السبت, 27-يونيو-2009
الميثاق نت - عادات الزواج في سقطرى سقطرى - سلطان قطران -
تختلف عادات وتقاليد الزواج في اليمن من مدينة لأخرى ومن منطقة لمنطقة وربما من قرية لقرية.. ولكنها تتفق في بعض العادات ، ويعود ذلك للبيئة والمعايشة التي تعود عليها الناس الذين يقطنون منطقة بعينها وبحد ذاتها ويسكنون فيها، وتصبح العادة ثقافة يتميز بها هذا المجتمع عن غيره.. وفي موضوعي هذا أتطرق إلى الزواج السقطري في جزيرة سقطرى والذي يختلف بعض الشيء عن معظم المناطق اليمنية.
الخطبة :
يذهب أبو الشاب الذي يرغب في الزواج إلى أبي الفتاة «فرهم» ويطلبها لابنه و يكون ذلك بشهادة بعض الناس، ويتم تحديد يوم الخطبة الذي يحضر فيه آهل الشاب ومعهم خاتم ذهب ليعطوه للفتاة المخطوبة .. ويتم في هذا اليوم تحديد يوم الزفاف الذي لا يزيد عن عشرة أيام ، ويتم تقدير المهر للعروسة من (50) ألف ريال إلى (150) ألف ريال سواءً لأبناء الجزيرة أو للذين يرغبون في الزواج من أية فتاة سقطرية.
بينما بعض الناس في جزيرة سقطرى يفضلون أن تكون الخطبة وعقد الزواج وإقامة العرس والزفاف في نفس اليوم حيث يأتي العريس بالخاتم الذهب، وبعض المجوهرات الذهبية التي تصل قيمتها إلى (100) ألف ريال إلى جانب بعض الملابس للعروسة.
وهنا أشير إلى أن الفتاة تزوج دون اخذ رأيها ويفضلون الفتاة ذات الـ 15 و 16 عاماً.
الطقوس الاحتفالية عند الرجال :
تختلف طقوس زفاف الرجل أو الشاب من البادية إلى الساحل.. ففي البادية والقرى الواقعة في الوديان يقوم المدعوون من كل بيت بإهداء رأس غنم للعريس ويتناولون طعام الغداء في بيت العريس ، وعند توجيههم التهنئة للعريس يسلم كل واحد منهم عليه بمد اليد على كتفه للتعبير عن فرحتهم بعرسه وزفافه ، ومن ثم يصافحه يداً بيد ويحط انفه على انفه كنوع من التقبيل ، ويقول له: مبروك ، فيما بعض المهنئين يكتفون بمد اليد على كتفه من الأعلى لأن معناها مبروك.

وبعد تناول الضيوف المدعوين لحفل الزفاف الغداء يقومون بإلقاء القصائد الشعرية حتى صلاة العصر وبعدها يتابعون إلقاء القصائد والزوامل الشعبية ،والتي تكون أشبه بجلسات الدان الحضرمي، وبالمناظرات الشعرية التي تتحدث في معانيها ومضمونها عن البيئة والحياة السقطرية التي يحتفلون بها ، وقبل حلول صلاة المغرب يستأذن العريس للرحيل ويأخذ كل واحد منهم بعض اللحم والأرز ويقولون للعريس : «مبروك لك العروسة».

أما في الحضر والمناطق الساحلية فيقوم جار العريس مع أهل العريس باستقبال الضيوف ويأخذ منهم الهدايا من لحم وأرز وغنم ودهان زيت ويبقى الضيوف حتى يتناولوا طعام الغداء، وبعد الغداء تدق الطبول وترافقها بعض الكلمات من الشخص الذي يدق الطبل ويقول باللغة السقطرية:

«هاووا وواي هاواوي.. نفوحير شاهر من قبله.. نفق شاهر من قبله» بمعنى دان ودان دانه.. تزوج الرجل بهذا اليوم المبارك وطلع فيها الهلال «طاهر حرزمان ديدفانه» بمعنى راح اليوم الزمن القديم.

وتقال كلمات أخرى بهذه المناسبة ،و تلقى القصائد والعريس في أجمل ملابسه التي يرتديها من «قشدة» صماطة والمعوز والشميز( القميص ) ،و بالتالي يرحل جميع الناس من الضيوف قبل المغرب لينتظر العريس في الليل مع أهله وأقربائه وصول العروسة، حيث تذهب أمه وأخواته وبعض النساء من أقاربه لإحضار العروسة بزفة من خمس سيارات تتحرك من بيت أبيها ،وعندما تصل العروسة تحتفي النساء بها ، ومن ثم يدخل العريس عليها ويعطي لها حق الفتشة للكشف عن وجهها فيما يعطيها البعض أي قطعة ذهبية ، وبعد أسبوع يذهب العريس وعروسته إلى بيت أهل الزوجة ويهدي الزوج هدية لأم زوجته إما فلوس أو فستان أو أي شيء منه.

الطقوس الاحتفالية عند النساء :

بعد خطبة الفتاة «فرهم» تبدأ الفتاة بالتحجب والجلوس في البيت «تزيعم أهن» قبل الزفاف وتتجمل وتتزين استعداداً للزفاف ، ويعمل لها الحناء والاهتمام بكل ما تتمتع به من أنوثة.. ويوم الزفاف يعمل لها حمام كبير في بيتها وغداء خاص بها ، وتأتي النساء والفتيات إلى منزلها للمباركة والتهنئة بمناسبة الزواج ثم يرقصن ويغنين حتى تأتي النساء من بيت أهل العريس لأخذها إلى بيت زوجها ، وتنطلق الزغاريد والتصفيقات باليد حتى تصل بيت زوجها لتستمر تلك الرقصات والزغاريد حتى يدخل العريس عليها، ويقول لها: «هو اعضنك مش من ألبب» بمعنى أنا احبش واحبك من قلبي.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10746.htm