة للحفاظ على الأمن والاستقرار في اليمن عبر دعمه اقتصادياً وتنموياً بما يمكنه من تجاوز كافة التحديات كون ذلك يخدم مصلحة وأمن واستقرار جيران اليمن في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
الصحيفة تناولت في افتتاحيتها تحديات القاعدة والحوثيين ومن يقفون وراء الدعوات الانفصالية وكذا التحديات التنموية التي تواجهها اليمن.. منوهة الى أنه »على أساس مصالحها الوطنية الخاصة ينبغي على دول مجلس التعاون الخليجي ضرورة الاتفاق والاعلان عن استراتيجية تمنع انزلاق اليمن الى مزيد من اليأس حتى ولو كان هذا يعني تسليحاً قوياً لجارتهم اليمن.. فإذا ضخوا رأسمالهم السياسي ومواردهم لتحقيق الاستقرار في جارتهم.. فإن الخليجيين يدرؤون عن انفسهم مخاطر تدخل جهات أخرى في عقر دارهم.
< وبغض النظر عن بعض المصطلحات التي قد يضع المرء تحتها أكثر من خط.. الا أننا حقيقة نتفق مع هذه الرؤية كونها تؤكد في المجمل على ضرورة أن تتعاطى بلدان مجلس التعاون الخليجي مع اليمن باعتباره عنصر أمن واستقرار للإقليم وأن تمكينه من تجاوز التحديات التي تواجهه هو في مصلحة أشقائه وجيرانه الذين يشكل معهم منظومة جغرافية واحدة تتأثر بعضها بما يحدث عند البعض.
< وبالتالي ينبغي أن تنظر بلدان مجلس التعاون الى حقيقة أن ما يجري في اليمن ليس مشاكل أو أزمات سياسية كما يسعى البعض الى تصوير ذلك، وإنما هي تحديات اقتصادية وتنموية تلقي بظلالها على ما يظهر هنا وهناك من شد وجذب.
فتحديات الفقر والبطالة هي من ولد شعوراً بالغبن لدى البعض فضلاً عن ممارسات فساد واختلالات وتجاوزات لا أحد ينكرها وأدت الى رفع مطالب حقوقية استغلها من يريد أن يرى اليمن يعاني مشاكل وتهديدات تمس وحدته وأمنه واستقراره وتنميته، ولذلك فإن الدور الذي يمكن أن تلعبه دول مجلس التعاون تجاه اليمن يتطلب خطوات فاعلة عبر المضي قدماً في برنامج تأهيل اليمن اقتصادياً بدعم المشاريع التنموية والخدمية، والدفع نحو تشجيع الاستثمارات الخليجية وكذا استيعاب العمالة اليمنية وإعطائها الأولوية في سوق العمل الخليجي، كون هذه المسارات الثلاث ستسهم بشكل كبير في جعل اليمن يلعب دوراً فاعلاً في تعزيز أمن واستقرار منطقة الجزيرة العربية والخليج وفي مواجهة التحديات والاطماع التي تجابه المنطقة من قبل قوى اقليمية ودولية.